حرب حتى ظهور المهدي

حرب حتى ظهور المهدي


31/12/2018

فاروق يوسف

إيران في حالة حرب. متى لم تكن كذلك؟

ولأنها تحتاج الحرب لتفعل شيئا يُذكر بها فمن غير حرب لا يملك نظامها شيئا يفعله فإن خلافاتها مع الآخرين لا يمكن حلها بلغة السياسة. بل أن خلافاتها هي من النوع الذي لا يقبل الحل.

فلو عرفنا ما الذي تريده إيران لأدركنا أن أي حل ممكن لن يستجيب لمطالبها.

على سبيل المثال فإن إيران تتأسف لأنه ليست هناك إمكانية لنقل الكعبة من أراضي المملكة العربية السعودية.

وضع مضحك ورث في الوقت نفسه يقود إلى فهم نوع الجنون الذي أصيبت به إيران منذ أن استولى الخميني قبل أربعين سنة على الحكم فيها، مؤسسا نظامه الطائفي القائم على عقيدة ولاية الفقيه.

في حقيقتها فقد تحولت تلك العقيدة المغلقة على مروياتها الملفقة والمخادعة إلى عقدة في المنطقة بسبب إصرار نظام الملالي على التدخل في شؤون الدول العربية المجاورة لإيران.

ورط الإيرانيون أنفسهم في علاقة سلبية مع القانون الدولي حين اعتبروا تدخلاتهم تلك حقا مشروعا يمليه عليهم ولاؤهم لخط الامام الراحل الذي اعتبر ظهوره تمهيدا لظهور المهدي المنتظر.

حول الملالي إيران إلى دولة قائمة على الخرافات واستطاعوا عبر أربعين سنة أن يستثمروا ثروات إيران من صادراتها النفطية في برامج التسليح، وهو ما نتج عنه ظهور نوع جديد من الدول هي دولة الخرافة المسلحة.

ومن المؤكد أن دولة من ذلك النوع لا يمكن أن تكون جزءا من عصرنا القائم على العلم ومعادلاته التي لم تترك جانبا من الحياة إلا ونظمته في إطار عقلاني مبرمج يراعي في مقاييسه مصلحة الإنسان في الرقي بأسباب حياته.

على العكس من ذلك كانت دولة الخرافة المسلحة بمثابة خلية لتنشيط أسباب الموت وتشكيل جماعات شيطانية، تكون بمثابة وسيلة لنشر فيروساته في كل مكان يصل إليه أفرادها.

الحملة الإيرانية من أجل نشر دعوة الموت اثمرت من خلال ظهور عصابات أقامت نهجها على أساس نشر الجهل في خطوة أولى في طريق محاربة العلم الذي هو أساس وجود المجتمعات الحديثة. وهو ما يبدو واضحا في ما تعرض له أتباع تلك العصابات من غسل منظم للعقول، بطريقة تسمح بأن يهب المرء نفسه للموت من غير سؤال مسبق عن جدوى ذلك الموت.

كان الموت الذي تقدمه تلك العصابات لأتباعها هبة إيرانية مجانية من أجل الذهاب إلى الجنة. وفي ذلك يتساوى تنظيم داعش وحزب الله. كلاهما يتبعان النهج نفسه وإن بديا كما لو أنهما يتناقضان مظهرياً.

لذلك فليس من المستغرب أن تتطابق النظرية الخمينية التي تتبعها إيران بنظرية جماعة الاخوان المسلمين، فهما تقومان على توزيع العالم بين دارين هما دار الكفر ودار الإسلام. غير أن المفارقة التي يجب الانتباه إليها تكمن في أن دار الكفر التي يجب اعلان الحرب عليها ليس المقصود بها تلك الدول التي لا تؤمن شعوبها بالدين الإسلامي حسب بل وأيضا الدول المسلمة التي لا تتبع شعوبها النظريتين الخمينية والاخوانية وهما كما قلت يتطابقان في مواقع عديدة ولا يختلفان إلا في ما خفي منهما من تفاصيل صغيرة.

لقد فشل العرب في التخفيف من حدة العداء الإيراني كما فشلت مصر في احتواء جماعة الاخوان المسلمين بعد محاولة اغرائها بالانضمام إلى الحياة السياسية. لم يكن ذلك الفشل إلا انعكاسا لنظرية الحرب التي هي الأساس الذي تستند إليه إيران وجماعة الاخوان. وهي نظرية لا يمكن التحكم بتداعياتها إلا من خلال وأدها وتدمير المقومات التي تستمد منها قوتها.

من غير ذلك فإن حرب إيران والاخوان المسلمين مستمرة على العالم حتى يوم القيامة.

عن "ميدل إيست أونلاين"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية