حزب العدالة والتنمية عقبة أمام الحرية الفنية في تركيا

حزب العدالة والتنمية عقبة أمام الحرية الفنية في تركيا


10/03/2021

قال الدكتور سريراك بليبات، مدير Freemuse للرقابة على حرية الفن العالمي في مقابلة مع Bianet English يوم الإثنين، إن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا هو أكبر عقبة أمام الحرية الفنية في البلاد اليوم.
ووصف بليبات عام 2020 بأنه عام مليء بالتحدّيات للفنانين على المستوى الدولي بسبب جائحة كوفيد-19 والإجراءات القمعية من قبل الأنظمة الاستبدادية في جميع أنحاء العالم. وذكر بعض الإحصاءات القاتمة التي أظهرت تضاعف عدد الفنانين الذين قتلوا، وزيادة عدد المسجونين بنسبة 15٪، فيما ارتفع عدد الذين تتم مُحاكمتهم بنسبة أربعة أضعاف منذ عام 2019.
في تركيا، قال بليبات إن الحكومة مسؤولة عن 90٪ من جميع انتهاكات الحرية الفنية التي سجلتهاFreemuse  في عام 2020. وأكد أنّ سبب الوضع المضطرب للفنانين في تركيا يتعلق بقوانين مكافحة الإرهاب المُقيّدة للإبداع التي تمّ تمريرها بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016، والقوانين التي تحظر الإهانات الموجهة إلى الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان.
واعتبر أنّ القانون الأكثر إثارة للجدل، وتعرّض لانتقادات واسعة هو القانون رقم 5651 الذي زاد من الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي في تركيا.
قال بليبات: "يُظهر إدخال القانون الجديد على وسائل التواصل الاجتماعي في عام 2020 كيف أنه في جو متوتر بالفعل لممارسة حرية التعبير، تبتكر السلطات أدوات إضافية للحد من الحريات، بما في ذلك في الفضاء الرقمي". 
وبرأيه، فإنّ العبء الأكبر، يشعر به بشكل خاص الفنانون الأكراد في تركيا، والذين يتم غالباً تصنيفهم مثل غيرهم من النشطاء الأكراد الآخرين، كمؤيدين لمنظمة حزب العمال الكردستاني المُصنّفة بدورها منظمة إرهابية.
وأوضح بليبات أن "الفنانين الأكراد لا يزالون أهدافًا لنظام الرئيس أردوغان، حيث إنهم غير قادرين على إنشاء فنهم والترويج له بلغتهم الأم دون وصفهم بأنهم من مؤيدي المنظمات الإرهابية". 
وعلى سبيل المثال، فقد اعتقلت هوزان كاني، وهو فنان ألماني كردي، في 2018 لحضورها فعاليات استضافها حزب الشعب الديمقراطي المؤيد للأكراد في تركيا، ولم يُفرج عنها إلا في سبتمبر الماضي. ولم تنتهِ حيث لا يُسمح لها ولا ابنتها بمغادرة تركيا.
أما المُغنّي الشعبي الكردي فرحات تونش فهو مُستهدف من قبل السلطات منذ عام 2012 على الأقل. وكان حكم عليه بالسجن لأكثر من سنة في عام 2018 لنشر محتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي أثناء حصار كوباني في سوريا من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في العام 2014. ويقول ممثلو الادعاء إنّ كلامه يشكل دعمًا لجماعات إرهابية مثل حزب العمال الكردستاني.
انتقل تونش منذ ذلك الحين إلى ألمانيا حيث تم رفض السلطات هناك طلبات إنفاذ القانون التركية لتسليمه، باعتبار أن محاكمته تمثل انتهاكا لحريته في التعبير. 
وبرأي بليبات، فإنّ الطريقة الوحيدة لتركيا لتحسين مكانتها في الحرية الفنية هي "الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي وخلق مساحة لممارسة حرية التعبير دون عوائق"، وعلاوة على ذلك، فإنّ القوانين التي تحظر إهانة الرئيس يجب أن يتم إلغاؤها، لأنّ هذه التشريعات لا مكان لها في الدول الديمقراطية التي يخضع رؤساؤها للانتقاد والمُساءلة دون خوف من التداعيات، وفق مدير Freemuse للرقابة على حرية الفن العالمي.

عن "أحوال" تركية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية