حسن البنا والأدلجة السياسية للإسلام في القرن العشرين

حسن البنا والأدلجة السياسية للإسلام في القرن العشرين

حسن البنا والأدلجة السياسية للإسلام في القرن العشرين


24/02/2024

ترجمة: كريم محمد

تحيل الأدلجة السياسية للإسلام إلى تأويل الإسلام، باعتباره "أيديولوجيا سياسية": أي كـ "نسق شامل من الأفكار من أجل الفعل الاجتماعي والسياسي" (Safire, 2008: 33) يعمل كأداة وظيفية لتنظيم الدولة والمجتمع، إضافة أيضاً إلى تحديد كيف يمكن لهذا المثال الاجتماعي-السياسي أن يتحقق (Erikson and Tedin, 2003: 64).

الأدلجة السياسية للإسلام لدى البنا، متجذرة في اعتقاده بأنّ: الإسلام نظام كلي شامل يغطي كافة جوانب هذا العالم والعالم الآخر

إنّ أدلجة الإسلام بالتحديد هي تلك النزعة الرامية إلى تأويل الإسلام كأيديولوجيا سياسية، والتي يعزوها الباحثون دائماً إلى حسن البنا المصري ومؤسس جماعة الإخوان المسلمين في القرن العشرين، بالتالي، ستقيم هذه المقالة إلى أيّ حدّ يدل فكر البنا على الأدلجة السياسية للإسلام في القرن العشرين، وللقيام بذلك؛ ستجمع المقالة أولاً البراعة السياقية مع شرح لدعوة البنا إلى تأسيس دولة إسلامية متجذرة في فهم الإسلام، باعتباره حلاً سياسياً مثالياً وشاملاً، ثم ستمضي هذه المقالة في استكشاف الأدلجة السياسية للإسلام لدى البنا، مركزة على دعوته إلى "حوكمة إسلامية"، وعلى المطالب الخمسين له، وعلى تصويره للإسلام باعتباره بديلاً عن الأيديولوجيات المتنافسة، وتأسيسه لجماعة الإخوان المسلمين.
ثانياً: ستولي هذه المقالة الاعتبار إلى مفكري القرن العشرين الآخرين الذين قد ساهموا أيضاً في الأدلجة السياسية للإسلام، وعلى رأسهم المودودي وسيد قطب، وأخيراً: ستختم المقالة بتسليط الضوء على فكرة أنّ أفكار البنا تدل فعلياً على الأدلجة السياسية للإسلام، لكن يجب، رغم ذلك، أن يدرك فكر البنا ضمن نزعة "إحيائية جديدة" أوسع لأدلجة الإسلام سياسياً.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون.. هل يحق لجماعة دعوية اللجوء إلى الانتهازية والمراوغة؟‎

يجب أن يدرك فكر البنا ضمن نزعة "إحيائية جديدة" أوسع لأدلجة الإسلام سياسياً

إنّ الأعوام التكوينية للبنا، المميزة بتأثير محافظ وصوفي (Jones, 1960: 1018)، وعلى خلفية الزحف الاستعماري، تزامنت مع جدال مستعر حول هوية مصر في مطلع القرن العشرين (al-Anani, 2013: 44). والحال أنّ الهيمنة الغربية، التي اجترحها البنا عياناً، وبشكل مباشر، في الإسماعيلية، قد استمرت ضمنياً، رغم الاستقلال الشكلي لمصر، عام ١٩٢٢، اشتمل هذا التداخل، بصورة بارزة، على شكل من أشكال الهيمنة السياسية البينة في نزوع النخبة المصرية القومية نحو الأفكار العلمانية والغربية المعتقدات والممارسات الموروثة المتعلقة بالإسلام (Commins, 1994: 127)، بيد أنّ الانحراف اللاحق تجاه "الإسلام المستعمر والمخضع والمذعن الذي يقبل بكونه محبوساً داخل الفضاء الخاص" (Soage, 2008: 27)، والذي تجسد في إلغاء الخلافة على يد تركيا الكمالية عام ١٩٢٤، قد رسخ في البنا اعتقاداً راسخاً بأن الإسلام، وبالتبعية الهوية المسلمة، كانت ما تزال مهددة من قبل "شيطان الاستعمار" (al-Banna, 1999a: 103). شكل ذلك الجزء الآخر من رؤية البنا للتاريخ الإسلامي كابتعاد مستمر عن "الإسلام الحق" مجسداً بالنبي، عليه الصلاة والسلام، وأصحابه، رضي الله عنهم، والخلفاء الراشدين.

اقرأ أيضاً: دعاة أم قضاة؟ .. الإخوان المسلمون وجدل الذات والموضوع
وفق البنا؛ أدى هذا الانحراف عن الإسلام الحقّ إلى الانحطاط الإسلامي، وإلى قابليتهم للتعرض لفجور التغريب، والحلّ للتدهور الإسلامي والتدخل الغربي، كما أعلن البنا، إذاً، يكمن في إحياء "الإسلام الحق"، وقد تطلب ذلك تطهير الأمة من ممارساتها ومعتقداتها القائمة، والذي يجب أن يسهل، كما أكد البنا، عن طريق التأسيس التدريجي لدولة إسلامية صحيحة المعتقد وتحفز على الإصلاح وتقوم بتطبيق الشريعة على أكمل وجه. إنّ الحلّ السياسي المقترح من البنا قد مثل، بشكل ملحوظ، "نقطة تحول في الخطاب الإسلامي الحديث عن طريق قيامه بنقلة ناجحة للإسلام إلى أيديولوجيا [سياسية]" (Lia, 1998: 72)، كأول دعوة لا غموض يشوبها في العالم ذي الأكثرية المسلمة من أجل إنشاء دولة إسلامية (Turner, 2011: 220). وفق حمزة يوسف (2011: 1)؛ فإنّ هذا يلقي الضوء على تحول وابتعاد عن الاعتقاد الراسخ على نحو واسع في أوساط المسلمين، بأنّ "الإسلام هو وحي؛ وحي من الله، وليس أيديولوجيا سياسية، ومن ثم لا يقدم حلاً سياسياً بما هو كذلك".

يقدم مانيفستو البنا "المطالب الخمسون"، كمخطط لحله السياسي والاجتماعي، دليلاً إضافياً لنزعته إلى أدلجة الإسلام سياسياً، كأداة وظيفية للهندسة الاجتماعية

والحال؛ أنّ الأدلجة السياسية للإسلام لدى البنا، إنّما هي متجذرة في اعتقاده بأنّ "الإسلام نظام كلي شامل يغطي كافة جوانب هذا العالم والعالم الآخر" (al-Banna, 1999b: 59; 1999a: 87; 1999c: 173). بالنسبة إلى البنا؛ فإنّ الدين في حد ذاته شكل جزءاً من "النظام الشامل" للإسلام، كما نظم من خلاله أيضاً، ذلك النظام الذي "ينبغي أن يحكم كافة شؤون الحياة" ((al-Banna, 1999d: 2; 1999c: 175). إنّ الإسلام، كأبعد ما يكون، مقتصراً على محض تقوى شخصية، هو "أيديولوجيا وعبادة، دولة وأمة، دين كما هو حكومة، فعل مثلما هو روحانية، وقرآن وسيف" (al-Banna, 1999c: 173). وبالتالي؛ يجب أن يجسد الإسلام في تحققات فعلية اجتماعية وسياسية باعتباره الأساس الأيديولوجي للمجتمع، وذلك باعتماده على قدرته الفريدة لتقديم الحلول لكافة المشاكل الإنسانية، لقد استمد هذا التأكيد الأساسي من تأويل البنا للربوبية والحاكمية الإلهية في "كافة المناحي والجوانب في الحياة" (al-Banna, 1999b: 78). لقد عكست، بصورة ملموسة، دعوة البنا من أجل حاكمية الله في كل قطاع من قطاعات المجتمع في حملته الجديدة للوعظ الديني في المقاهي؛ حيث تحولت من "أماكن للمتعة إلى منصة للدعوة الإسلامية" (Mura, 2012: 70)، إنّ فهم البنا للربوبية الإلهية قد دفعه أيضاً، بصورة حاسمة، إلى تأويل القرآن الكريم باعتباره مصدراً للفلسفة السياسية وللسياسة (Moussalli, 1993: 168). وعليه؛ هذا التأويل جعل من الإسلام أيديولوجيا سياسية استلزمت، إضافة إلى حاكمية الله، الشاملة لكلّ شيء، تنظيم الشريعة لكل جانب من جوانب الدولة والمجتمع، سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو الثقافي، الشخصي أو العام.

 

 

بالنسبة إلى البنا؛ لأنّ الإسلام كان أيديولوجيا سياسية لم تسمح بالتفريق بين الدين والسياسة (Krämer, 2010: 51)؛ فقد أكّد أنّ القرآن الكريم قدم سلطة دينية لشرعية "الحوكمة الإسلامية"، إنّ نسق حوكمة الدولة القائم على الحكم الدستوري والشورى كان "أقرب إلى الإسلام" برأي البنا (1999c: 199)، لقد كانت شرعية السلطة السياسية موقوفة على "التزام الحاكم بالشريعة، ودفاعه عن الأمة ضدّ الهيمنة السياسية والنفسية وتمسكه بالدعوة الإسلامية" (Moussalli, 1993: 167-170)، كما تجنّب البنا أيضاً سياسة التعددية الحزبية القائمة على أساس أيديولوجي في ظلّ الحكومة الإسلامية؛ لأنها تقوض، من وجهة نظره، القيمة الأساسية للوحدة الإسلامية (Commins, 1994: 136). وتجب ملاحظة أنّ البنا، مع ذلك، أدرك براغماتيا الدولة وحوكمتها، باعتبارها بديلاً ضرورياً، وإن يك مؤقتاً، ومحفزاً للإصلاح؛ حيث تعبد الطريق إلى هدفه الأيديولوجي النهائي: أي استعادة الخلافة.

أسس البنا جماعة الإخوان المسلمين، عام ١٩٢٨

يقدم مانيفستو البنا "المطالب الخمسون"، كمخطط لحله السياسي والاجتماعي، دليلاً إضافياً لنزعته إلى أدلجة الإسلام سياسياً، كأداة وظيفية للهندسة الاجتماعية، مبعوثاً إلى الملك فارق، يقدم مانيفستو البنا برنامجاً مفصلاً للإصلاح المجتمعي، من خلال أسلمة فوقية لمصر المتجذرة في "الإسلام الحق"، يجمع البرنامج الشامل والكلي لدولته الإسلامية المأمولة الإصلاح السياسي والتعليمي، حتى الإصلاح الاقتصادي؛ بما فيه الإصلاح المصرفي [البنكي] والتوزيع الملائم للزكاة لإصلاح التفاوت الاجتماعي والاقتصادي، علاوة على ذلك، يطمس مانيفستو البنا بين المجالين العام والخاص بدعوته إلى مراقبة الموظفين الحكوميين، وزبائن المقاهي، وكلّ ذلك يقترن بسياسات اجتماعية وثقافية تفرض "الأخلاقية الإسلامية،" من خلال إخضاع الأفلام والأغاني والكتب للمراقبة، ... (al-Banna, 2009: 74-77). كما أنّ مانيفستو البنا يدعو، بشكل جلي، إلى مصرنة منازل البلاد من أجل طرد "الروح الأجنبية" عن ديار المصريين، تلك الروح التي تتعارض، فيما يبدو، مع نظرية البنا الشاملة عن الإسلام، وليس عن القومية المصرية، باعتباره "الترياق" الأيديولوجي الكلي لـ "المعضلات" المصرية السياسية والاجتماعية (al-Banna, 1999b: 61)، بيد أنّ ذلك لا يختزل المدى الذي إليه يدل خطاب البنا على الأدلجة السياسية للإسلام. بالأحرى، إنّ بيانه ليعكس المسعى البراغماتي للتوجه، إستراتيجياً، نحو جمهور حساس على نحو خاص بالمطالبة القومية (Mura, 2012: 74). يبدي البنا، في الواقع، عدم وجود أي توتر بين الإسلام والقومية المصرية داخل خطابه، مبيناً أنّ "فصل مصر عن الإسلام أمر مستحيل (al-Banna, 1999b: 74)، الأمر الذي يلقي الضوء مزيداً على تأويلي الأيديولوجي والشمولي للإسلام.

 

 

تكمن دلالة الأدلجة السياسية للإسلام عند البنا في تشديده على الاكتفاء الذاتي المطلق للإسلام في مواجهة الأيديولوجيات السياسية المتنافسة، فمن منظور البنا؛ فإنّ "البديل الإسلامي" يتجاوز الاشتراكية والرأسمالية والقومية والنزعة الكونية، لأنّ "الإسلام يتناسب مع كافة الأمم وكافة الأزمنة"، و"لا يتجنب الاستعارة من أي نظام جيد، بشرط ألا يتعارض مع مبادئه العامة" (al-Banna, 1999c: 176-177). وإثر ذلك؛ فإنّ الحلّ للمظالم الاقتصادية والاجتماعية لمصر، وللحزبية السياسية والتبعية الثقافية يكمن في شمولية القرآن (Jones, 1960: 1018)، وليس في الأيديولوجيات "غير الإسلامية"، مثل الرأسمالية أو الماركسية.

اقرأ أيضاً: "يثرب الجديدة": الإخوان المسلمون بين منعطفين

وفي تأسيسه لجماعة الإخوان المسلمين، عام ١٩٢٨، اضطلع البنا أيضاً، بصورة واضحة، بأدلجة سياسية راسخة للإسلام، فمن أجل تحقيق نظامه السياسي والاجتماعي المثالي عبر صراع إحيائي أخلاقياً ضدّ الهيمنة الأجنبية، أسس البنا جماعة الإخوان المسلمين كحركة "تعيد تشكيل المعايير والقيم والممارسات الاجتماعية لتكون أكثر إسلامية" (al-Anani, 2013: 46)، الأكثر حسماً من ذلك؛ أنّ البنا لقح تأويله للإسلام باعتباره أيديولوجيا سياسية تقتضي نشاطاً اجتماعياً وسياسياً كلياً في الحركة التي أسسها، وقد انعكس ذلك بوضوح على تعريفه متعدد الأوجه لجماعة الإخوان المسلمين كـ "دعوة سلفية، وطريقة سنّية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية وثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية" (al-Banna, 1999c: 177-178). ومن ثم، بزرعه بذور، كما يقال، "الحركة الإسلامية الإحيائية الأكثر تأثيراً في القرن العشرين"، فإنّ البنا قد رسخ بشكل أساسي تأويله للإسلام كطريقة حياة شاملة، يستمر هذا الإرث الأيديولوجي اليوم عبر الهدف الدائم لجماعة الإخوان المسلمين لتطبيق الشريعة باعتبارها العمود الفقري للدولة والمجتمع (Muslim Brotherhood, 2012).

المودودي، هو المعبر عن المسعى الأسبق والنسقي لإعادة دمج الإسلام في أيديولوجيا سياسية باعتبار الإسلام "نظام حياة متناسقاً وذاتي الإحالة"

لكن مع ذلك، وكما يلاحظ حسين (1997: 94)، فإنّ "الأدلجة السياسية للإسلام ليست أحادية ولا متجانسة؛ بل هي متعددة المراكز، وتعددية، وغير متجانسة، ولها أوجه عديدة"، ووفق ذلك، سيكون من الخطأ توصيف البنا باعتباره المنبع الوحيد لأدلجة الإسلام السياسية، بالنظر في فكره بمعزل عن المفكرين "الإسلامويين" الآخرين الذين قد أولوا الإسلام كأيديولوجيا سياسية؛ فمثلاً، يدّعي هارتونغ  (2013: 83) أنّ المفكر المسلم الهندي والمؤسس البارز للجماعة الإسلامية، السيد أبو الأعلى المودودي، هو المعبر عن المسعى الأسبق والنسقي لإعادة دمج الإسلام في أيديولوجيا سياسية باعتبار الإسلام "نظام حياة متناسقاً وذاتي الإحالة"، تأتى هذا من تأويل المودودي للإسلام كنظام "شامل وكلي يتطابق مع الترتيب الإلهي للكون" (Hartung, 2013: 22, 196)، وبالمثل؛ فإنّ سيد قطب أيضاً، وهو إخواني بارز لاحق الذي استوحى من أفكار البنا وقام بردكلتها، نظر إلى الإسلام كأيديولوجيا سياسية شاملة (Black, 2001: 322)، وتبنى، إثر ذلك، نظاماً سياسياً واجتماعياً إسلامياً شاملاً، كحلّ نهائي للتحديات المتنوعة التي يجابهها العالم ذو الأكثرية المسلمة (Armajani, 2012: 55). وبالتالي، فإنّه من الجوهري أن نفهم فكر البنا كنزعة تأسيسية أولى لنزعة "الإحيائية الجديدة" في القرن العشرين، الموضحة أعلاه، تلك النزعة الموحدة بتبني مشترك لـ "الاكتفاء الذاتي الكلي للإسلام"، ومناصرة التحول المجتمعي القائم على شكل "نقي" وسابق للإسلام؛ من أجل مواجهة الهيمنة الغربية.

 

 

وإنّه لمن الحيوي، بالقدر نفسه، أن نقيم بعض الراوبط بين الأدلجة السياسية للإسلام عند البنا مع مفكرين آخرين من الإحيائيين الجدد المعاصرين، يجلي كل من أوبن وزمان (2009: 49) هذه النقطة بصورة واضحة، محاججين بأنّ "كثيراً من المواقف والحجج المتعلقة بسيد قطب والمودودي والخميني هي صياغة نسقية عن رؤية للعالم هي واضحة بالأصل في نموذج الإصلاح السياسي الاجتماعي الذي تركه البنا"، وفي ضوء هذه المعلومة الصحيحة؛ فإنّ تصور البنا للإسلام كنسق من الأفكار لإعادة بناء المجتمع تماماً لا يمكن تصويره إلا على أنه يدل على أدلجة سياسية للإسلام، بيد أنه يمكن وصفه في بعض النواحي كتجسيد للنزعة الإحيائية الجديدة لأدلجة الإسلام سياسياً.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون... عقود من الصراع

خلاصة القول: إنّ فكر البنا يشير، إلى حدّ كبير، إلى الأدلجة السياسية للإسلام في القرن العشرين؛ فعن طريق تأويل الإسلام كنسق شامل من الأفكار وكحل نهائي يجب استعماله وظيفياً لضبط كلّ جانب من جوانب الدولة والمجتمع والوجود الإنساني، بشكل أعمّ؛ فإنّ خطاب البنا يجسد فهماً للإسلام باعتباره أيديولوجيا سياسية شاملة، يتبدى هذا بشكل جلي في تشديدات البنا على أنّ الإسلام هو الأساس الضروري لإدارة الدولة؛ أي كأداة وظيفية لهندسة اجتماعية وكبديل لكافة الأيديولوجيات السياسية المتنافسة، الأكثر أهمية، هو أنّ البنا، بتأسيسه لجماعة الإخوان المسلمين، قد كفل أيضاً تجسيداً راسخاً لرؤيته للإسلام كنسق شامل يضبط الحياة الفردية والشؤون العمومية، بيد أنه مع ذلك، ما يزال من المهم أن نقيم الإسهام المؤثر للبنا ضمن اتجاه إحيائي جديد أوسع لأدلجة الإسلام سياسياً، من أجل تطبيب الهشاشة الإسلامية الملحوظة تجاه الهيمنة الغربية.

المصدر: Hasan al-Banna and the Political Ideologisation of Islam in the 20th Century


المراجع:

al-Abdin, A.Z. (1989) ‘The Political Thought of Hasan al-Banna’ in Islamic Studies, Vol. 28: 3

al-Anani, K. (2013) ‘The Power of the Jama’a: The Role of Hasan Al-Banna in Constructing the Muslim Brotherhood’s Collective Identity’ in Sociology of Islam, Vol. 1: 1-2

Armajani, J. (2012) Modern Islamist Movements: History, Religion and Politics (Chichester: Wiley-Blackwell)

al-Banna, H. (1999a) ‘Our Movement’ in Selected Writings of Hasan al-Banna Shaheed, trans. Qureshi, S.A. (New Delhi: Wajih Uddin)

al-Banna, H. (1999b) ‘Our Invitation’ in Selected Writings of Hasan al-Banna Shaheed, trans. Qureshi, S.A. (New Delhi: Wajih Uddin)

al-Banna, H. (1999c) ‘Fifth Conference’ in Selected Writings of Hasan al-Banna Shaheed, trans. Qureshi, S.A. (New Delhi: Wajih Uddin)

al-Banna, H. (1999d) ‘Basic Teachings’ in Selected Writings of Hasan al-Banna Shaheed, trans. Qureshi, S.A. (New Delhi: Wajih Uddin)

al-Banna, H. (2009) ‘Some Steps Toward Practical Reform’ in Euben, R.L. and Zaman, M.Q. (eds.) Princeton Readings in Islamist Thought: Text and Contexts from al-Banna to Bin Laden (Princeton, NJ: Princeton University Press)

Black, A. (2001) The History of Islamic Political Thought: From the Prophet to the Present (Edinburgh: Edinburgh University Press)

Commins, D. (1994) ‘Hassan al-Banna (1906-1949)’ in Rahnema, A. (ed.) Pioneers of Islamic Revival (London: Zed Books)

Erikson, R.S. and Tedin, K.L. (2003) American Public Opinion, 6th ed. (New York: Longman)

Esposito, J.L. (2011) Islam the Straight Path (New York: Oxford University Press)

Euben, R.L. and Zaman, M.Q. (2009) ‘Hasan al-Banna’ in Euben, R.L. and Zaman, M.Q. (eds.) Princeton Readings in Islamist Thought: Texts and Contexts from Al-Banna to Bin Laden (Princeton, NJ: Princeton University Press)

Hartung, J-P. (2013) A System of Life: Mawdudi and the Ideologisation of Islam (London: C. Hurst and Co.)

Husain, M.Z. (1997) ‘The Ideologisation of Islam: meaning, manifestations and causes’ in Jerichow, A. and Simonsen, J.B. (eds.) Islam in a Changing World: Europe and the Middle East (Richmond: Curzon Press)

Jones, J.M.B. (1960) ‘Hasan Al-Banna’ in Encyclopedia of Islam, Vol. 1, 2nd ed. (Leiden: E.J. Brill)

Krämer, G. (2010) Hasan al-Banna (London: Oneworld)

Lia, B. (1998) The Society of the Muslim Brothers in Egypt (Reading: Garnet Publishing)

Moussalli, A.S. (1993) ‘Hasan al-Banna’s Islamist Discourse on Constitutional Rule and Islamic State’ in Journal of Islamic Studies, Vol. 4: 2

Mura, A. (2012) ‘A genealogical enquiry into early Islamism: the discourse of Hasan al-Banna’ in Journal of Political Ideologies, Vol. 17: 1

Muslim Brotherhood (2012) ‘Muslim Brotherhood Statement on Islamic Law and National Identity’, Ikhwanweb, available at http://www.ikhwanweb.com/article.php?id=30353, accessed 21/02/14

Safire, W. (2008) Safire’s Political Dictionary (New York: Oxford University Press)

Soage, A.B. (2008) ‘Hasan al-Banna or the Politicisation of Islam’ in Totalitarian Movements and Political Religions, Vol. 9: 1

Turner, C. (2011) Islam: The Basics, 2nd ed. (Abingdon: Routledge)

Yusuf, H. (2011) ‘The Sin Tax of Ignoring Syntax’, Allahcentric, available at http://allahcentric.wordpress.com/2011/04/01/shaykh-hamza-yusuf-islam-is-not-an-ideology-sandala-productions/, accessed 21/01/14


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية