حصيلة الأحداث الدموية في البصرة.. الغضب الشعبي يتصاعد في العراق

حصيلة الأحداث الدموية في البصرة.. الغضب الشعبي يتصاعد في العراق


05/09/2018

قُتل 6 متظاهرين وأصيب 16 مواطناً و22 من أفراد الأمن، أمس في البصرة، ثاني كبرى مدن العراق، في الاضطرابات الأعنف التي حدثت خلال الاحتجاجات، التي تجتاح منذ شهور المنطقة الجنوبية، التي تعاني من الإهمال منذ فترة طويلة.

واقتحم المحتجون أحد المباني الحكومية؛ حيث كانوا يتظاهرون، وأضرموا فيه النار، بحسب ما أوردت وكالة "فرانس برس".

مقتل 6 متظاهرين وإصابة 16 مواطناً و22 من أفراد الأمن في الاضطرابات الأعنف التي حدثت بالبصرة منذ أشهر

وألقى المحتجون قنابل بنزين وحجارة على مبنى الإدارة المحلية بالمحافظة لليلة الثانية، وكانوا يحاولون قطع الطرق المؤدية إلى المبنى، لتردّ عليهم قوات الأمن بالذخيرة الحية في الهواء، وكذلك قنابل الغاز المسيل للدموع.

وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من محيط المبنى؛ حيث تجمّع عدد كبير من المحتجين حداداً على المحتجّ المتوفَّى ياسر مكي.

وكانت المباني الحكومية في البصرة هدفاً للمتظاهرين؛ الذين يطالبون بتحسين الخدمات الحكومية والتصدي للفساد، وتأمين فرص العمل.

واشتدّ الغضب الشعبي، في وقت يجد فيه الساسة صعوبة في تشكيل حكومة جديدة، بعد انتخابات برلمانية غير حاسمة، في أيار (مايو) الماضي.

ورغم فرض حظر التجوال ليلاً في محافظة البصرة، على خلفية الاضطرابات الأمنية وسقوط ضحايا وإصابات، وفق ما أكدت مصادر لوكالة "رويترز" للأنباء، إلا أنّ المحتجّين شيّعوا جثمان الشاب ياسر مكي، الذي قضى خلال الاحتجاجات، هاتفين "دم ياسر لن يضيع".

وعززت الأجهزة الأمنية من انتشارها في الشوارع وحول الأبنية الحكومية؛ خوفاً من اتساع رقعة العنف، كما حلقت مروحيات في سماء المدينة، في إطار خطة أمنية لتطويق حركة المتظاهرين الناقمين.

رغم تطبيق إجراءات حظر التجول ليلاً في البصرة إلا أنّ المحتجّين شيّعوا جثمان أحد القتلى

ومع استمرار الاشتباكات، حتى المساء، أمر رئيس الوزراء حيدر العبادي بإجراء تحقيق في مقتل مكي.

وقال العبادي، في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، الذي نقله التلفزيون العراقي: "نأسف لوقوع شهيد من المتظاهرين في البصرة، وأمرت بإجراء تحقيق لكشف الذين يحاولون الإيقاع بين المواطنين والقوات الأمنية، أوامرنا واضحة بمنع إطلاق الرصاص الحيّ في التظاهرات".

وفي الشهر الماضي؛ أوقف رئيس الوزراء حيدر العبادي وزير الكهرباء عن العمل، وفي الأسبوع الماضي صرّح بأنّ "حكومته بدأت في معاقبة المسؤولين عن ضعف الخدمات في البصرة، ثاني كبرى مدن العراق".

وكان مدير مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في محافظة البصرة، مهدي التميمي، قد طالب في وقت سابق بالتحقيق فوراً في مقتل المحتجّ.

وقال: "نطالب القضاء العراقي بفتح تحقيق فوري وعاجل بحادثة مقتل المتظاهر في البصرة، الذي تعرض لإطلاق نار، وإصابة في الكتف توفَّى إثرها، إضافة إلى تعرّضه لصعقات كهربائية من قبل القوات الأمنية".

ومن جانبه، قال المتحدث باسم الدائرة الإعلامية للحكومة العراقية، سعد الحديثي: "القوات تعمل على ضبط الأمن، والحكومة تحقق بالصدامات مع المتظاهرين ومحاسبة المقصرين".

يذكر أنّ محافظة البصرة تشهد مظاهرات منذ أسابيع؛ بسبب تردّي الأوضاع المعيشية، وحالة تسمّم مياه الشرب، وعمّت المظاهرات مدناً في الجنوب، معقل الشيعة الذي طالما عانى الإهمال، بعد انقطاعات في الكهرباء خلال شهور الصيف الحارة، وبسبب عدم توافر فرص العمل، والافتقار للخدمات الحكومية الملائمة، فضلاً عن استشراء الفساد.

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية