خبراء: هذا ما تريده إيران من المفاوضات النووية

خبراء: هذا ما تريده إيران من المفاوضات النووية


07/11/2021

رأى خبراء أنّ إيران ترغب في تحقيق عدة أهداف من خطوة استئناف المفاوضات النووية في فيينا في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، سواء سياسية أو أمنية. 

يقول المحلل السياسي عامر السبايلة، بحسب ما أورده موقع الحرة: إنّ "إيران تعلم تماماً أنّ تعطل الوصول إلى حل بشكل سريع، يعني أنها ستبقى ماضية في تطوير قدراتها النووية".

وأضاف أنّ "طهران تعي تماماً أهمية خروجها من العزلة الدولية، ولكنها تريد الإبقاء على مسار تطويرها وتعزيزها لقدراتها النووية".

وأوضح السبايلة أنه حتى الآن "لم يجد المجتمع الدولي معادلة أو استراتيجية لمنع إيران من الاستمرار بمخططاتها النووية".

وفيما يتعلق بالمباحثات النووية، يرى السبايلة أنّ طهران ترى أنّ عامل الوقت في صالحها لتكون في وضع أقوى، أكان من ناحية التفاوض، أو حتى من أجل استمرارها في تنفيذ أجندتها النووية.

وفي السياق ذاته، يرى المحلل السياسي الإيراني حسين روريان في حديث لموقع "الحرة" أنّ إيران تريد "العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، بحيث ستلتزم بالاتفاق مقابل رفع كامل للعقوبات".

طهران لا تريد أن تبقى رهينة للانتخابات الأمريكية، وتريد ضمانات من المجتمع الدولي بامتثال الجميع للاتفاق النووي

ويشير إلى أنه من الطبيعي "لإيران أن تمضي في برنامجها النووي في ظل عدم التزام الولايات المتحدة وانسحابها من اتفاق 2015"، وأنّ الامتثال بهذا الاتفاق يجب أن تلتزم به جميع الأطراف، وليس المطالبة بتطبيقه على أطراف معينة من دون التزام الجهات المختلفة به.

ويؤكد روريان أنّ إيران "لا تماطل في المباحثات النووية من أجل كسب الوقت في تطوير برنامجها النووي، خاصة أنّ طهران تسعى لرفع العقوبات في أسرع وقت ممكن".

وأشار إلى أنّ "طهران لا تريد أن تبقى رهينة للانتخابات الأمريكية، وتريد ضمانات من المجتمع الدولي بامتثال الجميع للاتفاق النووي".

من جانبه، قال المحلل السياسي المتخصص بالشأن الإيراني علي رجب: إنّ طهران تريد من المحادثات النووية تحقيق 3 أهداف؛ "في مقدمتها الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة وتقدر بنحو 10 مليارات دولار، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وتباطؤ الاقتصاد الإيراني وارتفاع التضخم وتراجع الاستثمارات الأجنبية في البلاد".

وأضاف أنّ "الهدف الثاني هو سياسي، حيث تسعى طهران عبر إدارة المتشددين من أجل رفع العقوبات عن القادة والمسؤولين الإيرانيين، وفي مقدمتهم مجتبى خامنئي، الابن الثاني للمرشد الإيراني علي خامنئي، وكذلك العقوبات على الرئيس إبراهيم رئيسي وبعض المسؤولين، وهو ما سيشكل انتصاراً سياسياً لفريق التفاوض الإيراني، إضافة إلى رفع العقوبات عن مؤسسات المرشد الأعلى، وعلى رأسها مؤسسـة العتبة الرضوية المقدسة  "آستان قدس رضوي"، والمقر التنفيذي لتوجيه الإمام، وهما مؤسستان خاضعتان مباشرة لسيطرة خامنئي، وتقدر أموال هذه المؤسسات بأكثر من 20 مليار دولار، وفقاً لتقارير مجلس المقاومة الإيرانية نهاية 2019.

وزاد رجب أنّ الهدف الثالث هو أمني عسكري، حيث تسعى إيران من خلال المفاوضات لتجنب استهداف المنشآت النووية العسكرية، في ظل تحدث تقارير استخباراتية وتصريحات من المسؤولين في إسرائيل باستهداف إيران عسكرياً إذا اقتربت من السلاح النووي.

وفيما يتعلق بالمفاوضات التي ستُجرى في فيينا، يرى رجب أنه ليس أمام إيران مجال لكسب الوقت، بل عليها أن تكسب المفاوضات لإطالة عمر النظام الذي يشهد تأزماً كبيراً في الداخل وتوتراً للعلاقات مع دول الجوار.

وأشار إلى أنّ "الوضع الاقتصادي الإيراني في أسوأ حالاته، وفي حال استمرار العقوبات الأمريكية، فإنّ هذا الوضع الاقتصادي الصعب سيتصاعد، وقد يتطور لمرحلة التظاهرات العمالية في مختلف قطاعات الدولة، بما يؤشر على انفجار شعبي لتأزم الوضع الاقتصادي، ناهيك عن مخاوف من انهيار قطاع الطاقة.

ويرجح رجب أنّ "التوصل إلى تفاهمات وارد جداً في ظل نجاح في وقت سابق في التوصل إلى اتفاق"، وأنه "رغم وجود معرقلين ومشككين من المتشددين في إيران في نوايا الولايات المتحدة نحو الاتفاق، فإنّ ما يحدث على طاولة المفاوضات وراد جداً، لأنّ فشل الاتفاق يهدد بقاء النظام الإيراني، فطهران بحاجة أكثر  للاتفاق النووي.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية