خطة تركية جديدة في ليبيا.. ما هي؟

خطة تركية جديدة في ليبيا.. ما هي؟


18/05/2020

شهدت ليبيا في الآونة الأخيرة عدة وقائع تزامنت مع زيارة سرية قام بها رئيس الاستخبارات التركية، هاكان فيدان، إلى غربي البلاد مطلع شهر أيار (مايو) الجاري، أهمها قصف سفارتي تركيا وإيطاليا في طرابلس بعد الزيارة بأسبوع.

وعلى خلفية الحادث قالت الخارجية التركية إنّها ستعتبر قوات الجيش الليبي أهدافاً مشروعة، إذا تعرضت بعثاتها ومصالحها في ليبيا للتهديد.

وروّجت منصات وفضائيات تابعة لتنظيم الإخوان أنّ الجيش الليبي هو من قام بذلك، وهو ما نفاه الناطق باسم الجيش اللواء أحمد المسماري جملة وتفصيلاً.

وتأتي تلك الوقائع ضمن خطة للاستخبارات التركية كشف عنها تقرير ألماني نشره موقع "إيه إن أف نيوز" تحت عنوان "خطة ليبية جديدة تحمل توقيع هاكان فيدان"، والذي يؤكد وجود خطة تركية جديدة للحرب في ليبيا يديرها رئيس الاستخبارات التركية، هاكان فيدان، لتحويل البلاد والمنطقة إلى فوضى عارمة على غرار سوريا.

تقرير يكشف وجود خطة تركية جديدة للحرب في ليبيا يديرها رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان

وقال التقرير، إنّ تلك الخطة يشرف عليها فيدان بطريقة "خلق الذرائع" التي انتهجتها في سوريا سابقاً.

وأشار التقرير الألماني إلى أنّ واقعة استهداف السفارتين تأتي في إطار خلق ذريعة لمزيد من الاعتداء العلني على ليبيا.

وحسب التقرير فإنّ هذه الواقعة تعيد إلى الأذهان التسجيل الصوتيّ المسرب لهاكان فيدان الذي قال فيه "فيما يتعلّق بخلق الذرائع أستطيع إرسال 4 أشخاص إلى الجانب الآخر من الحدود (يقصد سوريا) ليطلقوا 8 صواريخ على مساحات خالية من الأراضي التركيّة لنخلق الذرائع.. لا تقلقوا الذرائع موجودة".

وأشار التقرير الألماني إلى أنّ هذا التسجيل المسرب كان في اجتماع سرّي، عقد عام 2014 لمناقشة الأوضاع في سوريا، ضمّ كلّاً من وزير الخارجيّة السابق أحمد داود أوغلو ومستشاره فريدون سينيرلي أوغلو، النائب الثاني للقائد العام للجيش، الجنرال يشار كولير ومستشار الاستخبارات التركيّة وقتها هاكان فيدان.

وعدد التقرير الألماني وقائع لذرائع صنعها فيدان في عدة مدن سورية لتمهيد الرأي العام الدولي لتقبل اقتحام الأتراك لها بارتكاب المجازر ضد سكانها.

وأشار إلى أنّه في 24 آب (أغسطس) من العام 2016، بدأ الجيش التركي عمليّة عسكريّة بهدف احتلال جرابلس، إعزاز والباب وقبل العمليّة بـ4 أيّام، نفّذ إرهابيّو تنظيم داعش هجوماً على حفلة زفاف لعائلة كرديّة في مدينة عنتاب (أي خلق ذريعة للتدخّل في تلك المدن السوريّة) وكذلك الأمر في عفرين لدى احتلالها حيث ادّعت الدولة التركيّة سقوط 4 قذائف هاون على مدينة هاتاي (لواء إسكندرون) كان مصدرها مدينة عفرين.

لكنّ تقارير عدّة أظهرت فيما بعد أنّ مصدر القذائف كانت الأراضي التركيّة وأيضاً ظهرت مزاعم مماثلة قبل احتلال تركيا لمدينتي تل أبيض ورأس العين.

وحول الدافع وراء تغيير تركيا خطتها، أشار التقرير الألماني إلى أنّ الأوضاع في طرابلس لا تسير مثلما رسمتها تركيا، وأنّ تنظيم الإخوان والتنظيمات المسلحة التي تدعمها الحكومة التركية هناك تحت قيادة رئيس حكومة الوفاق فايز السراج لا تقوم بالأداء المطلوب منها، وأن إرسال أردوغان لرئيس الاستخبارات فيدان في زيارة غامضة إلى طرابلس أوائل الشهر الجاري تشير إلى أنه يحيك خطة جديدة تهدف إلى خلق حجج تمهد لمزيد من التدخل المباشر على غرار النموذج السوري.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية