خطر الفيديوهات المزيفة.. ما نراه ليس الحقيقة!

خطر الفيديوهات المزيفة.. ما نراه ليس الحقيقة!


25/06/2019

في الماضي، كان تزوير مقاطع الفيديو بشكل يجعلها تبدو واقعية، يتطلب كثيراً من الوقت والخبرات، ولا تظهر إلا في أفلام الخيال العلمي، أما الآن فقد صار هذا الأمر أكثر سهولة، ما يعرّض الأمن القومي لمخاطر جمّة.

اقرأ أيضاً: تقنية فيديو عبر الذكاء الصناعي تثير القلق.. تعرف إليها

يقول الأستاذ المحاضر بعلوم الكومبيوتر في جامعة دارتموث كوليدج، هاني فريد: إنّه "وحتى وقت ليس ببعيد، كنا نستطيع الوثوق بالتسجيلات الصوتية ومقاطع الفيديو، إلا أنّ التطور الذي شهدته تقنية التعلم الآلي، أتاح أدوات صناعة الفيديوهات والتسجيلات الصوتية المعقدة والمقنعة للجميع".

ويضيف، وفق ما أوردت صحيفة "الشرق الأوسط": "معرفة كيفية استخدام هذه الفيديوهات المزيفة للتلاعب بالانتخابات، أو زرع الاضطرابات المدنية، أو حتى ارتكاب عمليات الاحتيال لا يتطلب مخيّلة واسعة".

التزييف العميق

في أواخر عام 2017، بدأ استخدام برامج الكومبيوتر لتزوير الفيديوهات ودس صور المشاهير في المواد الإباحية، وأثار هذا الأمر مخاوف كبيرة.

لقد صار تزوير مقاطع الفيديو بشكل يجعلها تبدو واقعية أمراً سهلاً ما يعرض الأمن القومي للمخاطر

ومن أهمّ الأمثلة على هذا التلاعب كان تسجيلاً ابتكرته شركة الإنتاج التي يملكها المخرج جوردن بيلي في 2018، وفيه يظهر الرئيس السابق باراك أوباما وهو يحذّر الناس من تصديق كلّ ما يشاهدونه على الإنترنت.

ولكنّ الحقيقة هي أنّ المتكلّم لم يكن أوباما؛ بل بيلي نفسه، مستخدماً صوت أوباما.

ومنذ ذلك الحين، بدأت وزارة الدفاع في تطوير وسائل لرصد مقاطع الفيديو التي تدخل في فئة التزييف العميق "ديب فيكس" عبر وكالة مشروعات الأبحاث الدفاعية المتقدمة (داربا).

اقرأ أيضاً: هل تتحيز برامج المساعدة بالصوت مثل "سيري" ضد المرأة؟

ويرى متحدّث باسم الوكالة، أنّ الكثير من هذه الفيديوهات تتمّ صناعتها بهدف المرح، ولكنّ مقاطع أخرى تشكّل خطراً كبيراً، بسبب احتمال استخدامها في الترويج والتضليل.

كما أن سلسلة من المواد المزيفة المركبة بشكل جيد يمكن أن تؤثر على انتخابات أو تشعل العنف فى مدينة ما، أو تدعم روايات متمردين حول فظائع العدو المفترضة أو تفاقم من الانقسامات السياسية فى المجتمع.

برامج مضادة

تسعى الوكالة اليوم إلى تطوير إشعارات وفلاتر إلكترونية تمنع المحتوى المزيّف من الوجود على الإنترنت.

عملت وزارة الدفاع في تطوير وسائل لرصد مقاطع الفيديو التي تدخل في فئة التزييف العميق ديب فيكس

يشرح سيوي ليو وهو باحث يعمل حالياً مع وزارة الدفاع، على تطوير برنامج إلكتروني لرصد وتفادي انتشار المقاطع المعدّلة أنّ "صناعة مقطع فيديو مزيف بشكل عميق حقيقي ومقنع تتطلّب نحو 500 صورة ومقطع فيديو مدّته 10 ثوانٍ فقط".

وحذر من أنّ "أي شخص ينشر صوراً على مواقع التواصل الاجتماعي معرّض للاستغلال في صناعة هذه المقاطع.

يعمل البرنامج الأوّل الذي طوّره ليو وفريقه البحثي من جامعة ألباني العام الماضي، على رصد فيديوهات الـ "ديب فيكس" بغمضة عين، حرفياً، من خلال تحليل عدد المرّات التي تطرف فيها عينا الوجه الظاهر في المقطع، أو إن لم تكن تطرف.

اقرأ أيضاً: تقنية جديدة للذكاء الاصطناعي في مجال الأفلام.. ما هي؟

ولفت ليو إلى أنّ صور المشاهير المنتشرة على الإنترنت التي يظهرون فيها مغمضي العينين ليست كثيرة، وبالتالي، فإنّ صانع المقطع لن يتمكن من إضافة صور لشخص مغمض العينين، لهذا فإنّ عيني الشخصيات الظاهرة في الفيديوهات المزيفة لن تطرف.

كما يشكك ليو بقدرة فيديوهات الـ "ديب فيكس" على التسبب في حرب، ويستبعد احتمال تمتّعها بتأثير طويل الأمد على المجتمع، في ظلّ تنامي وعي الناس بهذه الظاهرة. كما رجّح تراجع حساسية الناس تجاه هذه المقاطع المعدّلة.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية