خطف وتعذيب واستدراج قُصر.. هكذا يستخدم الحوثيون "الزينبيات" لاستهداف النساء في اليمن

خطف وتعذيب واستدراج قُصر.. هكذا يستخدم الحوثيون "الزينبيات" لاستهداف النساء في اليمن


08/05/2022

كثفت ميليشيا الحوثي في الآونة الأخيرة من حملات استهداف النساء اليمنيات في المُصليات والأسواق ومختلف الأماكن العامة عبر ما يُعرف بـ "الزينبيات"، وهي عناصر أمن نسائية مدربة تلقت تدريباتها في لبنان وإيران لتنفيد المهام التي توصف بـ "القذرة" ضد اليمنيات.

وبعد تنفيذ "الزينبيات" حملة ابتزاز واختطاف وتحريض ضد النساء في محافظة صنعاء، عاودت هذه المجموعات استهدافهن في محافظة صعدة؛ تحت ذريعة منعهن من التسوق من دون محرم.

استهداف النساء في الأسواق

ووفق ما أورده موقع "دلتا برس" اليمني نقلاً عن شهود عيان، شن فصيل "الزينبيات" التابع للمليشيات الحوثية عمليات اختطاف طالت العشرات من المتسوقات، بعضهن من فئة المهمشين، فيما لاذت نساء أخريات بالفرار.

وقامت الشرطة النسائية بتنفيذ عمليات اختطاف طالت العشرات من المتسوقات، فيما أطلقت لاحقاً النساء المختطفات بعد إجبارهن على كتابة تعهدات بعدم ارتياد السوق من دون محرم، ومطالبتهنّ بالالتزام بقواعد اللباس الإسلامي.

فصيل "الزينبيات" تابع للمليشيات الحوثية

وجاءت تلك الحملة عقب قرار لميليشيا الحوثي يمنع المرأة من التسوق دون محرم، حيث أذاعت القرار عبر مكبرات الصوت في المساجد وفي أماكن تجمعات المواطنين بالمحافظة، كما حددت أسواقاً معينة للنساء، وقالت إنّ من تريد من النساء التسوق فعلى أحد محارمها أن يوصلها إلى أحد هذه الأسواق.

المصليات النسائية أيضاً

وتواصل الميليشيات الحوثية فرض سلطتها القمعية على النساء في المناطق الخاضعة لسيطرتها، مستخدمة في ذلك كتائب الزينبيات النسائية؛ حيث شنت في رمضان حملات قمع على المصلّيات بصنعاء، وذلك بهدف تحويلها من أماكن لإقامة الصلاة إلى منابر لاستقطاب النساء وتلقينهن الأفكار الخمينية.

وداهمت مجموعات "الزينبيات" العشرات من المصلّيات الخاصة بالنساء بعدد من مساجد صنعاء بحجة رفضهن الجلوس عقب التراويح للاستماع إلى محاضرات وأفكار يروجها زعيم الميليشيات المدعومة من إيران عن قداسة السلالة، في إطار سياسة التعبئة الفكرية ذات الصبغة الطائفية التي تحاول الجماعة فرضها بقوة السلاح.

قامت الشرطة النسائية بتنفيذ عمليات اختطاف طالت العشرات من المتسوقات، فيما أطلقت لاحقاً النساء المختطفات بعد إجبارهن على كتابة تعهدات بعدم ارتياد السوق من دون محرم، ومطالبتهن بالالتزام بقواعد اللباس الإسلامي

وداهمت تلك المجموعات مصلّيات النساء بمساجد "الفتح" بحي السنينة و"الإيمان" بحي الحصبة و"الرحمة" بحي الصافية و"الآنسي" بحي عصر، في إطار سياسة التعبئة الفكرية ذات الصبغة الطائفية التي تحاول الجماعة فرضها على السكان بمناطق سيطرتها، بما في ذلك إرغام اليمنيات على اعتناق الأفكار التي يروجها زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي، عن قداسة السلالة التي ينتمي إليها وأحقيتها في الحكم.

وجاءت عمليات الدهم والإغلاق الحوثية الأخيرة عقب امتناع نساء تلك الأحياء ممن يرتدن المصلّيات عن الجلوس بعد انتهاء الصلوات للاستماع لمحاضرات تقيمها الميليشيات تحت اسم "برامج رمضانية".

وكعادة الميليشيات كل عام، فرضت الجماعة منذ بدء شهر رمضان وجود قياديات حوثيات رفقة مسلحات في الكثير من المساجد في صنعاء من أجل إجبار النساء في المصلّيات على تلقي محاضرات ودروس حوثية.

ترسيخ المذهبية والعنصرية

وروت نساء يمنيات بأحياء عدة في صنعاء أنهن خضعن لمرات للجلوس على مضض في المصلّيات للاستماع لمحاضرات حوثية بعد تهديدهن من قبل مشرفات بإغلاق المصلّيات حال مغادرتهن عقب انتهاء التراويح، وعدم الانتظار لحين موعد بدء ما تسميه البرامج الرمضانية.

وكشفت بعض النسوة، عن جملة من الانتهاكات تمارسها الجماعة بحق دور العبادة في صنعاء، رافق بعضها توجيه "زينبيات" اتهامات وألفاظاً مذهبية وعنصرية ضد اليمنيات، وفق ما نقله موقع "وجهات" عن "الشرق الأوسط".

تقوم جماعة الحوثي بتعيين بعض النساء في أماكن تساعدهن على التأثير فكرياً بمن حولهن كالمدارس والمعاهد والجامعات

وتحدثن عن أنّ غالبية النساء يرفضن الجلوس في المصلّيات للاستماع لتلك البرامج، لكن مشرفات الجماعة يواصلن الضغط عليهن لإجبارهن على الانتظار عقب انتهاء التراويح، وفق مزاعم أنّ مكوث النساء للاستماع للدروس يعد من الأمور التي أكد عليها زعيم الجماعة في سياق ما يزعم أنه مسعى لـ "تأكيد الهوية الإيمانية" لدى النساء.

تعذيب واغتصاب

وتنشط "الزينبيات" بشكل كبير على مستوى كل حارة وحي بالعاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات التي تقع تحت سيطرة الحوثيين حيث يتم رصد أي متحدثة ضد الحوثي وتتم بعدها مراقبتها بعد خروجها لمنزلها ولا تمر ساعات إلا وتتم عمليات الاقتحام لمنزل المنتقدة واقتياد تلك المرأة وأحياناً الزوج أو الأخ أو أي رجل في الأسرة الذي يحاول الاعتراض.

وتحولت اللقاءات الخاصة بالنساء سواء في القاعات العامة أو المنازل الخاصة إلى شبه سجن أو معتقل تتم مراقبة كل كلمة تقال فيها وربما تودي بحياة المتحدثة منهن أو أحد ذويها حتى وإن كانت في إطار السخرية أو الحديث العابر.

فرضت الجماعة منذ بدء شهر رمضان وجود قياديات حوثيات رفقة مسلّحات في الكثير من المساجد في صنعاء من أجل إجبار النساء في المصلّيات على تلقي محاضرات ودروس حوثية

وتشير الإحصائيات إلى تعرض العشرات من النساء لعمليات تعذيب واغتصاب وهتك أعراض وفي أحيان كثيرة يتم إخفاء المختطفات لشهور عدة وبعضهن تجاوز إخفاؤهن قسرياً أكثر من عامين، وفق ما أورده موقع "العرب" اللندنية.

كما تقوم الزينبيات المجندات أيضاً بالاعتقالات القسرية للنساء في أماكن عملهن ومن داخل بيوتهن بعد التبليغ عليهن والوشاية بهن.

كما نشرت جماعة الحوثي خلايا سرية من الزينبيات لتنفيذ مهمات الإيقاع بالأشخاص المنتمين إلى مختلف الأحزاب المعارضة للجماعة أو التي تؤيدهم، ليتم بعد ذلك ابتزازهم وإخضاعهم لأوامر الجماعة.

وتعمل جماعة الحوثي بالتركيز على الخلايا النسائية واستخدامها كسلاح خفي للابتزاز والإيقاع بأشخاص سياسيين ذوي شأن داخل اليمن وخارجها.

وتحدثت إحدى الناشطات في مجال حقوق المرأة لـ "يمن بوست" قائلة "لم تكن النساء في اليمن يحملن السلاح أو يخالطن الرجال بصورة مسيئة لهن وشاذة عن طبيعتهن الإنسانية إلا منذ أن قامت جماعة الحوثي بتجنيدهن ومعرفة أنّ دورهن سيكون فعالاً في استقطاب ونشر أفكارهم العنصرية والطائفية واستخدامهن كأداة قذرة للقمع والتعذيب والوشاية والتجسس على من حولهن.

استدراج الفتيات

وتقوم جماعة الحوثي بتعيين بعض النساء في أماكن تساعدهن على التأثير فكرياً بمن حولهن كالمدارس والمعاهد والجامعات، ليقمن باستدراج الفتيات الصغيرات لأعمال تخالف المجتمع اليمني وتعتبر دخيلة عليه.

كما أنشأت جماعة الحوثي جمعية أطلقت عليها اسم فاطمة الزهراء، وعينت قيادات نسائية كبيرة منتمية إلى الجماعة لإدارتها.

تقوم هذه الجمعية بمهمة تزويج مقاتلي جماعة الحوثي بالفتيات المُنضمات للحلقات الثقافية والدينية، حيث تقوم المشرفة على الحلقه بتسجيل أسماء الفتيات وكافة المعلومات عنهن وإرسال هذه المعلومات إلى قيادات الجماعة لاختيار أزواج لهن.

وتحدثت فتاة تبلغ من العمر 18 عاماً، بأنّ صديقتها الزينبية قامت باستدراجها إلى إحدى حلقات التوعية الخاصة بالجماعة في أحد مساجد الحي وبعد الانتهاء من الحلقة، قامت مجموعة من الزينبيات بالحديث معها عن ضرورة زواجها من أحد المقاتلين التابعين لجماعة الحوثي وعندما رفضت ذلك تم طردها من المسجد.

تقوم جماعة الحوثي بتعيين بعض النساء في أماكن تساعدهن على التأثير فكرياً بمن حولهن كالمدارس والمعاهد والجامعات، ليقمن باستدراج الفتيات الصغيرات لأعمال تخالف المجتمع اليمني وتعتبر دخيلة عليه

ودفعت النساء اليمنيات طيلة الأعوام المنصرمة التي أعقبت الانقلاب والحرب الحوثية، أثماناً باهظة جراء الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها الميليشيات بحقهن.

وتفيد بعض التقارير بأنّ الميليشيات ارتكبت على مدى الأعوام المنصرمة آلاف الانتهاكات والجرائم بحق اليمنيات، بما في ذلك حملات التجنيد الإجباري للنساء، وإخضاعهن بالقوة لدورات طائفية وعسكرية مكثفة، وكذا ارتكاب جرائم بشعة بحقهن كالاختطاف والحرمان من الحقوق والتعذيب والاعتداء والتحرش الجنسي.

مواضيع ذات صلة:

صراع الهوية في اليمن.. الحوثيون أسرى المشروع الإيراني

تقرير يوثق إرهاب داعش والحوثيين في 2021.. هذا ما كشفته الأرقام

اليمن: كيف سيتعامل مجلس القيادة الرئاسي مع الحوثيين؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية