خلف كل لوحة قصة.. ماذا تفعل هذه المرأة المنقبة على الدراجة النارية؟

خلف كل لوحة قصة.. ماذا تفعل هذه المرأة المنقبة على الدراجة النارية؟


16/08/2018

قد يكون من النادر رؤية امرأة منقبة على درّاجة نارية، أو أخرى تعزف في فرقة موسيقية. ولكن، يعتبر الفنان المصري، مروان شاهين، أن في ذلك طريقة لتمثيل النساء اللاتي لا صوت لهن.

يقول شاهين إن الاضطهاد الذي تعيشه المرأة اليوم، لا ينبع من الدين، لأن النساء لطالما مُنحن حرياتهن وحقوقهن في العصور الوسطى، وإنما تخضع نساء اليوم لسلطة ذكورية تحرمهن من بعض حقوقهن.

ولذلك، أراد الشاب المصري أن ينضم لـ"جيش" مناضلي حقوق المرأة في الشرق الأوسط، فبدأ في العام 2012 العمل على سلسلة Banned أي "المحظورت".

وتظهر في أول لوحة عمل عليها، فتاة تركب درّاجة نارية مرصعة بالذهب، مرتدية نقاباً، يصوره شاهين على أنه "لباس خارق"، كونها "ثارت" وخالفت التقليد العام، الذي لا يحبذ ركوب المرأة الدراجة.

ويُشار إلى أن هذا العمل كان بالتعاون مع فنانين من "Londubh Studio"، الذي كان لهم دور في جلب اللوحة إلى الحياة، بعدما أن أعادوا رسمها من الأكريليك الدقيق وأوراق الذهب ذات الـ 24 قيراطاً. وبالنسبة إلى الوقت الذي تطلبه هذا العمل، فقد احتاج إلى أكثر من 300 ساعة.

يقول شاهين إنه رغم التطورات على عقلية المجتمع، لا يزال هناك "نقص" في بعضها، في إشارة إلى قرار المملكة العربية السعودية في العام 2013، السماح للمرأة ركوب الدرّاجات في المناطق الترفيهية، طالما التزمت بالحجاب، ورافقها قريب ذكر، بالإضافة إلى رقع حظر القيادة على المرأة مؤخراً بعد قانون حظر دام 35 عاماً.

يقول شاهين: "وصاية الذكور على المرأة لا تزال مستمرة، إذ تُمنع النساء من مغادرة منازلهن دون رفقة الزوج أو الأب أو الأخ، كما يجب عليهن الحصول على إذن ولي الأمر للسفر أو مغادرة البلاد"، مضيفاً أن الذكور في الشرق الأوسط "لا يخضعون لأي عقبات تحد من حريتهم، على عكس النساء اللاتي غالباً ما تكون العواقب وخيمة في حال مطالبتهن للحرية".

ولم تقتصر أعمال شاهين على سلسلة Banned، وإنما تعددت لتشمل أيضاً عمل Guardian Free، أي "بدون ولي"، والتي تظهر فيها دمى متحركة بالخيوط، على شكل نساء منقبات، تتحكم بها يدا ذكر، بينما تحاولن بدورهن التمرد على القمع وقطع السلاسل بالمقص.

ومن بين أعمال شاهين المفضلة لديه، "شيتاليكا"، التي تُظهر فرقة موسيقية مؤلفة من 5 منقبات تعزفن الموسيقى بتمرد وشدّة. ويهدف شاهين من خلالها إلى إلهام نساء الشرق الأوسط لدخول مجال الموسيقى، سواء كانت موسيقى الروك أو الـ "دي جي".

ويؤمن شاهين بالمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة، كما يستخدم صوته لمشاركة قصص النساء اللاتي تعشن في خطر يمنعهن من مشاركتها.

ويقول شاهين إنه على علم بأن أعماله لا يتقبلها جميع من يشاهدها، إلّا أنه يحرص على أن تثير مشاعر بداخلهم. كما يحاول ألا يقتصر فنه على الجمال الظاهري، بل أن يحمل معه رسالة يكرم بها الشباب من جميع أنحاء العالم الذين يطالبون بالحرية، والمساواة، والسلام من أجل مستقبل أفضل.


عن "سي إن إن"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية