خليفة بن زايد.. دبلوماسية الحكمة والرصانة

خليفة بن زايد.. دبلوماسية الحكمة والرصانة


13/05/2022

دبلوماسية رصينة أطلق جسورها المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وسار على نهجها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وصنعت سر إشعاع دولة الإمارات خارجيا.

حكمة واعتدال نبضت على وقعهما السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، في مسار احتذى به الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان منذ وصوله لسدة الحكم في نوفمبر/تشرين الثاني 2004.

وما بين التاريخ المذكور ورحيله اليوم الجمعة، مسيرة حافلة لقائد استثنائي حافظ على عهدة العلاقات المتوازنة كمفتاح سر في نجاح السياسة الخارجية للدولة، وهي التي أسسها -المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ولخّصها في مقولته الخالدة: "إننا نسعى إلى السلام ونحترم حق الجوار، ونرعى الصديق".

فعلى ذات الخطى سار، مكرسا نهج سياسة خارجية نشطة تدعم مركز دولة الإمارات كعضو بارز وفعال، إقليميا وعالميا.

وأظهر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، التزامه بتعزيز العلاقات الدولية من خلال استقبال قادة من دول آسيا وأوروبا والدول العربية، كما قام بزيارات إلى دول آسيا الوسطى، لتوطيد علاقاته معها بعد تفكك الاتحاد السوفيتي.

وحققت الدبلوماسية الإماراتية انفتاحاً واسعاً على العالم الخارجي، أثمر إقامة شراكات استراتيجية في كافة المجالات مع العديد من الدول في مختلف قارات العالم، بما عزز المكانة المرموقة للدولة في المجتمع الدولي.

وحرصت دولة الإمارات في كل خطواتها على الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، واحترام المواثيق والقوانين الدولية، وإقامة علاقات مع جميع دول العالم على أساس الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، واعتماد نهج الاعتدال في حل النزاعات الدولية بالحوار والطرق السلمية.

وتبنت القيادة السياسية في الإمارات رؤية ذات محددات وركائز واضحة لإدارة العلاقات مع العالم الخارجي، وعمل الجهاز الدبلوماسي للدولة على التحرك انطلاقاً من هذه الرؤية، ووفق الأسس التي تقوم عليها، والثوابت التي تنطلق منها.

جسور التواصل

تؤمن دولة الإمارات بأن انفتاح الدول والمجتمعات على بعضها البعض من شأنه تعميق أواصر الصداقة والتقارب، وتكريس الصور الإيجابية المتبادلة فيما بينها، على نحو يدعم أجواء السلام والتفاهم والحوار.

وتأكيداً لهذه الرؤية، تعمل دولة الإمارات على مد جسور التواصل والانفتاح مع مختلف دول العالم، وترجمة ذلك إلى أفعال وسياسات على المستويين الداخلي والخارجي، حيث ترتبط الدولة حالياً بعلاقات دبلوماسية مع ما يقرب من 182 دولة.

وكثفت دبلوماسية دولة الإمارات جهودها وقادت تحركاً نشطاً من أجل العمل على احتواء العديد من حالات التوتر والأزمات والخلافات الناشبة، سواء على صعيد المنطقة أو خارجها.

 كما سخّرت جميع إمكانياتها وقدراتها لرسم سياسة خارجية هادفة للدولة، واضحة وفعالة، تضعها في مصاف الدول المتقدمة على خريطة العالم، وتعكس وبصورة فعالة الصورة الحضارية والمتقدمة، وسعت إلى تعزير دور وزارة الخارجية في تحقيق أهداف الدولة الخارجية على المستويين الإقليمي والدولي.

نبذ العنف والتطرف

في أكثر من محفل دولي، وتحت قيادة الشيخ خليفة بن زايد، أعربت دولة الإمارات عن إيمانها بشكل راسخ بأهداف الأمم المتحدة، ومبادئها التي عبر عنها ميثاقها لحماية الأمن والسلم الدوليين والتعايش السلمي بين الدول، من خلال حل المنازعات الدولية بالطرق السلمية، واحترام قواعد القانون الدولي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وخلق مناخ ملائم للعلاقات الدولية، يقوم على أساس التسامح ونبذ العنف والاعتراف بالآخر، واحترام حقوق الإنسان والشعوب.

ودعت الدولة إلى توحيد الجهود واتخاذ موقف ثابت وصادق يرفض التطرف والإرهاب بكافة أشكاله كضرورة لا بديل عنها لمواجهة هذه الآفة والقضاء عليها، ووحدة الصف العربي والإسلامي واتخاذ موقف فاعل وموحد لمحاربة الإرهاب والتصدي لجذوره الفكرية.

وأكدت دولة الإمارات على خيار واضح لا بديل عنه، وهو الوقوف ضد الإرهاب بكل صوره وأياً كان مرتكبوه، وعدم التسامح إطلاقاً مع من ينشر العنف والذعر والدمار بين الأبرياء، أو التهاون مع أي طرف يقدم يد العون والملاذ للجماعات الإرهابية.

ودعت إلى التركيز على نهج تعزيز قيم الرحمة والتسامح والتعددية بين الشعوب، وكشف الأفكار المضللة التي تنشرها الجماعات المتطرفة والإرهابية، لا سيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ثوابت حرصت دولة الإمارات -ولا تزال- على أن تكون العنوان الأبرز لسياستها الخارجية ما جعلها موضع ثقة على الصعيد الإقليمي والدولي، ومنحها مفاتيح الوساطات الناجحة، وهي التي تؤمن بحاجة الدول العربية بشكل خاص لحلول سياسية شاملة للأزمات.

عن "العين" الإخبارية

الصفحة الرئيسية