دراسة أعماق المريخ.. كيف ولماذا؟

دراسة أعماق المريخ.. كيف ولماذا؟


27/11/2018

نجحت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، في إيصال مركبة فضائية إلى المريخ، لتهبط سالمة على سطح الكوكب الأحمر، بعد سبع دقائق من دخولها مجاله الجوي، لدراسة أعماق الكوكب وتكوينه الداخلي.

وتهدف رحلة المسبار "إنسايت"، إلى دراسة العمق الداخلي لهذا العالم، ممّا يجعل المريخ الكوكب الوحيد، بعد الأرض، الذي يخضع للدراسة والاستكشاف بهذه الطريقة، بحسب ما أورد موقع الـ "بي بي سي".

ناسا تنجح في إيصال مركبة فضائية إلى المريخ لدراسة أعماق الكوكب وتكوينه الداخلي

وانفصل المسبار "إنسايت" عن الصاروخ الذي حمله إلى المريخ، وهبط على السطح في تمام الساعة 7:53 مساء بتوقيت غرينتش.

وظلت حالة القلق في المحطة الأرضية حتى أرسل المسبار تحديثات عن هبوطه بسلام.

وتنفّس القائمون على المهمة في مختبر الدفع النفاث في كاليفورنيا (JPL) الصعداء، وهتفوا بسعادة عندما تأكدوا من هبوط المسبار "إنسايت" بسلام على سطح المريخ.

واحتفل المدير العام لوكالة "ناسا"، جيمس بريدينستين، بما سماه "يوماً رائعاً"، وقال للصحفيين: "الرئيس دونالد ترامب يقدم تهانيه".

وابتهج علماء "ناسا" بنجاح الرحلة، وينتظرون بدء المهمة العلمية لدراسة أعماق الكوكب الأحمر.

وجاءت أول صورة عن هذه النقطة سريعاً، وفي غضون دقائق من هبوط المسبار، وكانت تغطي المساحة المحيطة به.

تمّ التقاط الصورة من خلال غطاء العدسة الشفاف لكاميرا موضوعة على الجانب السفلي من المركبة، غطى الغبار المنهمر في المنحدر الكثير من المشهد، وكان بالإمكان تمييز صخرة صغيرة، وأحد أقدام المسبار، كما ظهرت السماء في الأفق.

ودخل "إنسايت" إلى الغلاف الجوي بشكل أسرع من الرصاصة عالية السرعة، مستخدماً مزيجاً من درع الحرارة، والمظلة، والصواريخ العاكسة للوصول إلى عملية هبوط لطيفة.

ويستطيع المسبار البقاء على سطح المريخ القاسي من خلال نشر الألواح الشمسية، التي تم طيّها أثناء الهبوط، وستعمل على إمداده بالطاقة، لتشغيل أنظمته وتسخين المعدات في درجات حرارة التجمد على الكوكب الأحمر.

وستكون هذه أول مهمة لتكريس أبحاثها لفهم المناطق الداخلية للمريخ، ويريد العلماء من خلالها معرفة كيف نشأ المريخ بداية من القلب والنواة الداخلية وحتى القشرة الخارجية، وسيقوم المسبار بثلاث تجارب رئيسة لتحقيق هذا الهدف.

الأولى: تقوم بها مجموعة من أجهزة قياس الزلازل الفرنسية البريطانية التي سترفع إلى السطح للاستماع إلى "الهزات على المريخ"، وسوف تكشف هذه الاهتزازات أين تكون طبقات الصخور وتكوينها وعناصرها.

وسوف يخترق نظام "مول" الألماني حوالي 5 أمتار في الأرض، ليقيس درجة الحرارة، وهو ما سيكشف كيفية حدوث النشاط داخل كوكب المريخ.

وستستخدم التجربة الثالثة إشارات الراديو لتحدد بدقة كيف يتمايل الكوكب على محوره، وتصف عالمة المشروع، سوزان سمريكار، ما يجري بأنه "مثل أخذ بيضة نيئة وبيضة مطبوخة، وتدويرهما حول محورهما، فكل منهما سوف تتمايل بشكل مختلف، بسبب توزيع السائل في الداخل".

وتقول: "اليوم لا ندري حقيقة أنّ لبّ المريخ سائل أو صلب، وحجم لبّ الكوكب، وهو ما سيقدمه لنا إنسايت".

ويدرك العلماء جيداً مما يتكون باطن الأرض، وكيف تكوّن، ولديهم بعض النماذج الجيدة لوصف نشوء هذه البنية في ولادة النظام الشمسي، قبل أكثر من 4.5 مليار عام.

وتمثل الأرض مصدراً واحداً للبيانات، لكنّ المريخ سيمثل مصدراً آخر للباحثين حول كيفية تجميع كوكب صخري وتطوره عبر الزمن.

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية