دراسة: بالأرقام والوقائع... الإرهاب تفشى في تونس فترة حكم حركة النهضة

دراسة: بالأرقام والوقائع... الإرهاب تفشى في تونس فترة حكم حركة النهضة


23/12/2021

كشفت دراسة حديثة النقاب عن أنّ التنظيمات الإرهابية في تونس تمكنت من استقطاب قاعدة شبابية مهمّة من الطلبة والتلاميذ بعد الثورة التي شهدتها البلاد في عام 2011، وخاصة خلال عامي 2014 و2015، فترة تولي حركة النهضة الإخوانية زمام الحكم.

وبحسب هذه الدراسة، التي أعدها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بالتعاون مع النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين والمركز التونسي للبحوث والدراسات حول الإرهاب، تمّ تقديم نتائجها خلال مؤتمر صحفي عُقد أمس بتونس العاصمة، فإنّ التنظيمات الإرهابية استطاعت استقطاب تلك الفئة من المدارس والمعاهد والجامعات والكليات، وفق ما أوردت صحيفة "الشروق" التونسية.  

وأوضحت الدراسة أنّ عدد الطلاب والتلاميذ الذين تورطوا في قضايا إرهابية ارتفع من (154) شخصاً عام 2014 إلى (241) شخصاً في عام 2015

الدراسة: التنظيمات الإرهابية استطاعت استقطاب طلاب وتلاميذ من المدارس والمعاهد والجامعات والكليات خلال عامي 2014 و2015

وقال رضا الرداوي نائب رئيس المركز التونسي للبحوث والدراسات حول الإرهاب خلال المؤتمر الصحفي: "إنّ الدراسة شملت عينة تتكون من (560) تلميذاً وطالباً (48) من الإناث، و(512) من الذكور، تتعلق بهم قضايا إرهابية، وقد استندت على الأحكام القضائية الصادرة خلال الفترة ما بين 2012 و2020.

واستأثرت الفئة العمرية من (18) إلى (24) عاماً خاصة خلال عامي 2014 و2015 على تركيبة قاعدة المنخرطين في التنظيمات الإرهابية في تونس.

واعتبر الرداوي أنّ الأرقام التي تشير إلى انخراط الطلبة والتلاميذ في التنظيمات الإرهابية "تدلّ على تغلغل الإرهاب في المؤسسة التربوية والجامعية"، لافتاً في الوقت نفسه إلى ما وصفه بـ "غياب سياسات واضحة في الرصد المبكر والمتابعة، وانهيار منظومة الإحاطة الاجتماعية والنفسية داخل الجامعات والمدارس".

وأضاف أنّ العنصر النسائي بدأ منذ عام 2013 في تونس "بالتأثير على المشهد والحضور، بعد أن كان دوره في السابق يرتكز على المساعدة اللوجستية، وقد تمّ تسجيل مشاركة بعض النساء في العمليات الانتحارية، وقيادة التنظيمات، والتسفير نحو بؤر التوتر بما يُعرف بجهاد النكاح في تنظيم داعش الذي ظهر في حزيران (يونيو) 2014".

الدراسة: عدد الطلاب والتلاميذ الذين تورطوا في قضايا إرهابية ارتفع من (154) شخصاً عام 2014 إلى (241) شخصاً في عام 2015

من جهته، قال عضو الهيئة التي تدير المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية منير حسين خلال المؤتمر الصحفي: إنّ "للمنظومة التربوية دوراً في دفع التلاميذ والطلبة إلى تبنّي الفكر الإرهابي؛ نتيجة هشاشة التكوين، والممارسات التعليمية التي تتسم بغياب الجانب النقدي، الأمر الذي جعل من التلاميذ والطلبة فريسة للتنظيمات الإرهابية" على حدّ تعبيره.

وأضاف أنّ "السياسات المُتبعة منذ الثورة والعفو التشريعي العام ساهما بدرجة كبيرة في نشر الفكر المتطرف"، معتبراً في الوقت ذاته أنّ هناك عوامل أخرى تُعدّ من أسباب الانخراط في الشبكات الإرهابية؛ منها الفقر، والهشاشة الاجتماعية، بالإضافة إلى التوجهات الحزبية التي تُروّج للجهاد.

وقد شهدت تونس منذ عام 2011 حتى عام 2017 موجة من العمليات الإرهابية الخطيرة، تخللتها عمليات اغتيال سياسي، وكان من ضحايا تلك العمليات المعارضان اليساريان شكري بلعيد في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 2013، ومحمد البراهمي في 25 تموز (يوليو) من العام ذاته.

وتقول السلطات الأمنية التونسية: "إنّ العشرات من الإرهابيين الموالين لتنظيمات إرهابية منها (كتيبة عقبة بن نافع) الموالية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، و(كتيبة أجناد الخلافة) الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، مازالوا إلى غاية الآن يتحصنون في جبال محافظات القصرين والكاف بغرب البلاد غير بعيد عن الحدود الجزائرية.

وقد نفذت تلك التنظيمات العديد من العمليات الإرهابية التي أودت بحياة العشرات من الأمنيين والعسكريين والسياح الأجانب في أماكن متفرقة من التراب التونسي.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية