رئيس الوزراء اليوناني يدعو تركيا إلى التعقل... لماذا؟

رئيس الوزراء اليوناني يدعو تركيا إلى التعقل... لماذا؟


13/08/2020

دعا رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، تركيا إلى التعقل، وذلك إثر تصاعد التوترات بين بلاده وأنقرة، على وقع توجّه سفينة تركية إلى المنطقة التي تعتبرها اليونان ضمن جرفها القاري، للتنقيب عن الغاز، في وقت قرّر فيه الاتحاد الأوروبي عقد اجتماع غداً الجمعة لبحث آخر التوترات.

وكانت اليونان قد دعت الاتحاد الأوروبي قبل أيام إلى عقد اجتماع طارئ وعاجل لبحث "الاستفزازات التركية"، على حدّ وصفها، كما قصفت أثينا زورقاً تركياً اقترب من شواطئها، وقد أسفر عن جرح 3 أشخاص.

وقال ميتسوتاكيس خلال بيان أمس، بحسب ما أورده موقع "أحوال تركية": نحن نتطلّع بحذر إلى أن يسود التعقل في بلدنا الجار، حتى يمكن إعادة إطلاق الحوار بحسن نيّة، محذّراً: عندما يتجمّع العديد من القوى العسكرية في منطقة محدودة، يصبح خطر وقوع حادث متربّصاً.

رئيس الوزراء اليوناني: أثينا لا تسعى إلى التصعيد، لكن في الوقت ذاته ستردّ على أي استفزاز

وأشار إلى أنّ أثينا لا تسعى إلى التصعيد، لكنه أكّد في الوقت ذاته على أنّ أثينا "ستردّ على أيّ استفزاز"، قائلاً: "بلدنا لا يوجّه تهديدات أبداً، لكننا لن نخضع للابتزاز أيضاً... نحن لسنا وحدنا في هذه الجهود".

ويناقش رئيس الوزراء اليوناني التصعيد التركي مع رئيس الوزراء الأمريكي مايك بومبيو، الجمعة، في أثينا.

وكانت تركيا واليونان قد أبدتا استعدادهما للحوار الشهر الماضي إثر خلاف مشابه نجحت في احتوائه وساطة ألمانية أسبانية، غير أنّ اتفاقاً لترسيم الحدود عقدته القاهرة وأثينا في 6 آب (أغسطس) الماضي، أثار غضب تركيا وقرّرت إثره معاودة التنقيب عن الغاز.

وفي خضم التصعيد، أجرى رئيس الوزراء اليوناني أمس اتصالاً هاتفياً بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وقالت الرئاسة المصرية في بيان عبر الصفحة الرسمية للمتحدث على فيسبوك: إنّ الاتصال تناول تبادل التهنئة بمناسبة توقيع اتفاق تعيين الحدود البحرية بين مصر واليونان، والذي عكس مدى تميز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتوافر الإرادة السياسية القوية للارتقاء بها على مختلف الأصعدة.

وأشار البيان إلى أنّه تمّ التوافق خلال الاتصال على أنّ توقيع اتفاق الحدود البحرية بين البلدين يُعدّ بمثابة تطوّر تاريخي للعلاقات الثنائية، ويمثل نموذجاً لترسيخ الأسس والقواعد الصحيحة لعملية التعيين ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة شرق المتوسط، فضلاً عن إتاحة الفرصة لكلٍّ من مصر واليونان لاستغلال مواردهما الطبيعية بما يحقق مصالح الشعبين الصديقين.

كما شهد الاتصال تبادل الرؤى ووجهات النظر حيال بعض الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدّمتها تطوّرات الأوضاع في منطقة شرق المتوسط، حيث تمّ التوافق بشأن ضرورة تكثيف التنسيق في هذا الصدد، أخذاً في الاعتبار اتساق المصالح والمواقف المشتركة بين البلدين.

وعملياً لا تملك تركيا أوراقاً عملية، حيث إنّ التصعيد سيضعها في مواجهة عسكرية مع اليونان، ومن خلفها الاتحاد الأوروبي، خصوصاً في ظلّ التوتر بين الاتحاد وأنقرة على وقع عدّة ملفات.

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد دعا الإثنين الماضي إلى إجراء حوار موسّع لدول المتوسط، ما عدّه مراقبون توجّهاً نحو التهدئة.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية