ردود الفعل على قرار ترامب حول الجولان

ردود الفعل على قرار ترامب حول الجولان


26/03/2019

لقي اعتراف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بسيادة إسرائيل على الجولان، معارضة واسعة من العالم العربي، الذي أجمع على تبعية الهضبة لسوريا، وأنّ إجراء ترامب انتهاك للقرارات الدولية.

وانتقد الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، بأشدّ العبارات، قرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، معتبراً إياه "قراراً باطلاً شكلاً وموضوعاً".

وشدد أبو الغيط، في بيان صادر عنه، على أنّ إعلان ترامب يعكس "حالة من الخروج على القانون الدولي، روحاً ونصاً، تقلل من مكانة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة؛ بل وفي العالم".

وأشار الأمين العام للجامعة العربية إلى أنّ الإعلان الأمريكي لا يغير شيئاً في وضعية الجولان القانونية، مؤكداً أنّ الجولان أرضاً سورية محتلة لا تعترف أية دولة بسيادة إسرائيل عليها.

وأعربت المملكة العربية السعودية عن رفضها التام واستنكارها للإعلان الذي أصدرته الإدارة الأمريكية بالاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة، محذرة من آثاره السلبية على أمن واستقرار المنطقة.

العالم العربي يرفض قرار ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان ويعدّه انتهاكاً للقرارات الدولية

وأكدت المملكة موقفها الثابت والمبدئي من هضبة الجولان، وأنّها أرض عربية سورية محتلة، وفق القرارات الدولية ذات الصلة، وأنّ محاولات فرض الأمر الواقع لا تغير شيئاً في الحقائق.

وأشارت إلى أنّ إعلان الإدارة الأمريكية هو مخالفة صريحة لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، والقرارات الدولية ذات الصلة، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن رقم (242) لعام 1967، ورقم (497) لعام 1981.

واستنكر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بشدة، قرار ترامب، وأكدت الرئاسة الفلسطينية، في بيان لها، أنّ "السيادة لا تقررها إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية، مهما طال أمد الاحتلال، وستبقى القضية الفلسطينية والقدس بمقدساتها والأراضي الفلسطينية المحتلة خطوطاً حمراء، فلسطينية وعربية ودولية، لا يمكن تجاوزها".

وكان لبنان أول دولة عربية، باستثناء سوريا، دان توقيع ترامب على المرسوم حول الجولان؛ حيث قالت الخارجية اللبنانية في بيان: إنّ هذا القرار "يخالف كل قواعد القانون الدولي ويقوض أيّ جهد للوصول إلى السلام العادل، فمبدأ الأرض مقابل السلام يسقط؛ إذ عندما لا تبقى من أرض لتعاد لا يبقى من سلام ليعطى."

وأكدت الوزارة أنّ "هضبة الجولان أرض سورية عربية، ولا يمكن لأيّ قرار أن يغير هذه الواقعة، ولا لأيّ بلد أن يزيف التاريخ بنقل ملكية أرض من بلد إلى آخر"، موضحة: "وإذا كانت إسرائيل تعتقد أنها تتوسع بالاستيلاء على الأراضي عن طريق العنف والعدوان، فإنها ستجد نفسها بعزلة أكبر وأمام هزيمة عسكرية جديدة، لن تنفعها عندها قوتها ولا عنصريتها، وهي لن تجد أمنها إلا بالسلام العادل والشامل، كما لن تنفعها حربها الجديدة على غزة والتي ندينها بشدة".

بدوره، أكّد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أنّ موقف بلاده "ثابت وواضح في رفض ضم إسرائيل الجولان المحتل، وفي رفض أي قرار يعترف بهذا الضم قراراً أحادياً سيزيد التوتر في المنطقة، ولا يغير حقيقة أنّ الجولان المحتل أرض سورية، يتطلب تحقيق السلام الشامل والدائم إنهاء احتلالها، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".

وأضاف الصفدي؛ أنّ موقف المجتمع الدولي إزاء الجولان واضح، يجسده قرار مجلس الأمن رقم 497 للعام 1981؛ الذي رفض قرار إسرائيل ضمّ الجولان المحتل، وأكّد عدم شرعية فرض إسرائيل قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل، واعتبر القرار الإسرائيلي باطلاً ولاغياً.

من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية العراقية، على لسان المتحدث باسمها، أحمد الصحاف؛ أنّ "دعوة الولايات المتحدة إلى الاعتراف بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على الجولان السوري تعطي الشرعية للاحتلال وتتعارض مع القانون الدولي".

وأضاف: "العراق يؤيد قرارات الشرعية الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي التي تنص على إنهاء الاحتلال".

وأكّد الصحاف أنّ "تقادم زمن الاحتلال في وضع يده على الأرض التي احتلها لا يكسبه الشرعية في السيادة عليها".

فيما أعربت الكويت، على لسان نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجارالله، عن أسفها من القرار الأمريكي المتعلق بالجولان، مشيرة إلى أنها كانت تتوقع اتخاذ إجراءات من شأنها "احتواء الاحتقان في المنطقة".

وأكّد الجارالله أن قرار ترامب سيؤدي إلى "مزيد من التوتر وتدهور عملية السلام المتعثرة أصلاً"، مشدداً على موقف بلاده الثابت من أنّ الجولان أرض سورية محتلة، كما أشار إلى أنّ قرار ترامب يخالف القوانين الدولية، وقرارات مجلس الأمن، والقرار 497 الذي يدعو إسرائيل إلى عدم ضم الجولان.

وأعربت وزارة الخارجية البحرينية، اليوم، عن أسفها لإعلان الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة، في خطوة من شأنها تعطيل الجهود الهادفة للتوصل لسلام دائم ومستقر في منطقة الشرق الأوسط.

وأكدت الخارجية البحرينية موقفها الثابت باعتبار هضبة الجولان أرضاً عربية سورية محتلة من قبل إسرائيل، في حزيران (يونيو) ١٩٦٧، وهو ما تؤكد عليه قرارات مجلس الأمن الدولي.

واحتل الكيان الصهيوني الجولان السورية، عام 1967، وفي 1981 أقرّ الكنيست (البرلمان) قانون ضمها إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي؛ لكن المجتمع الدولي ما يزال يتعامل مع المنطقة على أنها أراضٍ سورية محتلة.

هذا واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي برفض ما أقدم عليه ترامب، معتبرين أنّ الأمر لاغياً فلا سلطة له على الجولان ليهديها للاحتلال.

 

 

الصفحة الرئيسية