رفقاً بالأمهات

رفقاً بالأمهات


21/03/2021

سلمى علي المقبالي

خلال الظروف الاستثنائية لانتشار جائحة كورونا تحمّلت الأمهات حول العالم أعباء جديدة إضافية ضاعفت من أدوارهن السابقة المتوزعة بين مهام تربية الأبناء والعناية بهم وبشؤون المنزل والزوج، بالإضافة إلى ما يقدمنه من عطاء مستمر في أعمالهن في حال كون البعض منهن أمهات عاملات.

ورغم اختلاف الظروف وتباينها بين الأسر سواء من الناحية الاقتصادية أو الصحية والاجتماعية مثل انفصال الأبوين أو وفاة أحدهما ووجود أكثر من طفل في مراحل تعليمية مختلفة قد يكون بينهم أطفال من أصحاب الهمم وأمهات لا يجدن التعامل مع شبكة الأنترنت ولا مع منصات التعليم الإلكتروني الحديثة، إلا أنهن يحاولن جاهدات أن يتجاوزن هذه الظروف قدر استطاعتهن لضبط الأبناء وتنظيم أوقاتهم لحضور الدروس.
إن نجاح الأمهات في تجربة «التعلم عن بُعد» وإصرارهن على الوقوف إلى جانب أبنائهن في هذه الفترة الزمنية الصعبة على الجميع كان محل إشادة كبيرة من المجتمع والقيادات المختلفة تحققت من خلاله الشراكة التعليمية الحقيقية بين أولياء الأمور وأبنائهم أبهرتنا مشاركاتهم الرائعة واستمتعنا بمداخلاتهم الجميلة من خلال الدروس المختلفة واستشعرنا حرصهم على نجاح تجربة التعلم عن بعد وتقديم الدعم اللازم لأبنائهم.
وحتى يستمر هذا النجاح والعطاء وتثمر هذه التضحيات لابد من تقديم الدعم والمساندة للأم من قبل أفراد الأسرة الواحدة أولاً، ومن الجهات المعنية ثانياً، ومما دعاني لهذا الطرح مشاهدتي مقطعاً تتحدث فيه إحدى الأمهات بحرقة وتشتكي من كثرة الواجبات مع تعدد المواد وتطالب فيه بتخفيف الواجبات المعطاة للتلاميذ خاصة مع تعدد المنصات والبرامج التعليمية الرقمية، بالإضافة إلى التعلم الذاتي، كل هذا يحتاج إلى وقت ومجهود من قبل الأم لمتابعة تعلم أبنائها.
حقيقة استوقفني حديثها وآلمني شعورها بالضغط وجعلني أفكر في أهمية مراجعة آلية تكليف الطلاب بالواجبات وضرورة التنسيق بين معلمي المواد المختلفة، وأعاد إلى ذاكرتي المسار الأسبوعي للواجبات والامتحانات الذي كان يرسل سابقاً لأولياء الأمور لمتابعة واجبات أبنائهم ويحدد للطالب المطلوب منه إنجازه وفق خطة المنهج التعليمي  ويساعده في تنظيم وقته ويساعد ولى الأمر في متابعة أبنائه وتسليم الواجبات في الوقت المحدد بدون ضغوط.  
أحيي بعض المدارس التي ما زالت ترسله حتى الآن وأثمن تواصل المعلمين المستمر مع أولياء الأمور من خلال وسائل التواصل المختلفة وأدعوهم للعودة إلى توظيفه وتقنين الواجبات المدرسية، كما ذكرت في مقال سابق، ووضعها ضمن خطة ذات هدف مع الالتزام بتقسيمات التقييم الوزاري للمواد ومراجعة أعمال الطلاب وحصرهم وتصنيفهم والتواصل مع أولياء أمورهم بفترة زمنية مناسبة حتى تتمكن الأسرة من تقديم الدعم اللازم لأبنائها وتخفيفاً على الأمهات اللاتي لا توافيهن قواميس اللغة شكراً وعرفاناً على عطائهن اللامحدود.

عن "الخليج" الإماراتية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية