روحاني وإيران في مواجهة العزل دولياً.. هل تتهيأ المنطقة فعلاً لحرب جديدة؟

روحاني وإيران في مواجهة العزل دولياً.. هل تتهيأ المنطقة فعلاً لحرب جديدة؟


19/02/2019

تعد الحرب على إيران هاجس المجتمع الدولي كلّه، على مستوى القادة، السياسيين والعسكريين، وعلى مستوى المجتمعات الإقليمية تحديداً، ومنها إسرائيل التي تحاول جعل مواطنيها -على أقل تقدير- شركاء في مستقبل مشوب بالخوف والهلع، من قدرة إيران على سحقهم وتدمير الحلم الصهيوني بكبسة زر حسب تصريح أحد جنرالاتها.

اقرأ أيضاً: روحاني يدعو إلى الإخاء مع الجميع و"الحرس الثوري" يهدد بالانتقام

وعلى مستوى الولايات المتحدة الأمريكية، فإنّها تبدو ملتزمة بالدبلوماسية إلى آخر رمق، على اعتبار أنّ الأمر حين يتعلق بإيران والحرب عليها، فإنّ كثيراً من الأمور الطارئة تدخل في حسابات التفكير في أي عمل عسكري، على الرغم من أنّ كل إغراءات وأطروحات التسوية الدبلوماسية، لم تفرز شيئاً جديداً.

حرب جديدة أم عزل دولي؟

كثيرون يرون أنّ المنطقة تتهيأ لحرب جديدة، مقتنعون بأنّ طاولة التفاوض متصدعة وأرجلها مكسورة، فهل فعلاً لا مفر من الحرب؟ وهل هي حرب لا بد منها لكل الأطراف؟ لإسرائيل كي تضع حداً لأخطر تهديد يواجهها منذ ستين عاماً، ولإيران كي تتأكد أنّها دولة لا يجب المساس بها أو اللعب معها، وللمنطقة برمّتها، العراق وسوريا على اعتبار أنّهما دولتان مستلبتان برسم الطابع الإيراني.

كثيرون يرون أنّ المنطقة تتهيأ لحرب جديدة، مقتنعون بأنّ طاولة التفاوض متصدعة وأرجلها مكسورة

حديث الحرب على إيران سيبقى قائماً على ما يبدو، وحين يقال لا بد من الحرب، فهذا لا يعني بالضرورة أنّها الخيار السليم، بل تعني أنّها الخيار النهائي الذي تفرضه الظروف الإقليمية الجديدة، اليوم، يسبق الحديث عن الحرب، حديث عن العزل، أو بمعنى أكثر توصيفاً، فإنّ إيران تواجه فكرة "العزل" من جهتين أو على جبهتين: خارجية، برغبة وتحشيد أمريكي لعزلها دولياً وإقليمياً، وداخلية بمحاولة الوصول بالأوضاع الداخلية القائمة إلى مستوى القلق، والذي يبرز حالياً في محاولة برلمانية إيرانية لعزل الرئيس روحاني.

اقرأ أيضاً: روحاني يطالب واشنطن بـ "التوبة" والاعتذار

إنّ فكرة عزل إيران دولياً والتي وصفها الرئيس روحاني  بالجدار، هشة من وجهة نظر إيرانية، باعتبار أنّ الولايات المتحدة الأمريكية كما صرح روحاني، لن تكون قادرة على تنفيذ هذا العزل، وأنّ إيران لا تخشى العقوبات، وأنّ الإيرانيين لسوا "خائفين من العقوبات، لكن الحرب الاقتصادية لا طعم لها من دون صعوبات" بحسب قول روحاني الذي أضاف أنّ "العديد دفعنا إلى القيام بانتهاك التزاماتنا في الاتفاق النووي، لكننا لم نفعل ذلك".

تداعيات العقوبات الاقتصادية على إيران

قد يبدو هذا منطقياً للوهلة الأولى؛ فالعقوبات لم تحقق شيئاً، ولم تكبح جماح إيران ومشروعها الطموح في المنطقة، لكن الذي يقدم دليلاً على أنّ العقوبات ليست فقط صعبة، بل مؤثرة في العمق الإيراني، اجتماعياً واقتصادياً، هو حال البلاد داخلياً، وتداعياته التي وصلت لمرحلة التفكير بـ "عزل الرئيس"، ضمن خطة برلمانية إيرانية تتكئ على 14 سبباً أو محوراً، من أهمها قيام روحاني بإلحاق الضرر بالمصالح القومية الإيرانية، والفشل في تعامله مع البطالة، وإخفاقه في إدارة سوق الصرف والسيطرة عليه، إضافة إلى سوء الإدارة وعدم السيطرة على أسعار السلع الأساسية في البلاد"، وكلها قضايا تظهر حجم التأثير العميق للعقوبات والعزل الدولي والإقليمي.

فكرة عزل إيران دولياً هشة من وجهة نظر إيرانية فأمريكا كما صرح روحاني لن تكون قادرة على تنفيذ العزل

كثير من التفاصيل تكمن أيضاً خلف عنوان عزل الرئيس، أهمها نمو تيار المحافظين، وتطوير أدوات الضغط لديه، مقابل تخويف الإصلاحيين للمجتمع الإيراني من فكرة مجيء "حكومة عسكر"، بمعنى أنّ الداخل الإيراني ينمو باتجاه تثوير الراكد وتحطيم السائد وكسر حواجز الخوف والتبعية المفرطة والعمياء لرجال الدين.

الإيرانيون اليوم أمام خسارات متتالية، وأزمات ومشكلات خطيرة على مستويات الأمن والاقتصاد والمجتمع، وما تغذّيه هذه الأزمات من إحساس خانق بالخوف على مستقبل يتم بناؤه على أنقاض حروب منجزة وأخرى متوقعة أو يتم التلويح بها دوماً.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية