روسيا لا تقدم "قائمة طعام" في أزمة أوكرانيا... هل هذه إشارة للحرب؟

روسيا لا تقدم "قائمة طعام" في أزمة أوكرانيا... هل هذه إشارة للحرب؟


16/01/2022

خلال جلسة الحوار الأخيرة قبل يومين بين روسيا والغرب حول أزمة أوكرانيا المشتعلة، قدّمت روسيا مطالب محددة تمثل الموافقة عليها من قبل القوى الغربية نقطة يمكن منها الانطلاق إلى تهدئة الأجواء.

المطالب كانت عبارة عن تعهّد من قبل الناتو بألّا تنضم إليه أوكرانيا أبداً في أيّ وقت، لكنّ الولايات المتحدة، ممثلة في نائبة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان، رفضت، وأبدت في المقابل مرونة حول صيغ أخرى مثل خطة التدريب أو التسليح من الغرب لأوكرانيا، أمّا بخصوص انضمام أوكرانيا المحتمل للناتو، فقد قالت ويندي: إنّ واشنطن "لن تسمح لأيّ أحد بإغلاق سياسة الباب المفتوح التي يتبّعها الناتو".

 

اقرأ أيضاً: تركيا والبحر الأسود وأوكرانيا.. معضلة التوازن

وكان الردّ الروسي، بحسب ما أورده الباحث الأمريكي مارك إيبسكوبوس، في تقرير نشرته مجلة "ناشيونال إنتريست" الأمريكية، ونشرته وكالة الأنباء الألمانية: "إنّ مطالب روسيا في مواجهة الولايات المتحدة والناتو ليست قائمة طعام، وإمّا أن تُقبل كليّاً أو تُرفض كليّاً".

بوتين في جولة عسكرية

وتعكس اللغة المتشنّجة ليس فقط فشل الحوار، بل تبدو كما لو كانت إشارة إلى الحرب، وفي تصريح للمتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، في مقابلة لـ"سي إن إن" الأمريكية، كرّر الأمر ذاته قائلاً: "لدينا توتر شديد للغاية على الحدود، هناك الكثير من التوتر في هذا الجزء من أوروبا، ومثل هذا الوضع خطير جداً على القارة، ولهذا السبب بالذات تنتظر روسيا ردّاً مباشراً على مخاوفها"، مشدداً على أنّ موسكو تريد "إجابة محددة للغاية على مقترحاتها المحددة للغاية".

تعكس اللغة المتشنّجة، ليس فقط فشل الحوار، بل تبدو كما لو كانت إشارة إلى الحرب، وفي تصريح للمتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، قال: لدينا توتر شديد للغاية على الحدود

وأضاف بيسكوف، ردّاً على سؤال حول خطط روسيا المزعومة للتصعيد في أوكرانيا، أنّ الولايات المتحدة لم تُقدّم أي دليل على مثل هذه الاتهامات، وقال: "ما زلنا ننتظر الأدلة والإثباتات"، بحسب ما أورده "مرصد مينا".

وبحسب "سبوتنيك"، ختم المتحدث الروسي معلقاً على التقارير التي تتهم روسيا: "نحن نعيش في عالم يعجّ بالاتهامات الكاذبة والأخبار المزيفة، في عالم الدجل، وسنبقى نفترض أنّها أخبار كاذبة، ما لم يتم إثبات ذلك بطريقة ما".

والنقطة الأخيرة تحديداً يردّ فيها بيسكوف على إعلان الولايات المتحدة أول من أمس أنّ لديها معلومات عن تجهيز روسيا للهجوم على أوكرانيا، وذلك عبر مخطط يمهد ويبرر لذلك الغزو.

 

اقرأ أيضاً: شرق أوكرانيا... هل يصبح أولى ساحات المواجهة بين روسيا وأمريكا في عهد بايدن؟

 وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) جون كيربي الجمعة: إنّ "الولايات المتحدة لديها معلومات تؤكد أنّ روسيا أرسلت عملاء للقيام بهجمات على مواطنين في أوكرانيا من المتحدثين بالروسية، لإيجاد ذريعة لهجوم روسي وتدخّل في أراضي أوكرانيا"، بحسب ما أورده موقع العربية.

وبالتزامن، أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) نيّته توقيع اتفاق مع أوكرانيا لتعزيز تعاونهما في مجال مكافحة الهجمات الإلكترونية، في وقت تعرّضت فيه مواقع إلكترونية حكومية في أوكرانيا لهجوم معلوماتي كبير.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في بيان: "إنّ الاتفاق الذي سيُوقّع في الأيام المقبلة" سينصّ خصوصاً على (منح) أوكرانيا حقّ الوصول إلى منصّة تابعة لحلف الأطلسي لمشاركة معلومات بشأن البرامج الخبيثة"، نقلاً عن وكالة "فرانس برس".

وأضاف: "يُقدّم خبراء الحلفاء (الحاضرون) في البلاد (أوكرانيا) أيضاً الدعم للسلطات الأوكرانية على الأرض".

ما بعد الهجوم

ومع توتر الأوضاع في أوكرانيا، والحشد الروسي على الحدود منذ أسابيع، وإخفاق التفاهم الروسي ـ الغربي، عبر الحوار، يبدو أنّ الاجتياح الروسي لأوكرانيا أمر وشيك، وتؤكد الولايات المتحدة أنّها لن تتورّط عسكرياً بإرسال قوات مباشرة لدعم الحكومة الأوكرانية، لكنّ ذلك لا يعني أنّها ستقف متفرجة حيال الغزو في حال حدوثه.

وأوضحت نائبة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند أمس أنّ إدارة الرئيس جو بايدن حضّرت (18) احتمالاً للردّ في حالة الغزو الروسي لأوكرانيا، وذلك خلال مقابلة في صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

 

المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الأمريكية: إنّ الولايات المتحدة لديها معلومات تؤكد أنّ روسيا أرسلت عملاء للقيام بهجمات على مواطنين في أوكرانيا من المتحدثين بالروسية

 

وقالت فيكتوريا: "مبدئياً لن أتحدث عن السيناريوهات الـ(18) المختلفة، سأقول فقط: "إنّنا مع الحلفاء على استعداد للتسبّب بألم حاد بشكل سريع، إذا اتخذت روسيا أيّ خطوة عدوانية، مشددة على أنّ العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والدول الأوروبية على روسيا قد تختلف عن بعضها البعض"، وأضافت: "أحياناً يكون أصعب علينا من أوروبا القيام ببعض الأشياء، وأحياناً يكون العكس"، بحسب ما أورده "مرصد مينا".

وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان قد أعلن الخميس أنّ بلاده تعمل على حزمة عقوبات مالية بامتياز بشأن روسيا، مشدداً على ضرورة وقف تعبئة المزيد من القوات الروسية عند الحدود الأوكرانية، لكنّه لفت إلى أنّ الاستخبارات لا تظنّ أنّ موسكو أخذت قراراً بغزو أوكرانيا.

وأوضح مستشار الأمن القومي الأمريكي، خلال مؤتمر صحفي، أنّ روسيا وضعت عشرات الآلاف من جنودها عند حدود أوكرانيا، مشيراً إلى أنّ الولايات المتحدة مستعدة لأيّ إجراء روسي بعيداً عن الحوار، محذّراً في الوقت ذاته من أنّ غزو روسيا لأوكرانيا سيكون كارثياً عليها، وأنّ أمريكا ستتصدّى مع أوروبا لأيّ إجراءات من جانب روسيا.

 

اقرأ أيضاً: أوكرانيا ترفض التقرير الإيراني عن إسقاط طائرتها... ما القصة؟

وقبيل ذلك، أكّد البنتاغون لموقع العربية أنّه لا مؤشرات على انسحاب روسيا من الحدود مع أوكرانيا.

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن لنظيره الأوكراني: "إنّ بلاده ملتزمة بالدعم الكامل لسيادة أوكرانيا".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية