روسيا وتركيا تتعارضان في ليبيا وتلتقيان حول أنبوب للغاز

روسيا وتركيا تتعارضان في ليبيا وتلتقيان حول أنبوب للغاز


كاتب ومترجم جزائري
11/01/2020

ترجمة: مدني قصري


افتتح الرئيسان، التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء الماضي، خط أنابيب للغاز في تركيا، وهو ما يوضح التقارب بينهما، لكنّ الوضع المتفجر في ليبيا وسوريا ألقى بظلاله على اللقاء، سيما أنّ مصالح الطرفين متباينة.

اقرأ ايضاً: على ماذا اتفق أردوغان وبوتين؟
وافتتح الزعيمان، رمزياً، صمامات خط أنابيب الغاز التركي Stream، والمسمى أيضاً  TurkStream، وهو الخط الذي يهدف إلى تزويد تركيا وجنوب أوروبا بالغاز الروسي عبر البحر الأسود، متجاوزاً أوكرانيا، غير المستقرة والمعادية، لموسكو.

يهدف خط TurkStream إلى تزويد تركيا وجنوب أوروبا بالغاز الروسي عبر البحر الأسود متجاوزاً أوكرانيا

ويوضح هذا المشروع، التقارب المذهل بين هذين البلدين بعد الأزمة الدبلوماسية في عام 2015، لكنه يأتي في أوج التوتر في سوريا وليبيا؛ حيث تواجه موسكو وأنقرة بعضهما البعض.
بدأت تركيا في نشر قواتها في ليبيا الأسبوع الماضي، لدعم حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج، ضد قوات الجيش الليبي بقيادة، المشير خليفة حفتر.
وقالت ماريانا بيلينكايا، من مركز كارنيغي في موسكو، إنّه إذا كان من الممكن أن يُضرم الصدام بين القوات التركية والروسية النار، فإنّ الزعيمين لهما مصلحة في الموافقة على "تقاسم العبء الليبي".


الملف الساخن الآخر هو سوريا؛ حيث فرض أردوغان وبوتين نفسيهما كسيدين للعبة، وقد ضاعف النظام السوري المدعوم من موسكو، في الأسابيع الأخيرة، الضربات القاتلة في إدلب (شمال غرب سوريا)، وهو آخر معقل للمتمردين، المدعوم بعضهم من قبل أنقرة، مما تسبب في تدفق النازحين إلى تركيا؛ حيث دعت أنقرة روسيا مؤخراً إلى "وقف هجمات النظام" وطالبت باحترام الهدنة التي تم التوصل إليها في آب (أغسطس) الماضي.

اقرأ أيضاً: عودة ستالين… هكذا يسعى بوتين إلى تبييض سمعة الزعيم السوفييتي
وكان بوتين وصل  إلى إسطنبول مساء الثلاثاء الماضي، قادماً من دمشق، حيث قام بزيارة مفاجئة، التقى خلالها بالرئيس السوري بشار الأسد، وهي الأولى له منذ اندلاع النزاع عام 2011.
ويقول إيوري بارمين، مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة موسكو للسياسات، إنّ "المطالب الروسية بسيطة للغاية؛ يجب على تركيا أن تفعل المزيد للقضاء على الخلايا الإرهابية في إدلب، وستدور المناقشات حول هذه الفكرة".

ترابط طاقوي وثيق
شهدت العلاقات التركية الروسية أزمة خطيرة عام 2015، وذلك بعد أن أسقطت أنقرة طائرة تابعة لموسكو على الحدود السورية التركية، لكنّ البلدين تغلبا على هذه الأزمة عام 2016، ويتعاونان الآن في قطاع الطاقة، مع قيام روسيا ببناء أول محطة للطاقة النووية في تركيا، وكذلك في قطاع التسلّح، مع شراء أنقرة أنظمة الدفاع الروسية S-400.

يتعاون البلدان في الطاقة والتسليح مع بناء روسيا أول محطة للطاقة النووية في تركيا وشراء أنقرة أنظمة الدفاع الروسية S-400

ويرجع هذا الاتفاق على وجه الخصوص إلى العلاقات الشخصية الجيدة بين بوتين وأردوغان، الأمر الذي أكدته جانا جبور، المتخصصة في الدبلوماسية التركية في مؤسسة "ساينس بو باريس"، مُشيرة إلى أنّ ذلك يرجع أيضاً إلى "كونهما مترابطين في الخطة الاقتصادية والطاقة". ومن المتوقع أن يتعزز هذا الترابط المتبادل من خلال بدء تشغيل خدمة TurkStream، التي بدأ تشييدها في عام 2017.
ويساعد خط أنابيب الغاز الجديد، تركيا في تأمين إمدادات مدنها الكبيرة المستهلكة للطاقة في الغرب، وفي فرض نفسها إلى حد ما كمركز طاقة رئيسي، أمّا بالنسبة لروسيا، فهدفها هو تغذية أوروبا بالغاز، وتجاوز أوكرانيا.
ويتكون خط الأنابيب من أنبوبين متوازيين، طولهما أكثر من 900 كيلومتر، يربطان أنابا، في روسيا، بكييكوي، شمال غرب، تركيا، وفي المحصلة، ستتمكن هذه الأنابيب من نقل حوالي 31.5 مليار متر مكعب من الغاز الذي يتم ضخه إلى روسيا كل عام، وقد بدأت TurkStream بالفعل، الأسبوع الماضي في تزويد بلغاريا، المتاخمة لتركيا بالغاز الروسي، ويمتد الخط الآن إلى صربيا والمجر.


مصدر الترجمة عن الفرنسية:
lemonde.fr



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية