زيارة محمد بن زايد إلى فرنسا.. تنسيق وتعاون ورؤى مشتركة

زيارة محمد بن زايد إلى فرنسا.. تنسيق وتعاون ورؤى مشتركة


16/09/2021

في إطار زيارة ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المُسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى فرنسا، نشرت دولتا الإمارات العربية المُتحدة والجمهورية الفرنسية بياناً مُشتركاً أشار إلى اتفاق البلدين على تعزيز العلاقات الاقتصادية من خلال إنشاء مجلس أعمال مُشترك.

وتحدّث البيان عن احتفاء دولة الإمارات باليوبيل الذهبي للدولة في 2  كانون أول (ديسمبر) من العام الحالي، وبتنظيم اليوم الوطني الفرنسي في 2 تشرين الأول (أكتوبر).

وكان الشيخ محمد بن زايد قد زار فرنسا، أمس الأربعاء، تلبية لدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي استقبله بحفاوة كبيرة وأخلى قصر فونتينبلو العريق لاستضافته.

اقرأ أيضاً: كيف ماطلت إيران في الاتفاق النووي بعد اتصال فرنسا؟

وتأتي هذه الزيارة، التي تُعدّ حلقة في سلسلة زيارات متبادلة أسهمت في تعميق الشراكة بين البلدين، لبحث علاقات الصداقة والتعاون الاستراتيجي بين فرنسا والإمارات، بالإضافة إلى الحديث عن عدد من القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية.

وبحسب بيان للرئاسة الفرنسية، عقد الجانبان جلسة مباحثات أكّدا خلالها أهمية دفع الجهود الدولية باتجاه ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال الحلول الدبلوماسية والحوار الفاعل، فضلاً عن تأكيد التزامهما في مكافحة الإرهاب.

شراكة اقتصادية

أورد البيان المُشترك، الذي أصدره الجانبان، أنّهما ملتزمان بتكثيف التبادل بين شعبي البلدين في المجالات كافة، ورحّب البيان بالافتتاح المرتقب لإكسبو دبي 2020 في دبي يوم 1 تشرين الأول (أكتوبر) من العام الحالي، والذي تحظى فيه فرنسا بجناح خاص بها في المساحة المخصصة للتنقّل بعنوان "الضوء والأنوار"، ليمثّل واجهة الرؤية والمهارة الفرنسيتين على الصعيد الدولي.

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وإيمانويل ماكرون

وكان المعرض العالمي إكسبو، الذي يُقام في دبي هذا العام، قد أُرجئَ عاماً كاملاً بسبب فيروس كورونا.

ويأتي إنشاء مجلس أعمال إماراتي فرنسي مُشترك امتداداً لعلاقات اقتصادية تجمع البلدين منذ زمن؛ إذ بلغ حجم التبادل التجاري بينهما عام 2019 نحو 5.365 مليار دولار، كما صدّرت فرنسا للإمارات ما قيمته 3.647 مليار دولار في نفس العام، فيما بلغت صادرات الإمارات إلي فرنسا 1.718 مليار دولار.

وأهم السلع الفرنسية التي تُصدّرها فرنسا للإمارات هي السلع الاستهلاكية، باستثناء الأغذية والزراعة، ومعدات الإنتاج والمعدات الثقيلة، فيما تُمثّل المنتجات النفطية أهم الصادرات الإماراتية لفرنسا.

 

عقد الجانبان جلسة مباحثات أكّدا خلالها أهمية دفع الجهود الدولية باتجاه ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال الحلول الدبلوماسية والحوار الفاعل

 

وتعتبر الإمارات ثاني أكبر مستثمر من مجلس التعاون الخليجي في فرنسا، حيث تحتضن أكثر من 600 فرع للشركات الفرنسية، معظمها تابعة للمجموعة الفرنسية الكبرى المدرجة في مؤشر كاك 40، وذلك بحسب بيانات للحكومة الفرنسية عام 2017.

وكانت شركة حماية الائتمان التابعة للحكومة الاتحادية في الإمارات قد وقّعت مذكرة تفاهم مع وكالة ائتمان الصادرات التابعة للبنك الاستثماري الوطني الفرنسي، في حزيران (يونيو) الماضي، بهدف تعزيز فرص الاستثمار والتجارة بين البلدين، بالإضافة إلى توفير منصة لبحث الفرص التجارية وعقد شراكات استراتيجية جديدة في دولة الإمارات.

تأتي هذه الزيارة لبحث علاقات الصداقة والتعاون الاستراتيجي بين فرنسا والإمارات

وستعمل الشركتان بموجب هذا التفاهم في مجالات تشمل تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين وبحث فرص مشتركة في مجالات التأمين وإعادة التأمين والتأمين المشترك للصادرات والاستثمارات والخدمات لدعم الصادرات وتسهيل وصول الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى حلول حماية ائتمان الصادرات والتمويل، فضلاً عن تبادل أفضل الممارسات وتنظيم فعاليات مشتركة لإيجاد حلول مبتكرة في مجال حماية الصادرات والعديد من المجالات الأخرى، وفق ما أورد موقع "العين" الإخباري.

العلاقات الفرنسية الإماراتية

بدأت العلاقات الإماراتية والفرنسية مع توحيد الإمارات عام 1971، حيث تأسست على أسس الاحترام المتبادل والتعاون والمصالح المشتركة، وقد سعت الدولتان للتواصل الثقافي والعلمي نظراً لتبنيهما نفس التوجهات في محاربة الإرهاب والتطرّف والأفكار الرجعية.

وتتجسّد العلاقات الإماراتية الفرنسية في الاتصالات الدائمة والزيارات المتبادلة التي تشير إلى مستوى كبير من التنسيق والتعاون، وقد كانت زيارة الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون إلى دولة الإمارات العربية المتحدة هي الأولى إلى الشرق الأوسط منذ انتخابه رئيساً.

 

بدأت العلاقات الإماراتية والفرنسية مع توحيد الإمارات عام 1971، حيث تأسست على أسس الاحترام المتبادل والتعاون والمصالح المشتركة

 

وتعوّل فرنسا على الدور الإماراتي السياسي والإنساني لمواجهة قضايا إقليمية ودولية، أبرزها الأزمة الأفغانية، حيث أعربت على لسان أكثر من مسؤول عن شكرها وتقديرها للتسهيلات التي قدمتها الإمارات في إجلاء الدبلوماسيين والرعايا الفرنسيين من كابول وتوفير العبور الآمن لهم، إلى جانب مواطني العديد من الدول الصديقة، لافتة إلى الدور الإنساني الذي قدمته الإمارات في دعم الجهود الإغاثية الدولية في أفغانستان خلال الأعوام الماضية.

وشاركت الإمارات في أعمال مؤتمر "الاستجابة لاحتياجات الشعب اللبناني" في 4 آب (أغسطس) الماضي، والذي عُقد بمبادرة من ماكرون والأمم المتحدة وبمشاركة عدد من رؤساء الدول والمنظمات الدولية وممثلين عن المجتمع المدني، وقد أكّدت وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي أنّ بلادها ستواصل دعم الشعب اللبناني في ظروفه الحرجة.

أنشأت الإمارات عبر تعاونها مع فرنسا ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع

ولعلّ أهم الملفات التي تجمع فرنسا والإمارات هو ملف مكافحة الإرهاب، الذي يُعد أولوية مشتركة لدى البلدين، وكان ولي عهد أبوظبي قد أكّد أنّ الإمارات وفرنسا شريكتان في الحرب على التطرف والإرهاب ودعم قيم التسامح وتعزيز الحوار والتفاعل والتعايش بين الشعوب والحضارات والثقافات ونبذ التعصب والكراهية والعمل من أجل السلام والاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط والعالم.

كما أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية في 25 نيسان (أبريل) الماضي، بدء تسيير رحلات الدعم اللوجستي لجهود المجتمع الدولي بقيادة فرنسا في مكافحة الإرهاب في منطقة دول الساحل الأفريقي الهادفة لتحقيق الأمن والاستقرار.

اقرأ أيضاً: وقف المد التركي لتسييس الإسلام في أوروبا... ألمانيا تلحق بفرنسا

وأنشأت الإمارات عبر تعاونها مع فرنسا ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع (ألف)، الهادف إلى منع الجماعات الإرهابية من تدمير الممتلكات الثقافية والاتجار غير القانوني بها، والذي يُعدّ المنظمة الدولية الوحيدة المُكرّسة لإنشاء صندوق دعم مالي لحماية التراث في مناطق النزاع المسلح.

يُذكر أنّ الشيخ محمد بن زايد بدأ زيارة رسمية إلى بريطانيا، اليوم الخميس، لبحث علاقات الصداقة والتعاون الاستراتيجي بين الإمارات وبريطانيا مع رئيس وزراء الأخيرة بوريس جونسون، وقد أعلن المكتب الإعلامي لجونسون، في بيان له، احتمال توقيع مكتب الاستثمار البريطاني وشركة مبادلة للاستثمار الإماراتية اتفاقاً لتوسيع شراكة الاستثمارات السيادية بين الدولتين، يشمل استثماراً بقيمة 500 مليون جنيه إسترليني؛ أي ما يعادل 692 مليون دولار، في شركة "سيتي فايبر" البريطانية للألياف الضوئية وخدمات الإنترنت.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية