سرت الليبية تهدم أطماع أردوغان وتفتح الطريق نحو مصراتة

سرت الليبية تهدم أطماع أردوغان وتفتح الطريق نحو مصراتة


09/01/2020

سيطرة الجيش الوطني الليبي على سرت كسرت السد الذي كان يمنع وصوله إلى مصراتة، المدينة ذات الثقل الاقتصادي والسياسي التي تعتبر آخر دفاعات مليشيا الإخوان، قبل دخول العاصمة طرابلس.

وبتحرير سرت، تتبخر آمال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتحقيق هدفه بمساندة مليشيات حكومة الوفاق الإخوانية ودعمه، ذلك أن عودة سرت إلى حضن أبنائها تعني أن مصراتة باتت وجها لوجه مع الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر، في تطور يطرح توازنات وخارطة صراع جديدة في ليبيا.

سرت تفضح أردوغان
الإثنين كان يوما حاسما في تاريخ المدينة بإعلان الجيش الليبي سيطرته الكاملة على المدينة الواقعة على بعد 450 كم عن طرابلس، ومصادرة مدرعات كشفت الدعم التركي بالسلاح لمليشيات الوفاق، رغم الحظر المفروض على البلاد منذ 2011، بموجب قرار دولي.

تحررت سرت التابعة لإقليم طرابلس الذي ظل طيلة السنوات الماضية تحت سيطرة الإخوان، في عملية "خاطفة وتمت في غضون 3 ساعات، وفقاً لخطة عسكرية محكمة بإمرة خليفة حفتر"، كما أعلن المتحدث باسم الجيش أحمد المسماري خلال مؤتمر صحفي عقده مؤخرا في بنغازي شرقي البلاد.

ومنذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي قبل نحو 9 سنوات، خضعت سرت لمليشيات من مدينة مصراتة، قبل أن تختبر في 2014 مرارة الإرهاب بسقوطها تحت سيطرة تنظيم داعش، في خطوة جاءت عقب مبايعة التنظيم من قبل بعض الكتائب المتطرفة المسيطرة على المدينة.

لكن مصراتة انتفضت ضد التنظيم الإرهابي بعد عام ونصف من سيطرته عليها، وقررت إعلان الحرب عليه، في خطوة بعثرت حينها حسابات حفتر الذي كان يخطط لتحريرها، قبل أن تستقوي المدينة بتركيا، لتؤكد بذلك أنها أبرز الأوراق التي يعول عليها أردوغان للتموقع في ليبيا، خصوصا عبر تركيزه على قبائل من أصول تركية أمنت تحالفات لها مع الإخوان.

وبتحرير سرت، يخسر أردوغان مسبقا جزءا مهما من ضمانات كان يضعها لإنجاح مخططه في طرابلس، يعتمد بالأساس على قاعدة القرضابية، هذا الموقع الاستراتيجي الذي كان الطيران المسير التركي يعول عليه لمهاجمة الجيش، والذي بفقدانه تخسر مليشيات الوفاق خطا أماميا للدفاع عنها، وسبيلا للإمداد.

العد التنازلي
باتت مصراتة خط الدفاع الأخير عن طرابلس بمرمى هدف الجيش الليبي، ليبدأ العد التنازلي لحرب التحرير النهائي لطرابلس من مليشيات الإخوان، وكنس الوجود التركي معهم.

سيناريو أضحى شبه مؤكد في ضوء التوازنات العسكرية الحالية على الأرض ومناطق النفوذ، حيث لم يتبق تحت سيطرة الوفاق سوى مدينة طرابلس وبعض المدن الصغيرة الواقعة على البحر المتوسط وخط الحدود مع تونس.

في المقابل، يسيطر الجيش الليبي على معظم مناطق الشرق من سرت غربا إلى الحدود المصرية، إضافة إلى مناطق الهلال النفطي على ساحل البحر المتوسط شمالا، وصولا إلى مدينة الكفرة ونواحي سبها جنوبا.

عن "العين" الإخبارية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية