سوء معاملة الأوكرانيين للعرب والأفارقة... عنصرية أم رُهاب؟.. منظمة حقوقية تجيب

سوء معاملة الأوكرانيين للعرب والأفارقة... عنصرية أم رُهاب؟.. منظمة حقوقية تجيب


19/03/2022

تقارير صادمة تداولتها وسائل الإعلام الغربية عن سوء المعاملة والألفاظ العنصرية التي تلقاها العرب والأفارقة من الأوكرانيين خلال محاولاتهم، شأنهم شأن غيرهم، الفرار من الحرب الروسية الأوكرانية الدائرة إلى دول الجوار.

وفي هذا الصدد، سلّطت منظمة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان الضوء على تاريخ التمييز العنصري ضد العرب والأفارقة في أوروبا تحت مُسمّى "رهاب الأجانب".

الكراهية ضد العرب والأفارقة

في تقرير عنونته "الحرب الروسية الأوكرانية: التمييز والكراهية ضد العرب والأفارقة"، استشهدت المنظمة بشهادات العديد من العرب والأفارقة الذين تعرضوا للتمييز العنصري من قبل الجنود الأوكرانيين، مشيرة إلى أنّ الجنود الأوكرانيين لم يسمحوا للعرب والأفارقة بعبور الحدود أو الصعود إلى القطارات إلا بعد صعود الأوكرانيين.

ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان سلّط الضوء على تاريخ التمييز العنصري ضد العرب والأفارقة في أوروبا بذريعة "رهاب الأجانب"

واستشهدت المنظمة ببيان للمقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالأشكال المعاصرة للعنصرية، الذي ندّد فيه بالممارسات العنصرية التي تمّ ارتكابها في حق العرب والأفارقة في أوكرانيا، مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات سريعة لحماية الملايين الذين أُجبروا على الفرار من الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وأكد تقرير المنظمة الحقوقية المصرية أنّ المهاجرين واللاجئين غير البيض يواجهون تمييزاً مميتاً في جميع أنحاء العالم أثناء محاولتهم عبور الحدود الدولية.

وتشهد الصور والشهادات من الأشخاص غير البيض الذين يحاولون الفرار من أوكرانيا على هذه الحقيقة، ويجب عليهم التحفيز على اتخاذ إجراءات فورية لضمان إنهاء المعاملة العنصرية وكراهية الأجانب، سواء أكانت رسمية أم غير رسمية.

وطالب الملتقى بتطبيق القانون الدولي الإنساني وضرورة حماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة وتوفير الحماية اللازمة لهم أيّاً كانت جنسيتهم، وعدم منعهم من السفر أوالرجوع إلى بلدانهم.

رهاب الأجانب ليس مبرراً وقت الحرب

تقول المنظمة المصرية إنّ الدول الأوروبية تمارس أعمالاً عنصرية ضد العرب والأفارقة تحت مُسمّى "رهاب الأجانب"، على الرغم من المزاعم الأوروبية التي تُنصّب نفسها حامياً ومدافعاً عن حقوق الإنسان، ومكافحاً للعنصرية والتمييز ضد الأشخاص من مختلف الألوان والأديان.

ويُستخدم مصطلح "رهاب الأجانب" "Xenophobia" للإشارة إلى الخوف والكراهية من الغرباء أو الأجانب، وتستخدمه الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية على نطاق واسع لتبرير الحوادث العنصرية ضد الملوّنين من العرب والأفارقة.

وكتبت المنظمة في تقريرها أنّه "منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، لوحظت أعمال تنمّ عن كره الأجانب ضد أشخاص ليسوا أوكرانيين ولا أوروبيين، ولا سيّما ضد من ينحدرون من أصل أفريقي أو عربي أثناء النزوح للدول الأوروبية المجاورة"، مضيفة: "استناداً إلى شهادات العديد من الطلاب العرب والأفارقة الذين علقوا على الحدود الأوكرانية، تمارس العنصرية ضدهم على مستويات مختلفة."

الجنود الأوكرانيون لم يسمحوا للعرب والأفارقة بعبور الحدود أو الصعود إلى القطارات إلا بعد صعود الأوكرانيين

واستشهدت المنظمة كذلك بتقرير للمرصد اليورومتوسطي لحقوق الإنسان، الذي اتهم حرس الحدود الأوكرانيين والبولنديين باتباع سياسة تمييزية عنصرية ضد غير الأوروبيين، من خلال إعاقة عبور الأفارقة مع السماح للأوكرانيين بالعبور وتزويدهم بالطعام والإسعافات الأولية، في الوقت الذي تُرك فيه مئات الآلاف من الأفارقة والعرب عالقين على الحدود بدون طعام أو مأوى.

 تمييز على المستوى الرسمي

التمييز لم يقف عند حرس الحدود الأوكرانيين والبولنديين فقط، بل امتدّ ليشمل المستويات السياسية الرسمية، فقد قال كيريل بيتكوف رئيس الوزراء البلغاري: "هؤلاء الناس أذكياء، إنّهم أناس متعلمون، هذه ليست موجة لاجئين اعتدنا عليها، أناس لم نكن متأكدين من هويتهم، أشخاص لديهم ماضٍ غامض، والذين يمكن أن يكونوا حتى إرهابيين."

ووفقاً للمنظمة، فإنّه على الرغم من مطالبة المسؤولين العرب السلطات الأوكرانية بالعمل على وقف تلك الممارسات العنصرية، لم يتحسن وضع اللاجئين العرب والأفارقة، مشيرة إلى قرار أوكراني في 7 آذار (مارس) الجاري بوقف إجلاء الطلاب الأردنيين من مدينة سومي.

 إعلام الأبيض والأسود

لا يُقصد بالأبيض والأسود هنا أولى إصدارات التلفزيون، ولكن يُقصد بها التمييز بين الأوروبيين ذوي البشرة البيضاء والأفارقة، والعرب ذوي البشرة الملونة، والتي تميل في كثير من الأحيان إلى السّمار، فقد عرّت الأزمة الروسية الأوكرانية عنصرية الإعلام الأوروبي، الذي لطالما هاجم دول الشرق الأوسط بدعوى حقوق الإنسان.

وفي هذا الشأن، أبرزت المنظمة المصرية أنّ الصحفيين ووسائل الإعلام الأوروبية تبنّوا "خطاباً عنصرياً" ركّز على حقيقة أنّ اللاجئين الأوكرانيين "متحضرون"، على عكس اللاجئين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذين تمّ وصفهم بـ"الإرهابيين" و"غير المتحضّرين"، أو بالأحرى همج.

وأشارت المنظمة إلى تعليق تشارلي داجاتا المراسل الأوروبي لشبكة "سي بي إس" الأمريكية، خلال تغطية تدفقات اللاجئين: "هذا ليس مكاناً، مع كلّ الاحترام الواجب، مثل العراق أو أفغانستان، الذي شهد صراعاً متزايداً لعقود. هذا مكان متحضر نسبياً وأوروبيّاً. لا بدّ لي من اختيار هذه الكلمات بعناية"، ورغم اعتذار المراسل بعد موجة من الانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي، إلا أنّ تصريحاته تعكس آراء وانطباعات شريحة كبيرة من الصحفيين الغربيين.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية