شجرة عيد الميلاد تثير الجدل في طرابلس.. ما القصة؟

شجرة عيد الميلاد تثير الجدل في طرابلس.. ما القصة؟


15/12/2019

لم تُثر شجرة عيد الميلاد في مدينة طرابلس اللبنانية، ذات الأغلبية المسلمة أي جدل من قبل، حيث كانت تُنصب بالقرب من مستشفى النيني على المدخل الجنوبي للمدينة لاستقبال الوافدين من العاصمة بيروت، لكّن نصب الشجرة هذه المرة، في الساحة الرئيسية للمدينة، قسم الشارع الطرابلسي إلى مؤيد للفكرة ومعارض لها.

ويعتقد بعض سُكان المدينة، التي تعاني من الإهمال والفقر، أنّه من الأجدى توزيع مصاريف شجرة عيد الميلاد، التي زُيّنت بألوان العلم اللبناني، على المحتاجين، كما رأى آخرون في زينة الميلاد تناقضاً مع طابع المدينة الإسلامي.

وهاجم الشيخ محمد إبراهيم، رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في لبنان، مبادرة شجرة الميلاد، في خطبة الجمعة الماضية، مُعتبراً أنّها محاولة لتشويه وجه طرابلس الإسلامي، وأنّها مشروع فتنة واستفزاز للمسلمين، بحسب تعبيره.

في حين، قال مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، إنّ لبنان يمتاز بتعدد طوائفه ومذاهبه التي تمارس شعائرها المختلفة دون الاعتداء على شعائر الآخرين، مؤكّداً أنّ شجرة الميلاد ترفع سنوياً في طرابلس دون مشاكل، وفق ما أوردت شبكة بي بي سي.

وفي نفس السياق، قال المحامي والناشط الحقوقي خالد مرعب، إنّ وضع شجرة الميلاد في ساحة النور سيسهم في جعلها ساحة جامعة للبنانيين "الأمر الذي يعد تحدياً لبعض المجموعات المنغلقة، خاصة وأنّ اللاتي ساهمن في تزيين الشجرة نساء محجبات".

يُذكر أنّ غالبية سكان مدينة طرابلس من المسلمين السنة، رغم اتبّاع بعض الطرابلسيين للطائفة العلوية وطوائف مسيحية عدة كالموارنة والروم الأرثذوكس، كما أنّها مقر الأبرشية المارونية في شمال لبنان، إضافة لاحتضانها كنائس تاريخية للإنجيليين والسريان.

ومنحت الاحتجاجات اللبنانية الأخيرة رمزية خاصة لمدينة طرابلس، حيث لُقبّت بعروس الثورة اللبنانية، بسبب انتفاضها على الصورة الظلامية التي التصقت بها نظراً للصراعات السياسية التاريخية ذات الطابع المذهبي واتساع نفوذ الشخصيات السلفيّة فيها.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية