شطب عضوية أقدم جمعية إخوانية في ألمانيا.. هل هو أول الخيط؟

شطب عضوية أقدم جمعية إخوانية في ألمانيا.. هل هو أول الخيط؟


01/02/2022

بعد أسبوع من المداولات بدأت عبر اجتماع افتراضي في 23 كانون الثاني (يناير) الماضي، وافق المجلس المركزي للمسلمين بألمانيا -المجلس الأعلى للمسلمين- على إسقاط عضوية جمعية "التجمع الإسلامي في ألمانيا"، التي تصنفها السلطات الأمنية الألمانية وجهاز حماية الدستور ـ الاستخبارات الداخلية الألمانية- جماعة تابعة للإخوان المسلمين.

 وقد اتخذ المجلس في اجتماع افتراضي يوم 23 كانون الثاني (يناير) الماضي القرار بإلغاء عضوية "الجماعة الإسلامية الألمانية"، التي كانت تُعرف سابقاً باسم "التجمع الإسلامي في ألمانيا"، واستبعادها، وكلّ الجمعيات المنضوية تحتها، من المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، وفروعه الولائية، قبل أن يوافق أمس الإثنين على الاقتراح بأغلبية الثلثين.

اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن جمعية "التجمع الإسلامي" التي أسقطها المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا من عضويته؟

 وقد ورد في تقرير هيئة حماية الدستور -الاستخبارات الداخلية الألمانية- عن عام 2020 أنّ جمعية "الجماعة الإسلامية الألمانية" يمكن اعتبارها جزءاً من الشبكة العالمية للإخوان المسلمين "ومنظمتها المركزية في ألمانيا"، وذلك بناء على التشابكات الوثيقة في الهياكل والمناصب مع الإخوان المسلمين.

ونقلت الاستخبارات الداخلية عن حكم صادر من المحكمة الإدارية في ولاية هيسن في عام 2017 القول إنّ القناعات الأساسية للجمعية تتضمن إقامة أنظمة سيادة إسلامية لا تتوافق مع مبادئ ديمقراطية مثل حرية الرأي والسيادة الشعبية والمساواة.

 تاريخ الجمعية الإسلامية في ألمانيا

الجمعية الإسلامية بألمانيا هي واحدة من أقدم المنظمات الإسلامية في ألمانيا، تأسست عام 1958، وهي مخصصة للإخوان المسلمين المتطرفين، وفقاً لصحيفة "البوابة نيوز".

أسّس الجماعة سعيد رمضان، وهو من أوائل الفارين إلى الأراضي الأوروبية وأوائل رواد الإخوان المسلمين، وكان السكرتير الخاص لحسن البنا، وهو الذي قاد فريق متطوعي الإخوان في فلسطين، وكان من أهم أعضاء الجماعة، فرّ إلى جنيف ومنها إلى ألمانيا، وقام هناك بتأسيس أول منظمة إسلامية وسمّاها (الجمعية الإسلامية)، وكان هدفها المعلن هو خدمة المسلمين بألمانيا، وهدفها الخفي هو تكوين فرع للجماعة في ألمانيا، وترأس الجمعية لمدة (10) أعوام، منذ عام 1958 حتى عام 1968.

اقرأ أيضاً: لهذه الأسباب أسقط مجلس المسلمين بألمانيا عضوية جمعية مقربة من "الإخوان"

 ومن بعده، ترأس الجمعية فضل يزداني، باكستاني الأصل، لفترة وجيزة، ولكن يُحسب له الفضل في استكمال مشروع بناء مبنى المركز الإسلامى بميونخ، وقد تمّ شراء الأرض المخصصة للبناء عام 1966 في منطقة خارج حدود ميونخ، وسافر يزداني مع وفد من قادة الجمعية الإسلامية إلى السعودية، وتحديداً مكّة المكرمة، وحصل على منحة من الملك فيصل قدرها (160) ألف مارك ألماني، وحصل أيضاً على (60) ألف مارك من الكويت وقطر، ولم يكفِ هذا المبلغ لبناء المركز، فاتصل يزداني بالحكومة الليبية حينذاك، والتي ساهمت بمليون ونصف المليون مارك، وبهذا تمّ الانتهاء من البناء في عام 1973.

 

الاستخبارات الداخلية الألمانية تقول إنّ الجمعية لديها قناعات تتضمن إقامة أنظمة سيادة إسلامية لا تتوافق مع مبادئ ديمقراطية مثل حرية الرأي والسيادة الشعبية والمساواة

 

 وخلف يزداني في رئاسة الجمعية غالب همت، سوري الأصل، يحمل الجنسية الإيطالية، وترأس الجمعية من عام 1973 حتى عام 2002، وفي هذه الفترة قام همت بتأسيس بنك إسلامي يُسمّى "بنك التقوى"، وهو البنك الذي قام بتمويل جماعات متشددة في التسعينيات، ولذلك أُطلق عليه في إيطاليا بنك الإخوان المسلمين.

 وقد عيّن همت لإدارة البنك يوسف ندى، أحد العقول المدبرة لجماعة الإخوان المسلمين، ومن وراء ستار هذا البنك قام همت وندى بتمويل حركة حماس بأموال طائلة، وأيضاً تمويل جبهة الإنقاذ الإسلامية بالجزائر، وكانت كلّ تلك العمليات التمويلية للإرهاب من كليهما مرصودة من وزارة الخزانة الأمريكية، ولهذا أدرجت الوزارة اسميهما تحت لائحة مموّلي الإرهاب، ووضع أموالهما، وبعض أعضاء مجلس إدارة البنك من بينهم يوسف القرضاوي، تحت الحراسة، فاستقال همت بعدها مباشرة عام 2001 من رئاسة الجمعية الإسلامية بألمانيا.

وتولى رئاسة الجمعية من بعده إبراهيم الزيات، من أصل مصري، يعيش بألمانيا، من أب مصري وأم ألمانية، وهو أحد قيادات الإخوان المسلمين في أوروبا، وأحد قيادات التنظيم العالمي للجماعة، وهو واحد من ضمن (40) عضواً في الجماعة تعرّضوا للمحاكم العسكرية الاستثنائية في مصر عام 2006، وقد حُكم عليه بالسجن (10) أعوام غيابياً في نيسان (أبريل) عام 2008، ويعيش بألمانيا، ومتزوج من ابنة شقيقة نجم الدين أربكان رئيس وزراء تركيا السابق. 

 

الجمعية الإسلامية بألمانيا هي واحدة من أقدم المنظمات الإسلامية في ألمانيا، تأسست عام 1958

 

وإلى الآن، يُطلق على إبراهيم الزيات بألمانيا بأنّه وزير مالية الإخوان، ورغم أنّه ترك رئاسة الجمعية الإسلامية، إلّا أنّه موجود بشكل دائم ضمن التقارير الدولية عن الإخوان المسلمين، لما تثيره أقواله المحرّضة مثل "الوقت مبكر لضرب الكفار، ولكن آجلاً أم عاجلاً، سنضرب أعداء الله والإسلام".

 وتزعم الجمعية على صفحتها الرئيسية أنّ رئيسها الحالي هو خالد سويد، الذي ولد في مدينة آخن الألمانية، ودرس في جامعة آر دبليو تي أتش آخن، في كلية إدارة الأعمال بالجامعة المفتوحة، ومنذ حصوله على درجته العلمية في الهندسة عمل في صناعة السيارات.

 وحسب الإحصائيات، وصل عدد أفراد الجمعية الإسلامية اليوم إلى (15000) عضو، وتُغطي أنشطتها جميع أنحاء ألمانيا.

 ويدعو حزب "البديل من أجل ألمانيا" الحكومة الفيدرالية إلى مراقبة جماعة الإخوان المسلمين في ألمانيا وفروعها وأنشطتها وشبكاتها عن كثب.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية