صرخات الثأر ترجّ الذكرى السبعين لمذبحة دير ياسين

فلسطين والاحتلال

صرخات الثأر ترجّ الذكرى السبعين لمذبحة دير ياسين


09/04/2018

في الليلة التي تربط التاسع والعاشر من نيسان (أبريل) عام 1948 استيقظ أهالي قرية دير ياسين على هتافات من المروحيات تناديهم بترك قريتهم. بعدها بدأ الجنود الصهاينة بذبح أهل القرية الذين لم يستوعبوا ماذا يحدث، وإشعال النار في المنازل، وإطلاق الرصاص على من يحاول الهرب، وقتل الأطفال أمام أعين أمهاتهم.

في تلك المذبحة الدموية التي نفذتها عصابات شتيرن والأرغون بقيادة مناحيم بيغن الذي تولى رئاسة الوزراء الإسرائيلية بعد ذلك، سقط عدد كبير من أهل القرية، قدّرتهم مصادر عربية وفلسطينية بين 250 إلى360 شهيداً فلسطينياً من النساء والأطفال والشيوخ.

مذبحة دموية نفذتها عصابات شتيرن والأرغون

مناحيم بيغن قام بتعريف هذا العمل الدموي قائلاً: "لو لم يكن هذا النصر في دير ياسين، ليس من الممكن أن تكن هناك دولة إسرائيل".

بيغن عقب المجزرة: لو لم يكن هذا النصر في دير ياسين، ليس من الممكن أن تكن هناك إسرائيل

اليوم الإثنين، يحيي أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات الذكرى السبعين للمذبحة التي تتزامن هذه الذكرى مع المجزرة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المشاركين في "مسيرة العودة الكبرى" إحياءً ليوم الأرض منذ الثلاثين من آذار (مارس) المنصرم على حدود قطاع غزة والضفة مع الأراضي المحتلة عام 1948. واستشهد منذ انطلاق المسيرة حوالي 30 شهيداً وأصيب أكثر من 2500 آخرين باستهداف الاحتلال لمخيمات العودة بالرصاص الحي وقنابل الغاز.

مناحيم بيغن

رئيسا وزراء إرهابيان

الجماعتان الصهيونيتان الإرهابيتان اللتان نفذتا المذبحة حملت رئيسيها إلى سدة رئاسة الوزراء في الدولة الصهيونية، فبيغن زعيم "الأرغون" انتخب رئيساً للوزراء 1977-1983، وإسحق شامير زعيم عصابة "شتيرن" انتخب رئيساً لوزراء إسرائيل 1983-1992 بتقطع.

ونفذت الجماعتان المجزرة بهدف إخراج أهل دير ياسين منها للاستيلاء عليها، وقد جاء تنفيذها بعد أسبوعين من توقيع معاهدة سلام طلبها رؤساء المستوطنات اليهودية المجاورة ووافق عليها أهالي قرية دير ياسين.

أضافت مذبحة دير ياسين حِقداً إضافياً على الحقد الموجود أصلاً بين الفلسطينيين والإسرائيليين

شنّت عناصر عصابتيْ (الأرغون وشتيرن) الهجوم على دير ياسين قرابة الساعة الثالثة فجراً، وتوقع المهاجمون أن يفزع الأهالي من الهجوم ويبادروا إلى الفرار من القرية، وهو السبب الرئيسي من الهجوم، كي يتسنّى لليهود الاستيلاء على القرية.

وانقضّ المهاجمون اليهود تسبقهم سيارة مصفّحة على القرية، وفوجئ المهاجمون بنيران القرويين التي لم تكن في الحسبان، وسقط من اليهود 4 من القتلى و32 جرحى، وفق مصادر إخبارية، ومراكز أبحاث متطابقة.

إسحق شامير

قتل بلا تمييز

وطلب المهاجمون المساعدة من قيادة "الهاجاناه" في القدس التي بعثت بالتعزيزات، وتمكّن المهاجمون من استعادة جرحاهم، وفتح الأعيرة النارية على أهل القرية، دون تمييز بين رجل أو طفل أو امرأة.

ولم تكتف العناصر اليهودية المسلحة من إراقة الدماء في القرية، بل أخذوا عدداً من القرويين الأحياء بالسيارات، واستعرضوهم في شوارع الأحياء اليهودية وسط هتافات اليهود، ثم العودة بالضحايا إلى قرية دير ياسين، وتم انتهاك جميع المواثيق والأعراف الدولية حيث جرت أبشع أنواع التعذيب.

شهود: أتوا بفتاة واغتصبوها بحضور أهلها، ثم انتهوا منها وبدأوا تعذيبها فقطعوا نهديها، ثم ألقوا بها في النار

واقتيد نحو 25 من رجال القرية داخل حافلات وطافوا بهم شوارع القدس، كما كانت تفعل الجيوش الرومانية قديماً، ثم أعدموهم رمياً بالرصاص. وروى شهود عيان وصحفيون عاصروا المذبحة: "إنه شيء تأنف الوحوش نفسها ارتكابه. لقد أتو بفتاة واغتصبوها بحضور أهلها، ثم انتهوا منها وبدأوا تعذيبها فقطعوا نهديها، ثم ألقوا بها في النار ".

كانت المذبحة عاملاً مهمّاً في الهجرة الفلسطينية إلى مناطق أُخرى

الاحتلال يحتفل بالمجزرة

وبعد نحو عام من ارتكاب المجزرة، أقامت قوات الاحتلال احتفالات بالقرية المنكوبة حضرها أعضاء الحكومة الإسرائيلية، وحاخامات اليهود، لتخليد سقوط دير ياسين في أيدي الاحتلال.

كانت المذبحة عاملاً مهمّاً في الهجرة الفلسطينية إلى مناطق أُخرى من فلسطين والبلدان العربية المجاورة، لما سببته المذبحة من حالة رعب عند المدنيين، ولعلّها الشعرة التي قسمت ظهر البعير في إشعال الحرب العربية الإسرائيلية في عام 1948.

وأضافت المذبحة حِقداً إضافياً على الحقد الموجود أصلاً بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وفي أعقاب المذبحة تزايدت الحرب الإعلامية العربية اليهودية بعد مذبحة دير ياسين، وتزايدت الهجرة الفلسطينية إلى البلدان العربية المجاورة نتيجة الرعب الذي دبّ في نفوس الفلسطينيين من أحداث المذبحة، وعملت بشاعة المذبحة على تأليب الرأي العام العربي وتشكيل الجيش الذي خاض حرب الـ 1948.

وبعد المذبحة، استوطن اليهود القرية. وفي عام 1980 أعاد اليهود البناء في القرية فوق أنقاض المباني الأصلية وسمّوا الشوارع بأسماء مقاتلي الأرغون الذين نفّذوا المذبحة.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية