صفر سياحة تدفع تركيا لاستجداء ألمانيا لرفع الحظر عنها

دعا وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الحكومة الألمانية إلى رفع تحذير السفر وإرسال المسؤولين الصحيين لتفقد منشآتها السياحية، وفقا لتقارير نشرتها وسائل الإعلام المحلية.

وتسعى تركيا إلى إعادة تنشيط قطاع السياحة، الذي يعدّ مصدرا حيويا لإيرادات العملة الأجنبية ومحركا لعجلة النمو الاقتصادي، وذلك بعد التخفيف الكبير في إجراءات الإغلاق التي فرضتها على سكانها في نهاية مايو وقرارها باستئناف الرحلات إلى الوجهات الأجنبية.

وأدلى وزير الخارجية التركي بهذه التصريحات خلال مكالمة هاتفية جمعته بنظيره الألماني هايكو ماس يوم الاثنين، حسبما ذكرت صحيفة حرييت التركية، وهي إحدى الصحف الأكثر مبيعا في البلاد، نقلا عن مصادر دبلوماسية. وقالت إن إعادة الحياة إلى سابق عهدها والعلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي كانت من بين المواضيع التي ناقشها السياسيان البارزان.

وأشارت الصحيفة التركية إلى أن تشاووش أوغلو عبّر عن ريادة بلاده في التعامل مع فيروس كورونا المستجد الذي ضرب العالم، مشيرا إلى اتخاذ السلطات لحزمة من التدابير الضرورية لتمكين الوافدين من مواصلة إحترام التباعد الإجتماعي والحرص على توزيعهم على مناطق تحترم أساسيات قواعد الصحة والنظافة. وقال: "لا يوجد شيء يقف في طريق قضاء السياح الألمان لعطلهم في بلادنا".

خلال الأسبوع الماضي، أفاد هايكو ماس بأن تركيا تسعى إلى التمتع بإعفاء من تحذيرات السفر التي أصدرتها برلين لدول خارج الاتحاد الأوروبي. وقال إن قدرة النظام الصحي في تركيا، والتدابير الرامية لتحقيق سلامة السياح، والرحلات الجوية المخططة من الوجهات السياحية وإليها كانت من المواضيع الرئيسية التي تجري مناقشتها. ودعت شركات السياحة في ألمانيا الحكومة في برلين إلى رفع تحذيرات السفر إلى دول خارج الاتحاد الأوروبي، والتي لا تزال سارية حتى 31 أغسطس.

تعد السياحة مصدرا مهما لفرص العمل في تركيا وتساعد إيراداتها على تعزيز قيمة الليرة التي انخفضت إلى مستوى قياسي في أوائل مايو. وحققت البلاد عائدات قياسية قدرها 34.5 مليار دولار بفضل هذا القطاع في 2019، بعد أن استقبلت 45 مليون زائر أجنبي، منهم 5 ملايين سائح ألماني، إذ حتلت ألمانيا المرتبة الثانية بعد روسيا في عدد الوافدين إلى تركيا.

وكانت تركيا تطمح في حصد 40 مليار دولار من العائدات السياحية هذا العام قبل تفشي الوباء على نطاق عالمي.

وعلى نفس الصعيد، سجلت تركيا عجزاً في قطاع السياحة يقدر بـ 5.62 مليار دولار في أبريل، عندما لم تسجل البلاد لأول أي دولار كدخل متعلق بالسياحة خلال الربع الأول من العام، حسبما أفادت الصحيفة المالية دنيا.

وقالت الصحيفة "إن تركيا حققت صفر دخل من السياحة والعجز الحالي في أبريل بلغ 4.5 مليار دولار، بينما سجل العجز في الأشهر الأربعة الأولى 12.85 مليار دولار، وفقا لبيانات البنك المركزي."

وبلغ عجز ميزان الحساب الجاري السنوي للدولة 3.29 مليار دولار. يعتقد الخبراء أن العجز الحالي سيستمر في الاقتصاد المتباطئ.

وقالت الصحيفة إن قطاع السياحة لم يكن له أي مساهمة في رصيد الحساب، كما انخفض دخل تركيا من الصادرات بسبب الوباء.

وكانت أسباب العجز انخفاض الإيرادات من التجارة الخارجية والسياحة. حقق فائض الخدمات، الذي يشمل السياحة والصادرات، فائضًا قدره 2.33 مليار دولار في عام 2019، بينما سجل في أبريل 2020 عجزًا صافًا قدره 240 مليون دولار. وبلغ عجز التجارة الخارجية في أبريل 3.81 مليار دولار، وهو أعلى بكثير من 2.27 مليار دولار في العام الماضي.

وخرج ما مجموعه 133 مليون دولار من الاستثمارات المباشرة، مع خروج 2.3 مليار دولار أخرى من استثمارات المحافظ المالية في أبريل. ويعود سبب ذلك لبيع الأجانب للأسهم والسندات.

وقالت الصحيفة "إلى جانب العجز الحالي البالغ 5.62 مليار دولار، غطت احتياطيات البنك المركزي ما مجموعه 8.6 مليار دولار من عجز العملات الأجنبية، مما استنفد احتياطياته."

من المتوقع أن تحقق الصادرات والسياحة عائدات منخفضة في الأشهر المقبلة، والتي تضمن جميعها عجزًا حاليًا للاقتصاد التركي، حتى في حالة تباطؤ.

عن "أحوال" التركية