صوامع الحبوب في لبنان ليست آمنة... ما علاقة انفجار مرفأ بيروت؟

صوامع الحبوب في لبنان ليست آمنة... ما علاقة انفجار مرفأ بيروت؟


06/04/2021

تتزايد الأوضاع سوءاً في لبنان، فإلى جوار الأزمة السياسية الكبيرة والأوضاع الاقتصادية وتفشي جائحة كورونا، فإنّ الأزمة قد تمتد إلى توفير السلع الرئيسية مثل الخبز، بعدما حذّر خبراء من استخدام صوامع القمح التي تضررت بفعل انفجار مرفأ بيروت في 4 آب (أغسطس) الماضي، وقد تتسبب في كارثة جديدة.

وقالت "أمان إنجنيرينغ" الشركة السويسرية التي قدّمت للبنان مساعدة بإجراء مسح بالليزر لإهراءات الحبوب بالمرفأ في أعقاب الانفجار الكارثي: إنّ كتلة الصوامع المشلّعة هي اليوم "هيكل غير مستقر ومتحرك"، بحسب ما أورده موقع العربية.

وأضافت في تقرير أمس: إنّ "توصيتنا هي المضي قُدماً في تفكيك هذه الكتلة الخرسانية الضخمة"، محذّرة من أنه "كما أصبح واضحاً، فإنّ الركائز الخرسانية تعرضت لأضرار جسيمة... سيتعين بناء صوامع جديدة في موقع مختلف".

 الوقائع تظهر أنه ما من طريقة لضمان السلامة، حتى على المدى المتوسط، إذا ما بقيت الكتلة الشمالية (من المبنى) على ما هي عليه

إلى ذلك، ذكرت الشركة أنّ "الوقائع تظهر أنه ما من طريقة لضمان السلامة، حتى على المدى المتوسط، إذا ما بقيت الكتلة الشمالية من المبنى على ما هي عليه"، مؤكدة أنّ الأضرار التي لحقت ببعض الصوامع كانت شديدة لدرجة أنّ هذه الصوامع تميل بمعدل خطر.

وأوضحت أنّ هذه الصوامع "تميل بمعدل 2 ملم في اليوم، وهذا كثير من الناحية الهيكلية"، مبينة أنه "على سبيل المقارنة، فإنّ برج بيزا في إيطاليا كان يميل بمقدار حوالي 5 ملم كل عام قبل أن يتمّ تثبيته" بإجراءات هندسية خاصة.

وقد جاء هذا "الحكم بالإعدام" على صوامع الحبوب ليزيد من المخاوف المتعلقة بالأمن الغذائي في لبنان، البلد الذي يتخبّط أساساً بأزمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة.

ويُذكر أنّ وزير الاقتصاد راؤول نعمة كان قد قال في تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي: إنّ الحكومة ستهدم هذه الإهراءات التي كانت أكبر مخزن للحبوب في البلاد، وذلك بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة العامة، لكنّ السلطات لم تتخذ حتى اليوم أيّ قرار بهذا الشأن.

وبعدما كانت تلك الإهراءات، ببنائها الخرساني العملاق البالغ ارتفاعه 48 متراً وقدرتها الاستيعابية الضخمة التي تزيد عن 100 ألف طن، تُعتبر أحد صمّامات الأمن الغذائي للبنان، أصبحت اليوم رمزاً للانفجار الكارثي الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص، وأصاب أكثر من 6500 آخرين بجروح، وألحق أضراراً جسيمة بالمرفأ وبعدد من أحياء العاصمة.

وقد وقع الانفجار في عنبر بالمرفأ، خُزّنت فيه على مدى أعوام كميات هائلة من نيترات الأمونيوم، من دون أدنى إجراءات لشروط السلامة، وفقاً للسلطات.

الصفحة الرئيسية