ضحايا الإرهاب في بريطانيا: أرقام وشواهد

ضحايا الإرهاب في بريطانيا: أرقام وشواهد


12/11/2017

تثير العمليات الإرهابية في أوروبا تساؤلات عديدة حول عدد ضحاياها ومقدار أثرها على المجتمعات هناك، خاصة خلال الأشهر الستة الماضية من العام 2017، وكانت بريطانيا تحديداً، شهدت نسبة لا بأس بها من هذه العمليات، مما عرض الحكومة البريطانية للعديد من المطالبات بمراجعة سياساتها الأمنية والاجتماعية للحد من هذه العمليات.
الكاتبة البريطانية آشلي كيرك، تطرقت في مقالها المنشور بصحيفة "التلغراف" البريطانية بتاريخ 1 سبتمبر (أيلول) 2017 لإحصائيات حول ضحايا هذه العمليات، وحاولت تقديم عرض تاريخي مدعوم بالأرقام، حول العمليات الإرهابية في بريطانيا خاصةً وأوروبا عامة.
الحكومة البريطانية والإرهاب
خلال ثلاثة أشهر، تعرضت لندن لأربع هجمات إرهابية، كانت آخرها عندما دهس رجل يقود شاحنة حشداً من المصلين المسلمين في منطقة "فينسبري بارك" بلندن يوم 19 حزيران (يونيو) 2017، وكرد فعل مباشرٍ على الهجوم، عقدت رئيسة الوزراء البريطانية "تيريزا ماي" اجتماعاً للجنة الطوارئ التابعة لرئاسة الوزراء ودانت الحادث الذي وصفته بـ"الرهيب".

ظلّ عدد الأشخاص الذين قتلوا بسبب أعمال إرهابية منخفضاً مقارنة بالبلدان الأخرى

وعلى الرغم من هذا الهجوم الأخير، إلا أن عدد القتلى البريطانيين جراء الهجمات خلال السنوات الأخيرة يعتبر قليلاً نسبياً، وكان مصدرٌ مسؤولٌ في الحكومة البريطانية أشار سابقاً إلى إحباط أجهزة الأمن لخمس عمليات أخرى منذ هجوم وستمنستر الإرهابي الذي وقع قبل شهرين.
المصدر ذاته، دافع عن جهاز الاستخبارات البريطانية ضد ما يطاله من اتهامات بالتقصير، خصوصاً في قضية تحذيره مِراراً من احتمال قيام "سلمان عبيدي" منفذ هجوم قاعة مانشستر  في أيار (مايو) الماضي بعمل إرهابي؛ إذ اعتبر أنّ جهاز الاستخبارات يحمل على كاهله مسؤولية كبيرة في مكافحة وإحباط العمليات الإرهابية.
وذكر المصدر أنّه وبسبب جهود جهاز الاستخبارات، ظلّ عدد الأشخاص الذين قتلوا بسبب أعمال إرهابية منخفضاً مقارنة بالبلدان الأخرى؛ حيث قتل 49 شخصاً فقط بسبب الإرهاب في المملكة المتحدة بين عامي  2010 و 2017.

رسم بياني يوضح نسب ضحايا الإرهاب في أوروبا الغربية

1988 العام الأسوأ
وفقاً لقاعدة بيانات الإرهاب العالمية، قتل الإرهاب بين عامي 2000 و 2017 "126" شخصاً في المملكة المتحدة؛ إذ لم يمت جميعهم على الأراضي البريطانية؛ حيث قتل 30 بريطانياً في تونس إثر هجوم مسلح عام 2015. ومقارنة بـ"1094" شخصاً قتلوا بأعمال إرهابية بين عامي 1985 و1999، إضافة إلى "2211" آخرين قتلوا بين عامي 1970 و 1984، فإن الأعداد أقل اليوم.

تظهر الأرقام أن أوروبا تعد واحدة من أكثر المناطق أماناً في العالم عندما يتعلق الأمر بالحوادث ذات الصلة بالإرهاب

أما أسوأ عام بالنسبة إلى عدد القتلى بسبب عمليات إرهابية في المملكة المتحدة، فكان العام 1988؛ حيث لقي 378 مواطناً مصرعهم، منهم 270 شخصاً في حادث تفجير طائرة فوق لوكربي.
ومنذ العام 1970، شهدت إيرلندا الشمالية أكثر من أي أمة أخرى في المملكة المتحدة أكبر عدد من حالات الموت المتعلقة بالإرهاب، مع الأخذ بعين الاعتبار العمليات الإرهابية المتعلقة بالجيش الجمهوري الإيرلندي، وقد شهد العام 1972 ذروة العنف خلال عقد السبعينيات بعد مقتل 353 بريطانياً في إيرلندا الشمالية وحدها، من أصل 368 قتلوا في المملكة ككل ذلك العام.

التهديد الإرهابي في بريطانيا مقارنة بأوروبا
خلال عام 1970، واجهت المملكة المتحدة حالات وفاة نتج معظمها عن أعمال إرهابية، وبلغت في مجموعها "3395" حالة. وتأتي إسبانيا في المرتبة الثانية من حيث عدد القتلى بفعل الإرهاب؛ إذ بلغ عددهم في ذات العام "1261" حالة، بينما كان عام 2004 هو الأسوأ بالنسبة لإسبانيا؛ إذ قتل 192 شخصاً في تفجيرات مدريد.
وبالنسبة إلى العاصمة الفرنسية باريس، فقد شهد العام 2015 مقتل 130 شخصاً بعد قيام تسعة إرهابيين بعدة هجماتٍ متفرقةٍ في أنحاء العاصمة.
وابتداءً من العام 2000، شهدت المملكة المتحدة ما نسبته سبعُ وفيات سنوياً بفعل الإرهاب بحسب إحصائيات موقع "buzzfeed".


وبالرغم من القلق العام، ومع وصول مستوى التهديد الخاص بالمملكة المتحدة إلى "شديد الخطورة"، إلا أن مستوى التهديد الإرهابي في أوروبا منخفض نسبياً، لكنه يشكل مصدر قلق متزايد لدى شعوبها، بينما تظهر الأرقام أن أوروبا تعد واحدة من أكثر المناطق أماناً في العالم عندما يتعلق الأمر بالحوادث ذات الصلة بالإرهاب، خاصةً أن وقوع عدة هجماتٍ كبيرة في أوروبا الغربية خلال السنوات الأخيرة، لم ينفِ حقيقةَ أن الأشخاص الذين قتلوا بسبب الإرهاب في هذه المنطقة منخفضٌ نسبياً مقارنة بأجزاء أخرى من العالم.
وبشكل عام، يشير مؤشر الإرهاب العالمي إلى أنّ "38422" شخصاً قتلوا بفعل الإرهاب في جميع أنحاء العالم عام 2015، وأنّ معظم الضحايا هؤلاء، كانوا من شمال إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط؛ حيث قتل فيهما "17752" شخصاً، بينما أتت منطقة الصحراء الجنوبية في إفريقيا ثالثة، وتبعتها جنوب آسيا.
وبحسب المؤشر نفسه، فإنّ عدد ضحايا وفيات الإرهاب منذ العام 1970 بلغ "106,539" حالة وفاة في هذه المنطقة من مجموع "348,759" وفيات حول العالم، مقارنةً بأوروبا التي بلغت الوفيات فيها "6400" حالةٍ فقط.

آشلي كيرك – صحيفة "التلغراف" البريطانية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية