طالبان تكشف مخططاتها

 كشفت حركة طالبان الإرهابية  أطماعها ومخططاتها في السيطرة على دولة أفغانستان، وفرض تعاليمها المتطرفة والمتشدّدة على المجتمع الأفغاني، من خلال وضع دستور يتوافق معها.

وطالبت حركة طالبان، في الاجتماع الذي عقد في موسكو، الذي ضمّ أكثر القادة الأفغان نفوذاً، باستثناء حكومة كابول، عقد أمس، بوضع دستور جديد لأفغانستان، ووعدت بتطبيق "نظام إسلامي شامل" لحكم البلد المضطرب، وفق ما نقلت "فرانس برس".

حركة طالبان الإرهابية طالبت في اجتماع موسكو بوضع دستور جديد لأفغانستان وتطبيق نظام إسلامي شامل

ويأتي طرح الحركة المسلحة لبرنامجها السياسي في موسكو، بعد أسبوع من إجراء طالبان محادثات غير مسبوقة استمرت ستة أيام، مع مفاوضين أمريكيين، في الدوحة، بشأن إنهاء الحرب المستمرة منذ 17 عاماً.

واستثنت محادثات الدوحة وموسكو، على اختلافهما، الحكومة الأفغانية؛ إذ يزداد تهميش الرئيس أشرف غني من المفاوضات الرئيسة للسلام في بلاده.

وشهد اجتماع موسكو؛ الذي يعدّ الأهم مع سياسيين أفغان في الذاكرة المعاصرة، تأدية جماعة طالبان الصلاة مع أشد أعدائها، وبينهم الرئيس السابق حميد كرزاي، خلال المحادثات التي ناقش فيها المسؤولون رؤيتهم للمستقبل.

وصرّح رئيس وفد طالبان، شير محمد عباس ستانيكزاي، للمشاركين في الاجتماع الذي عقد في فندق وسط موسكو؛ بأنّ "دستور حكومة كابول باطل، فقد تمّ استيراده من الغرب، ويعدّ عائقاً أمام السلام".

ووصف الدستور بأنّه "متناقض، نريد دستوراً إسلامياً"، معتبراً أنّ الدستور الجديد سيضعه علماء دين مسلمون.

وقال ستانيكزاي: "الحركة المسلحة التي حكمت أفغانستان في ظلّ تطبيق قاس للشريعة الإسلامية، في الفترة من 1996 حتى 2001، لا تريد احتكار السلطة، لكنها تريد نظاماً إسلامياً شاملاً".

كما وعدت الحركة بوقف زراعة الخشخاش في أفغانستان، واتخاذ خطوات لمنع سقوط ضحايا من المدنيين في النزاع الذي أوقع عشرات الآلف من القتلى والجرحى.

وشاركت امرأتان في اجتماع الطاولة المستديرة، وهذا مؤشر إلى أنّها قد تخفف بعض القيود بما يتماشى مع الشريعة الإسلامية.

وقال محمد غلام جلال، رئيس مجموعة الأفغانيين في الشتات، التي استضافت الاجتماع: "أعتقد أنّ جميع الأطراف مستعدة للتوصل إلى تسوية، إنها بداية جيدة".

إلا أنّ صور كرزاي، وغيره من الشخصيات التي تحظى بنفوذ، وهم يؤدون الصلاة وراء أحد مسؤولي طالبان، ويتناولون الطعام مع مسؤولي الحركة المتمردة، أثارت غضباً في أفغانستان.

ومن المقرر أن تجري طالبان جولة جديدة من محادثات السلام مع مسؤولين أمريكيين، في الدوحة، في 25 شباط (فبراير) الجاري.