طليقة قيادي إخواني تكشف خفايا مجتمع الجماعة المغلق .. هذا ما قالته

طليقة قيادي إخواني تكشف خفايا مجتمع الجماعة المغلق .. هذا ما قالته


18/11/2021

يوماً بعد يوم تتكشف الطرق والوسائل التي اتبعها تنظيم الإخوان المسلمين في تجنيد الفتيات واستغلالهن لتحقيق مآربه وأهدافه.

الاعترافات جاءت مدوية هذه المرة؛ لأنها وردت على لسان طليقة قيادي إخواني هارب إلى تركيا، ولأنها تتعلق بعملية تجنيد الجماعة للفتيات والزواج منهن، وطريقة معاملتهن وأنشطتهن الاجتماعية والثقافية.

نيفين متولي غنيم: الجماعة تستغلّ الأحياء الشعبية والفقيرة لاجتذاب وتجنيد الفتيات منها، وتزويج عناصر وقيادات الجماعة منهن

وقد كشفت نيفين متولي غنيم، طليقة القيادي الإخواني الهارب لتركيا عماد سيد سيد عوض الله، أنّ تجنيد الجماعة للفتيات كان عرفاً سائداً وما زال منذ تأسيسها، وأنّ الجماعة تستغلّ الأحياء الشعبية والفقيرة لاجتذاب وتجنيد الفتيات منها، وتزويج عناصر وقيادات الجماعة منهن بعد ذلك، وهو ما حدث معها بصفة شخصية.

وقالت نيفين في مقابلة مع" العربية.نت": إنها تقيم في منطقة باب الشعرية بالقاهرة، وخلال العام 1994 كانت تتردد على مسجد الأرقم، وهناك كانت تتردد دعوات للسيدات بضرورة التبرع بالملابس الزائدة من أطفالهن وتقديمها للجنة بالمسجد؛ لكي تتولى توزيعها على الفتيات الأيتام، وعملت مع هذه اللجنة بالفعل، وظلت تقدّم لها الملابس، حتى التقت به وتولى بنفسه توزيعها، وبعد أسابيع فوجئت به يقوم بتعريفها بنفسه، وأنه حاصل على ليسانس الحقوق، ويعمل في مكتب محامٍ كبير.

وأضافت أنه بعد أيام أخرى فوجئت بمجموعة من المترددات على المسجد يزرن أسرتها في المنزل، ويخبرنها بأنّ هذا الشاب يريد الزواج منها، ولتدينه الشديد كما ظهر وقتها وافقت دون رغبة أسرتها، ورغم علمها أنه كان يعمل في مكتب محامٍ ينتمي لجماعة الإخوان.

من تخالف تعليمات قادة الجماعة من الفتيات تتعرض للعقاب، ويبدأ بسحب الصلاحيات أو المسؤوليات، والتهميش، وعدم المصافحة، وينتهي بالعزلة

وقالت: إنه من اليوم الأول كانت هناك قائمة من المحظورات عليها، وخلالها عرفت أنه ينتمي فعلياً للتنظيم، "فقد كان من ضمن المحظورات عدم ارتداء أيّ أنواع من أغطية الرأس سوى الخمار، وعدم ارتداء ملابس ملونة سوى من (3) ألوان فقط هي البني والأزرق والأسود، وهي الألوان القاتمة، وعدم ارتداء الألوان الأخرى، بحجّة أنها ملفتة ومثيرة"، مضيفة أنها تعرّضت للضرب والسحل بعد أسبوع فقط من زواجها، وفرض عليها عدم زيارة والدتها، عقاباً لها على رفض الأخيرة زواج ابنتها منه.

في بداية الزواج أيضاً، كما تقول طليقة القيادي الإخواني، طلب منها وبشكل مباشر وصريح التردد على حلقات دروس الجماعة، وكانت تتمّ في منزل الأخوات، وخلال هذه الدروس كان يتمّ توزيع كتب رياض الجنة عليهن، وفي الحلقة التالية يتمّ الاختبار في الدروس، ومن تتفوق وتكون مطيعة وتقدّس قادة الجماعة، تتمّ ترقيتها، ويتمّ تصعيدها لدرجات معروفة في التنظيم، تبدأ بـ"محب" ثم "مؤيد"، وبعدها "منتسب" ثم "عامل" وأخيراً "نقيب"، والأخير يكون "مسؤولاً عن أسرة"، مشيرة إلى أنّ الجماعة كانت تتعمد في حلقة الدرس هذه أن تكون في منزل سيدة من أثرياء الجماعة، وتتعمد أن يكون جلوس الفتيات الجدد على الأرض للاستماع لشرح مقدّمة الدرس من أجل إخضاعهن لها -حسب أدبياتهم- ولكي يكون المعنى والمغزى أنه مهما بلغت مرتبتك في الجماعة، فطاعتك وخضوعك لقائدك ومرشدك ونقيبك أمر لا جدال فيه.

وقالت: إنّ من تخالف تعليمات قادة الجماعة من الفتيات تتعرّض للعقاب والتكدير، ويختلف هنا نوع العقاب، حيث يبدأ بسحب الصلاحيات أو المسؤوليات، والتهميش، وعدم المصافحة، وينتهي بالعزلة، ومنع الآخرين من الاختلاط بالشخص أو الفتاة المكدرة أو إلقاء السلام عليها، فضلاً عن منع أيّ امتيازات عنها، مضيفة أنهن كنّ يخترن الفتيات من المناطق الفقيرة والشعبية لشدة احتياجهن.

الجماعة تفرض على عناصرها شراء احتياجاتهم من محال يمتلكها قادة الجماعة، والتوجه لعيادات أطباء منتمين للإخوان، والتعامل مع محامين ومعلمين منتمين للجماعة

وتتابع طليقة القيادي الإخواني قائلة: إنها اكتشفت خلال العام الأول من الزواج أنّ زوجها كان يسرق شركاءه في محلات ألبان افتتحوها سوياً، ثم أسّس محلات أخرى كان فيها (16) شريكاً من عناصر الإخوان، واكتشفت الكثير ممّا ينتهجه هؤلاء من سلوكيات تخالف تماماً ما كانوا يحاولون إظهار أنفسهم به أمام الآخرين، مثل التفوه بألفاظ خادشة للحياء، والسباب والشتم بعبارات غير أخلاقية، والتنكيل بالزوجات بحجة عدم طاعة الزوج، وتقويم المرأة، مشيرة إلى أنها اشتكت زوجها ذات مرّة للقيادي في الجماعة أسامة ياسين، وزير الشباب في عهد الإخوان، وكان من أصدقاء زوجها، وتمكن أسامة من خلال علاقاته بقادة الجماعة أن يعاقب زوجها بمنعه من دخول منزل الزوجية لمدة شهرين.

وتروي طليقة القيادي الإخواني مواقف أخرى، كاشفة ما يجري داخل الجماعة من استقطابات وتحزبات وطبقية، وتقول: إنّ الجماعة تفرض على عناصرها شراء احتياجاتهم المنزلية من محالّ معينة يمتلكها قادة الجماعة، والتوجه لعيادات أطباء منتمين للإخوان، مثل حازم فاروق القيادي بالجماعة، وهو طبيب أسنان، وأسامة ياسين وزير الشباب السابق، وهو طبيب أطفال، والتعامل مع محامين منتمين للجماعة مثل عبد المنعم عبد المقصود شقيق صلاح عبد المقصود وزير الإعلام في عهد الإخوان، والتعامل مع بائعين ومورّدين ومعلمين منتمين للجماعة، مضيفة أنّ الجماعة تفرض على عناصرها الزواج من فتيات الجماعة، وارتداء ملابس معينة، وعدم الزواج من خارج الجماعة.

وقالت: إنّ طليقها كان مسؤولاً عن المؤن والإعاشة في اعتصام رابعة، وكان يطلب من أولاده التوجّه لمكان الاعتصام في الميدان والبقاء فيه، بحجة أنّ الطعام كثير ومتوفر دون خوف عليهم، مؤكدة أنّ أبناءها طلبوا تغيير أسمائهم وعدم اقترانهم بوالدهم، لكونه بات مثيراً للمشكلات لهم.

وكشفت أنّ زوجها فرّ من مصر في العام 2014، وقد توجّه إلى تركيا عبر السودان، وما زال هناك حتى الآن، ويعمل في تجارة الملابس.

يُذكر أنّ عماد سيد سيد عوض الله كان متهماً في القضية رقم 304 لعام 2014 حصر أمن الدولة العليا، وأدين بالسجن لمدة (3) أعوام، بتهمة تنفيذ أعمال عنف وتفجير محولات الكهرباء وسيارات الشرطة بمنطقة الرحاب والقاهرة الجديدة، وتنفيذ أعمال عدائية بالبلاد ضد أفراد القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهما والمنشآت العامة والحيوية، وفق مخطط عام للجماعة الهدف منه الاستيلاء على الحكم بالقوة، والإخلال بالنظام العام للدولة المصرية، كما أدين في اعتصام رابعة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية