عائلة معتقل فلسطيني تتحدث لـ"حفريات" عن مصمم الأزياء "العالمي"

عائلة معتقل فلسطيني تتحدث لـ"حفريات" عن مصمم الأزياء "العالمي"


03/11/2021

لم تقف قضبان السجون الإسرائيلية عائقاً أمام تحقيق طموحات وأحلام الأسير المقدسي أشرف زغير (42 عاماً) من مدينة القدس، لإخراج موهبته الفذة في تصميم الأزياء والكتابة بالخط العربي، من ظلمات المعتقل إلى النور، لتسبق قصاصات الورق جسده في تنسم الحرية، والتي يحلم بها كباقي الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية.

وشهدت مدينة رام الله خلال العام 2009، أول عرض أزياء وطني، والذي اعتبر حدثاً فنياً لفتح آفاق مهنية لأكثر من 10 مصممين، من بينهم أسير في السجون الإسرائيلية يتحدى المعتقل بأزيائه الحرة.

 

اقرأ أيضاً: مهرجان الجونة السينمائي.. قضية الأسرى الفلسطينيين إلى الواجهة عبر فيلم "أميرة"

كما شاركت في هذا الحدث 15 عارضة فلسطينية، قدمن تصاميم لفساتين سهرة وزفاف مفعمة بالألوان المستوحاة من الطبيعة الخلابة للأرض الفلسطينية.
أما المصمم الأسير أشرف الزغير فقد شارك بتصاميمه الرائعة دون الحضور في حفل العرض المميز، إذ حالت قضبان الأسر دون مشاهدته لأزيائه تعرض لأول مره.

وكانت شركة "تريب تك" للإنتاج الفني نظمت حفلها الأول للأزياء الذي ضم العديد من تصاميم الأزياء الفلسطينية، والتي تميزت بالحداثة بما اشتملت عليه من فساتين سهرة، وزفاف، إضافة إلى العباءة الخليجية، وكذلك عرض بعض من الأزياء الهندية.

إبراز الوجه الآخر لفلسطين

وحول العرض، قالت سلوى يوسف مديرة شركة "ترب تك" للإنتاج الفني خلال لقائها مراسل موقع "بكرا": في 14 آب (أغسطس)2009، إنّ "الهدف من هذا العرض هو إبراز الوجه الآخر المشرق لفلسطين، وهو بمثابة بقعة أمل بعيداً عن السياسة لتوضيح الجانب الانساني الذي يتمتع فيه الشعب الفلسطيني بأفكارهم وممارستهم للحياة، خصوصاً في الفترة الاخيرة التي تميزت فيها فلسطين في العديد من المحافل الدولية سواء بالمسرح أو بالسينما أو بتقديم أفكار مميزة استطاعت أن تغزو العالم".

الأسير المقدسي أشرف زغير (42 عاماً) من مدينة القدس

وأضافت: "اشتمل العرض على تقديم على تقديم 60 تصميماً لأربعة مصممين فلسطينيين شباب أبرزهم أشرف الزغير وهو معتقل في السجون الاسرائيلية وست مصممات، ويعتبر العرض هذا تسويقاً للأزياء الفلسطينية التي تنافس وتضاهي بجودتها العديد من الأزياء العالمية وتشجيع طاقات المصممين الشباب على إظهار إبداعاتهم في هذا المجال".

 

اقرأ أيضاً: محللون لـ "حفريات": لهذا ظهر الأسرى مبتسمين

وبعد هذا النجاح الذي حققه العرض والذي حضره العديد من شركات الأزياء بعضها عالمية، أعلنت سلوى يوسف "سنقوم بتسويق هذه الأزياء محلياً وعربياً ضمن إستراتيجية نعمل عليها".

ووفق إحصائية صادرة عن هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، يبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية نحو 4650، بينهم 40 أسيرة، ونحو 200 قاصر، إضافة إلى 520 أسيراً إدارياً (دون تهمة أو محاكمة)، الجاري، وفق بيان لنادي الأسير.

المشاركة بـ 16 تصميماً

وعن فكرة إقامة المعرض الوطني الأول للأزياء، قالت رانيا زغير شقيقة الأسير أشرف، والتي تعمل في مجال تصميم الأزياء، إنها جاءت في محاولة منها "لإقامة معرض فلسطيني يضم مجموعة من المصممين الفلسطينيين القادرين على منافسة مصممي الأزياء العالميين في تركيا والصين، حيث طغت تصاميم الأسير أشرف على العرض الذي أقيم في مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة رام الله بالضفة الغربية، واستمر على مدار ثلاثة أيام".

 رانيا زغير شقيقة الأسير أشرف

وتضيف زغير بأنّ "شقيقها أشرف تمكن من المشاركة بـ 16 تصميماً، وكان من بين تلك التصاميم عباءة سوداء طبعت عليها أحرف عربية باللون الذهبي، لتضيف لها لمسة فنية جديدة وغير معهودة في ذلك الوقت، حيث شهد هذا التصميم رواجاً كبيراً في الأسواق الفلسطينية بعد هذا العرض".

صعوبات كبيرة

 زغير أكدت إلى أن "هناك صعوبات بالغة تمارسها مصلحة السجون في إخراج تصاميم أخيها من داخل المعتقل، وكان يتم إحضار بعضها عن طريق البريد، إلا أن هذا الأمر كان يستغرق الكثير من الوقت، ليصل في كثير من الأحيان إلى سنوات للوصول إلى العائلة".

مصممة الأزياء رانيا شقيقة أشرف لـ"حفريات": هناك صعوبات بالغة تمارسها مصلحة السجون في إخراج تصاميم أخي من داخل المعتقل، وكان يتم إحضار بعضها عن طريق البريد

وكان أشرف زغير اعتقل، كما أخبرت شقيقته "بتاريخ 14 تشرين الأول (أكتوبر) عام 2002، عندما أقدمت قوات من الجيش الإسرائيلي على اقتحام منزل العائلة في بلدة كفر عقب بالقدس المحتلة، واعتقال شقيقها، وتوجيه عدة تهم له من بينها مساعدة مقاومين فلسطينيين في تنفيذ عمليات بداخل اسرائيل، حيث حكمت المحكمة الإسرائيلية عليه بالسجن بـ 6 مؤبدات، وهو الآن يقبع خلف قضبان سجن ريمون الإسرائيلي".

تقوم تصاميم أشرف زغير على الدمج بين الحداثة في التصميم والكتابة عليها بالأحرف العربية

ورغم هذا الوضع القاسي، إلا أنّ رانيا بينت أنه "في سبيل مواجهة معضلة الاعتقال، ونظراً لخبرتها في مجال التصميم والأزياء، فقد كنت تحصل على الأفكار التي يطرحها شقيقها في مجال الأزياء عند كل زيارة له بداخل المعتقل، ليتم ترجمتها وتطبيقها على أرض الواقع، إلى أن قامت مصلحة السجون الإسرائيلية مؤخراً بالسماح بإخراج 60 اسكتشاً وتصميماً لشقيقها الأسير من داخل المعتقل، والتي سيتم عرضها في معرض فني للأزياء قريباً، لتتحدث تصاميمه عن شخصيته المبدعة".

أشرف زغير حاصل على دبلوم من معهد الأزياء والنسيج في بيت ساحور ببيت لحم، وحصل في السجن على البكالوريوس والماجستير في العلوم السياسية والاقتصاد، من الجامعة العبرية بالقدس

وأوضحت مصممة الأزياء الفلسطينية إلى أنه "لا يزال لديها بصيص أمل بالإفراج عن شقيقها، للعمل سوياً في مجال تصميم الأزياء، في محاولة منهما لترك علامة وبصمة فلسطينية ودولية في مجال تصميم الأزياء، وهو الحلم الذي طالما تمناه كلاهما طويلاً".

تعذيب متواصل

بدوره، أكد والد الأسير منير زغير (72 عاماً) أنّ "نجله أشرف تعرض طوال ما يزيد عن أربعة شهور متواصلة للتعذيب والتنكيل به من قبل المحققين في معتقل المسكوبية بالقدس، لكي يتم إجباره على الاعتراف بالتهم الموجهة إليه، في انتهاك واضح لأبسط الحقوق الإنسانية والآدمية للأسير الفلسطيني والتي كفلتها له سائر المواثيق الدولية واتفاقيات حقوق الانسان العالمية".

 أكد والد الأسير منير زغير (72 عاماً) أنّ نجله أشرف تعرض طوال ما يزيد عن أربعة شهور متواصلة للتعذيب والتنكيل به من قبل المحققين في معتقل المسكوبية بالقدس

ويضيف زغير لـ "حفريات" أنّ ابنه أشرف حاصل على دبلوم من معهد الأزياء والنسيج في بيت ساحور بمحافظة بيت لحم، "وهو أحد الأشخاص البارعين في تصميم الأزياء التي تتميز بالجمال والحداثة"، مشيراً إلى أنّ "نجله لم يستسلم في داخل السجن لمعاناته وظروف احتجازه القاسية، ليستطيع استكمال مشواره التعليمي، والذي توج بحصوله على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية والاقتصاد، من الجامعة العبرية بالقدس، وكذلك حصوله على درجة الماجستير في التخصص نفسه".

تصاميم حديثة

وتقوم تصاميم أشرف زغير على الدمج بين الحداثة في التصميم والكتابة عليها بالأحرف العربية، في ظل اتقان أشرف لفنون الخط العربي، والذي قام باحترافه وتعلمه في داخل المعتقل، على الرغم من التضييقات الإسرائيلية في توفير المواد اللازمة لأداء الرسوم والتصميم، ليصل الأمر لديه للاستعاضة عن الألوان غير المتوفرة من خلال محاولة توفيرها من مواد غير مألوفة كالبن والملفوف والكركم، للرسم والتصميم والكتابة على اللوحات الورقية، لكي ترى النور خارج المعتقل.

 

اقرأ أيضاً: وفد من حماس إلى القاهرة لبحث ملف تبادل الأسرى... تفاصيل

المصنع في مدينة أريحا، الذي كان يعتمد على ابتكارات أشرف في مجال الأزياء، وكان يحمل بصماته في صناعة الملابس لم يستطع استكمال عمله وتم إغلاقه، وذلك بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون خطة المائة يوم في العام 2001، والتي تسببت في عزل كافة مناطق الضفة الغربية والقدس عن بعضها البعض، حتى باتت الأمور شبه مستحيلة أمام استمرار عمل المصنع ليتم إغلاقه وتسريح العاملين فيه.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية