عاد إلى الفلوجة صحفياً بعد أن غادرها ضابطاً في المارينز

العراق

عاد إلى الفلوجة صحفياً بعد أن غادرها ضابطاً في المارينز


15/11/2017

الصحفي والكاتب الأمريكي، بن كيسلنغ، عاد قبل أيام إلى الفلوجة التي عرفها قبل عشرة أعوام كضابط في إحدى وحدات مشاة البحرية "المارينز".

المخاوف التي عرفها الضابط السابق بين العراقيين، هي ذاتها كما يكتب الصحافي حالياً في "وول ستريت جورنال"، ولكن في مشهد حطام وخراب أكبر، في إشارة إلى الدمار الواسع الذي تعرضت له المدينة بعد نحو ثلاثة أعوام من سيطرة تنظيم داعش عليها، انتهت في حملة برية وجوية عاصفة، شنتها قوات عراقية أمريكية مشتركة.

الحرب على داعش وحّدت البلاد على نحو ما، ولكن النصر جدد الانقسامات القديمة، وفي الفلوجة تحديداً

وفي الملحق الأسبوعي للصحيفة "مراجعة"، يكتب كيسلنغ عن السؤال الذي يقض مضاجع العراقيين بعامة، والسنة الذي اكتووا بنار الإرهاب بخاصة، ومفاده: ماذا بعد داعش؟ أي مستقبل للمناطق الغربية من العراق (الأنبار، صلاح الدين ونينوى) في ظل حكومة يهيمن عليها الشيعة، وهو ما يجعلهم في علاقة متوترة مع بغداد؟ وهل ثمة خشية من ظهور تنظيمات مسلحة أخرى؟
 

عراق مختلف
يتوقف الكاتب في باب عرض هذه الأسئلة والانشغالات، عند فكرة تتعلق بالآمال التي تثيرها تطورات العراق اليوم، "هو غير الذي غادرته قبل عشرة أعوام، فثمة حكومة أوسع تمثيلاً، وجيش استعاد كثيراً من قوته وهيبته، وقبل كل شيء، فالحرب على داعش وحدت البلاد على نحو ما، ولكن النصر جدد الانقسامات القديمة، وفي الفلوجة تحديداً، فإنّ غياب الثقة والمشاعر الطائفية التي عرفتها كرجل مارينز، باتت اليوم في زيارتي للمدينة كصحافي متراجعة كثيرا".

الضابط السابق كيسلنغ في الفلوجة 2007 وفي الإطار صورته ككاتب وصحافي في مواقع الحرب على داعش بالعراق 2017


وبعد أن يستعرض كيسلنغ الأسلوب الذي أدارت فيه القوات الأمريكية، مواجهة القاعدة قبل 10 سنوات وذلك عبر تنظيمات الصحوة، يرى أنّ انقلاب الحكومة العراقية ما بعد 2010 على تلك التنظيمات واتهامها بزعزعة الأمن، وإيقاف رواتب أعضائها، جعلها تقع ما بين مطرقة انتقام "القاعدة" وسندان المشاعر الطائفية لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وهو ما يحذر من تجدده كسيناريو قد يتعرض له مقاتلون محليون في الفلوجة والأنبار بعامة، شاركوا القوات العراقية والأمريكية في قتال داعش وإلحاق الهزيمة به.
 

الهدوء الذي يسبق العاصفة
يكتب كيسلنغ: "وصلت إلى الفلوجة التي يسود فيها جو من التوتر، والمزاج الذي يكشف مخاوف المواطنين من احتمال عودة المتطرفين وعدم قدرة الجيش العراقي على مواجهتهم"، فيما ينقل عن رئيس المجلس المحلي للفلوجة، الشيخ طالب حسناوي عيفان، قوله "نحن اليوم نعيش الهدوء الذي يسبق العاصفة.. نحن خائفون فقد عرفنا مثل هذه الأجواء من قبل".

كيسلنغ: وصلت إلى الفلوجة التي يسود فيها جو من التوتر، ويكشف مزاجها مخاوف الناس من عودة المتطرفين

وينهي الكاتب والصحفي الأمريكي مقالته عن تجربته الشخصية في الفلوجة ضابطاً في 2007 وصحافياً في 2017، بسرد وقائع حكاية عن انتحاري قاد دراجة ليفجرها قرب نقطة تفتيش للقوات العراقية، حيث انتهت العملية بانشطار جسد الانتحاري إلى نصفين، ليقوم ضابط عراقي كان متواجداً في النقطة تلك، بحمل ما تبقى من أجزاء جسد الانتحاري ليدفنها في مقبرة إسلامية، مع أنّ صاحبها كان سقتله وجنوده قبل قليل. هنا يتوقف كيسلنغ عند هذا الحدث، ليقول "موقف الضابط العراقي جعلني أشعر كيف أنّ المشاعر الإنسانية متشابكة ومتداخلة، وما تزال، في الفلوجة".

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية