علاج يعيد الأمل للمصابين بالشلل السفلي

علاج يعيد الأمل للمصابين بالشلل السفلي


03/11/2018

نجح باحثون في علاج مصابين بشلل سفلي واعادة القدرة لهم على المشي لبضع خطوات بالاستعانة بأدوات للمساعدة على التحرك.

واستعاد مصابون بالشلل السفلي بفضل علاج بالتحفيز الكهربائي في سويسرا، القدرة على التحكم بعضلاتهم المشلولة منذ زمن طويل كما تمكنوا من المشي مجدداً حتى بعد وقف التحفيز في نتيجة تشكل سابقة وخطوة عملاقة في هذه البحوث.

مصابون بالشلل السفلي يستعيدون القدرة على التحكم بعضلاتهم المشلولة والمشي مجددا بفضل علاج جديد

التحفيز الكهربائي يستهدف المستوى النخاعي الذي يتحكم بعضلات الأطراف السفلية التي تعمل خلال المشي. هذا التحفيز يسهل التحكم بالدماغ.

وتؤكد الباحثة جوسلين بلوش في مستشفى لوزان الجامعة التي وضعت الغرسات الكهربائية الـ16 المتصلة بجهاز التحفيز أن "أحدا لم يثبت سابقا" إمكانية التحرك أو المشي بعد وقف التحفيز لدى البشر.

ويشير الأخصائي الأميركي في جامعة واشنطن في سياتل تشيت موريتز إلى أن هذه "خطوة عملاقة" في مجال البحوث بشأن الأشخاص الذين يعانون اختلالات في العمود الفقري.

ويقول موريتز في مقالة نشرتها مجلة "نيتشر" العلمية إن نجاح الرجال الثلاثة موضوع الدراسة بعد أشهر عدة من التحفيز الكهربائي في استعادة التحكم بالعضلات المشلولة حتى من دون مواصلة تشغيل التحفيز يمثل "إثباتا دامغا على أن الدماغ والعمود الفقري أعادا إقامة اتصال بينهما طبيعيا".

ولفت إلى أن "اثنين من هؤلاء المشاركين كانا حتى قادرين على المشي، عبر استخدام جهاز مساعدة على التحرك مزود بعجلات للتوازن والسلامة".

وبموازاة اعتماد طريقة التحفيز لمنطقة ما فوق الجافية (مع وضع الأقطاب الكهربائية خارج الغشاء الحامي للعمود الفقري) عند مستوى أسفل الظهر تحت نطاق الإصابة، خضع المشاركون لتدريب جسدي مكثف مع الاستعانة بمشابك لدى هؤلاء المصابين الثلاثة وهم دافيد م. من مدينة زيوريخ السويسرية (28 عاما) الذي أصيب جراء حادث رياضي في 2010، وغيرت يان أوسكام (35 عاما) من هولندا وهو أصيب في حادثة دراجة في الصين العام 2011 وسيباستيان توبلر (47 عاما) من سويسرا وهو صاحب الإصابة الأخطر في هذه المجموعة بعد تعرضه لحادثة دراجة في 2013.

وتقول جوسلين بلوش "في غضون ثلاثة أشهر إلى خمسة من التدريب تحت تأثير التحفيز ظهر نوع من استعادة الوظائف العصبية. التحفيز يستهدف المستوى النخاعي الذي يتحكم بعضلات الأطراف السفلية التي تعمل خلال المشي. هذا التحفيز يسهل التحكم بالدماغ".

ويشير الباحث في كلية لوزان الفدرالية غريغوار كورتين إلى أن "توقيت التحفيز الكهربائي وموضعه أساسيان على صعيد قدرة المريض على القيام بحركة إرادية".

وقد أجريت التجربة على مرحلتين، يسمح في الأولى التحفيز بتشغيل العضلات وزيادة قدرة التحمّل خلال التمرين، أما في الثانية فتبدأ استعادة الوظائف العصبية أي أن بعض التحركات تصبح ممكنة من دون تحفيز كهربائي وفق جوسلين بلوش.

وتستخدم في التجربة أقطاب كهربائية متصلة بواسطة سلك بجهاز تحفيز عصبي موضوع في البطن تحت الجلد. كما تسمح ساعة للتحكم الصوتي للمريض بتحريك جهاز التحفيز خاصته.

وتشير جوسلين بلوش إلى أن المريض الذي تجاوب بالدرجة الأكبر مع العلاج "بات يمشي لأكثر من كيلومترين مع تحفيز كهربائي في المختبر بعد أشهر عدة من التدريب. وهو لا يزال قادرا على فعل ذلك راهناً".

وقد استعاد هؤلاء المرضى استقلاليتهم الحركية. ويقول غيرت يان "سأتمكن قريبا من شوي اللحم وقوفاً بنفسي. وبات هذا الرجل قادرا على السير لمسافات قصيرة حتى من دون تحفيز.

واستعاد دافيد التحكم بعضلات ساقه اليسرى المشلولة تماماً كما حسّن قدرة التحكم بالساق اليمنى. ومع أن الكرسي المتحرك لا يزال خياره الأنجع للتنقل، بات في إمكانه أن يخطو بضع خطوات من دون مساعدة.

أما صاحب الإصابة الأخطر بين الثلاثة أي سيباستيان فقد احتاج لثلاثة أشهر إضافية في علاجه. وهو بات قادراً على المشي في المختبر مع تحفيز كهربائي كما أنه صنع دراجة ثلاثية العجلات متكيفة مع حالات الشلل السفلي تسمح له "بالتنقل في الغابة".

وهل لا يزال في الإمكان إحراز تقدم في حالات هؤلاء المرضى؟ تجيب جوسلين بلوش "هذا مؤكد، لكن الأمر يتطلب تمريناً متواصلاً".

وتلفت الأخصائية في جراحة الأعصاب إلى أن المرحلة المقبلة للباحثين تكمن في اختبار هذه التقنية العصبية في مرحلة مبكرة بعيد حصول الإصابة حينما يكون الجهاز العضلي العصبي لم يتعرض للضمور اللاحق بالشلل المزمن "أي بعد بضعة أسابيع (أربعة إلى خمسة) من الحادثة".

 

الصفحة الرئيسية