علماء أديان وممثلو طوائف ومفكرون: الإمارات داعية السلام عالمياً

علماء أديان وممثلو طوائف ومفكرون: الإمارات داعية السلام عالمياً


15/04/2019

مصطفى خليفة وأحمد سعيد

أكد عدد من علماء الأديان وممثلي الطوائف والمفكرين أن دولة الإمارات لها دور رائد في ترسيخ قيم التسامح والتعايش الإنساني على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، حيث قامت بإطلاق العديد من المبادرات المبتكرة في كافة الاتجاهات لتعزيز قيم ومبادئ السلام والمحبة والإخاء في العالم، فأصبحت حاضنة التسامح والقيم الإنسانية العليا، ورائدة في إرساء قواعد جديدة للعلاقات بين الأديان والثقافات المتعددة وبناء الثقة المتبادلة بينهم بما يخدم الإنسانية في كل مكان على وجه الأرض.

وأشاروا إلى أن من بين تلك المبادرات العظيمة التي أطلقتها دولة الإمارات إنشاء وزارة دولة للتسامح، كما أنشأت «المعهد الدولي للتسامح»، وأصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، مرسوماً بشأن قانون مكافحة التمييز والكراهية، ليرسخ قيم التسامح والمحبة بين الناس، ونبذ الكراهية والتمييز والتعصب والكراهية فأصبح كل من يعيش على أرض دولة الإمارات ينعم بالعيش الكريم والمعاملة الطيبة الكريمة.

أخوة متساوون

في البداية قال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية الماروني السابع والسبعون إن التسامح هو أكبر سلاح غير نووي في وجه كل خطاب ضد الكراهية وكل خطاب تمييز ديني وكل خطاب يدعو إلى البغض والحقد وكل تخطيط يدعو إلى الحرب باسم الدين وكل ما هو يحيي الحركات الإرهابية ومنظماتها وكل الذين يصطادون في الماء العكر ويستغلون الدين غطاءً لنشر سمومهم، وأشار إلى أن عام التسامح هو بمثابة دعوة لكل من يقومون بخطابات الكراهية والتباعد، ليتأكد أننا جميعاً أخوة وكلنا متساوون ويحق لكل إنسان بأن يعيش هانئاً بسلام.

من جانبه، قال سماحة العلامة السيد علي الأمين المرجع الديني اللبناني عضو مجلس حكماء المسلمين «إن مبادرات دولة الإمارات المتعددة للحوار والتواصل مع مختلف الأمم والشعوب، هي دعوة صادقة لنشر العيش المشترك في المنطقة والعالم»، مشيراً إلى أن احتضانها للمؤتمرات الداعية إلى إحياء قيم التسامح والدعوة إلى العيش المشترك بين جميع الأمم والشعوب ومختلف المذاهب والأديان يعكس رؤية الإمارات المتقدمة والنموذجية للعلاقات الإنسانية بغض النظر عن الانتماءات المذهبية والطائفية والعرقية، مضيفاً، «إننا نرى في دور دولة الإمارات وقوانينها التي سنتها للتعايش مع مختلف المكونات ونبذ العنصرية والتطرف، خطوة متقدمة لدولة رائدة على صعيد القيم الإنسانية».

تبادل المعرفة

وقال الرابيّ أبراهام سكوركا، رئيس المعهد الديني اليهودي في أمريكا اللاتينية، إن سياسة التآخي التي تضطلع بها دولة الإمارات وتدعمها بقوة القيادة السياسية الرشيدة هي أكبر دليل على التسامح ونبذ خطاب الكراهية، حيث إن ذلك يمثل فرصة جيدة للتعارف بين ممثلي الديانات وتبادل المعرفة والثقافات وتغيير الفكر وبدء مرحلة جديدة للحوار بين الأديان.

وأضاف إن الإمارات تلعب دوراً في غاية الأهمية لتعزيز الحوار والتسامح بين الشعوب ونقل تجربتها في إنشاء مجتمع متسامح وغير متعصب ومستقبل لدول العالم كافة.

وأضاف فضيلة الشيخ أحمد تميم مفتي أوكرانيا «علينا أن نعترف أولاً بأننا نختلف بعضنا عن البعض الآخر فحتى ضمن المدرسة الواحدة قد يكون هناك اختلافات، ولكن يجب التمسك بالقيم الإنسانية التي جاءت بها الأديان السماوية»، موضحاً أن القيم الإنسانية في الدين الإسلامي التي جاء بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بينت لنا مفهوم التعايش والتلاحم المجتمعي.

وبين أن نبذ الكراهية يتضح جلياً في حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، فنحن نجابه الكراهية في المحبة بأن نتمنى للغير ما نتمناه لأنفسنا من الخير، وهو أمر يشمل التعامل والتفاهم والتفاعل في المجتمعات، وفي تبيان الهوية السليمة للإسلام والمسلمين وفي تصحيح الأفكار التي شابت في مجتمعات وأعطت الفكر السيئ عن الإسلام، ويكون ذلك بإقرار الكراهية ضد التطرف ونبذ العنف الذي أدى إلى سفك الدماء وقتل الأبرياء، ونحول الكراهية ضد الشر ونجعل المحبة في تمني الخير.

طريقة عملية

ورأى القس يوسف فرج الله رئيس مجلس الكنائس الإنجيلية في أبوظبي، أن خطورة خطاب الكراهية تزداد عندما تعتلي المنابر، ويجب على القادرين التدخل قانونياً بأن يمنع هؤلاء الذين يبثون هذه السموم ويؤثرون سلباً على المجتمعات، مشيراً إلى أن القانون الإماراتي المطبق في عام 2015 لا يسمح بخطاب الكراهية.

وأوضح أن الطريقة العملية البسيطة للقضاء على خطاب الكراهية هي التعليم، فلا بد من تعليم القائمين بالدعوى الإسلامية والمسيحية بأنه لا معنى للكراهية ولا يوجد ما هو يتكلم عن الكراهية في الديانتين، وأيضاً يجب أن نذكر الناس بالمبادئ الإيمانية الموجودة في ديانتنا.

شعوب وقبائل

وقال روشان عباسوف نائب رئيس مجلس الشورى الروسي إن القرآن الكريم ذكر في سورة الحجرات «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير» وهي دعوة صريحة للتقارب والمحبة بين الناس لأن الله سبحانه لم يقل يا أيها المسلمون أو يا أيها المؤمنون بل عمم الخطاب للناس جميعاً بأن أصلهم واحد وعليهم أن يتعارفوا ويتناقشوا ويتوصلوا إلى ما يجمع الناس من القيم الإنسانية والسلام والإخاء والمحبة، لافتاً إلى أن الأديان الإبراهيمية لديها ما يجمعها أكثر مما يفرقها.

وقال لدينا في روسيا تجربة كبيرة بشأن الحوار بين الأديان ونهدف من خلال هذا الحوار لتكريس مبادئ التعايش المشترك والتسامح بين الجميع من مختلف الأديان والطوائف، لافتاً إلى دور الإمارات في دعم وتعزيز هذه المبادئ الإنسانية على مستوى العالم.

من جانبه، قال الدكتور محمد السنوسي مدير شبكة رجال الدين العالمية لصناع السلام في واشنطن، وعضو منتدى تعزيز السلم، إن العالم أصبح يعيش في وقت أن الإسلام والمسلمين قد صبغوا بصبغة الإرهاب والتطرف وهم في الحقيقة أبرياء من هذه الصبغة، وبكل أسف فإن العمليات الإرهابية في أي مكان في العالم يتم الإشارة إلى الإسلام فيها علماً بأن الإرهابيين الذين ينفذون هذه الهجمات لا يمثلون الإسلام من قريب أو بعيد، لأن الإسلام يحفظ النفس الإنسانية بل يعد أن من قتل نفساً بغير حق كأنما قتل الناس جميعاً.

عن "البيان" الإماراتية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية