على خلفية الاحتجاجات: هل يفتح روحاني ذراعيه لأمريكا؟!

على خلفية الاحتجاجات: هل يفتح روحاني ذراعيه لأمريكا؟!


28/06/2018

في تحوّل مفاجئ، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني مساء أمس، عن استعداد إيران لإجراء مفاوضات مع أمريكا، وقال في الوقت ذاته إنّه لن يستجيب للضغوط البرلمانية والشعبية من أجل إجراء تعديلات في حكومته على خلفية تردي الأوضاع الاقتصادية مؤخراً.

وأشارت صحيفة "الشرق الأوسط"، في تقرير لها اليوم، إلى أنّ روحاني طالب الشعب الإيراني "بتحمل المصاعب، بعدما طالبت أمريكا بوقف شراء النفط الإيراني".

كما نقلت الصحيفة رفض روحاني "الخضوع للولايات المتحدة وأنّ المفاوضات معها مشروطة بحسن النوايا"، وهو ذات التصريح الذي تكرر خلال شهر آذار (مارس) الماضي، غير أنّه بدأ يتضح من خلال الاحتجاجات الشعبية الإيرانية الأخيرة (انتفاضة السوق) مدى تأثر الشعب الإيراني بالسياسة الخارجية المتعنتة لإيران.

بومبيو: الحكومة الإيرانية تبدد موارد مواطنيها بدعمها حركات إرهابية في سوريا واليمن

وعلى صعيد الأزمة الاقتصادية، وبعد إضرابات الإيرانيين في شوارع طهران، خصوصاً إضراب سوق البازار الكبير، قال روحاني في إشارة إلى احتجاجات السوق إنّ "الحكومة تقف إلى جانب السوق"، ووعد بأن تصارح حكومته الإيرانيين بالخطوات التي تتخذها على الصعيد الاقتصادي، بحسب المصدر ذاته.

من جهتها، أشارت "فرانس 24"، إلى أنّ روحاني "اعتبر القلق الناتج عن الأزمة يقوم بنشره الأعداء، في إشارةٍ منه إلى خصوم له داخل النظام وفي الخارج"، مما يحيل إلى إصراره لتصدير أزمة النظام الإيراني، ومحاولاته تجنب إمكانية (عزله) من قبل المرشد الأعلى لإيران، في حال تفاقمت الاحتجاجات.

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أول من أمس إنّ "الحكومة الإيرانية تبدد موارد مواطنيها، سواء من خلال مغامراتها في سوريا أو دعمها لـ"حزب الله" وحركة حماس والحوثيين، أو طموحاتها في توسيع برنامجها النووي. ولن يحقق ذلك سوى المزيد من معاناة الشعب الإيراني".

بدأ يتضح من خلال الاحتجاجات الشعبية الإيرانية الأخيرة مدى تأثر الشعب الإيراني بالسياسة الخارجية المتعنتة لإيران

وفي حال كان الرئيس الإيراني، والنظام الحاكم في إيران بشكل عام، ينكر الدور الرئيسي لسياسات إيران الخارجية في تدمير الاقتصاد الإيراني، كما يرى بومبيو وغيره، فإنّ تصريحاتٍ عديدة حول بدء سقوط العملة الإيرانية، وانتشار كسادٍ في الأسواق الإيرانية أخذ بالانتشار سريعاً.

وبهذا الخصوص، قال الخبير والباحث الدولي في الشأن الإيراني والإقليمي محمد الزغول على صفحته بموقع فيسبوك أمس "عوامل عديدة ربما تخرج الحراك الشعبي الإيراني عن السيطرة، من أبرزها؛ إفلاس خطوط إنتاج شركاتٍ كبرى مثل أرج، وبارس خزر، وبارس إلكترونيك، إضافةً إلى ارتفاع الأسعار وإهمال الطبقة الفقيرة، دون أن يتم إهمال المظاهرات المتكررة في جنوب إيران بسبب شح المياه وتلوث الموجود منها في بوشهر".

وفي حين ترد أنباء مختلفة من داخل إيران، مصدرها البرلمان الإيراني، عن إمكانية طرح الثقة بروحاني أو احتمال عزله، فإن مشكلة إيران الاقتصادية والاجتماعية، ليست وليدة أزمة اليوم، ولا تحتاج إلى مجرد تغيير رئيس البلاد، فبمجرد النظر إلى التدخلات في اليمن ولبنان والعراق وسوريا، والدعم المالي الكبير الذاهب لصالح ميليشيات إيران، يتضح أن المشكلة تحتاج إلى ما هو أبعد من مجرد تغييرٍ في الوجوه.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية