عيد الأضحى متزامناً مع صيام العذارء: 9 معلومات عن صعود "أم النور"

صيام العذراء

عيد الأضحى متزامناً مع صيام العذارء: 9 معلومات عن صعود "أم النور"


14/08/2019

في السابع من آب (أغسطس)، يبدأ المسيحيون الأرثوذكس صيام العذراء، والذي يتزامن مع عيد الأضحى. بيد أنّ عيد البتول الذي يستمر نحو أسبوعين، يحتل مكانة مقدسة في المجتمع، لدى جميع فئاته وطوائفه؛ إذ يشارك فيه المسلمون بالصيام، وتتوافد الأسر المسلمة على موالد العذراء، في مواقيتها المحددة، وفي الكنائس العديدة المنتشرة بمصر؛ فيؤدون نفس الطقوس، ويطلبون شفاعتها، ويرفعون عندها حاجتهم.

اقرأ أيضاً: هذا ما فعلته مسلمات مصريات في كنيسة العذراء
ويوثق الراوي الشعبي في أحد المواويل، التي تتردد في موالد العذراء، تلك الحالة المميزة، والحضور الذي لا يقتصر على المسيحيين فقط، ويتجاوز الصراعات الطائفية، والخلافات العقائدية، والجدل اللاهوتي، فيقول: "بشرى لكل البشر.. إسلام مع أنصار".
وإليكم عشر معلومات عن صيام العذراء:

أولاً: يعد صيام "أم النور" بأيامه الخمسة عشر، والذي يبدأ في السابع من آب (أغسطس) وينتهي في الحادي والعشرين، من الشهر ذاته، كل عام، بمثابة احتفال بصعود جسد السيدة مريم إلى السماء. وقد كان هذا الاحتفال بطقوسه الخاصة والمميزة، مقتصراً على الرهبان، لكنه سرعان ما انخرط فيه عامة الناس من الأقباط، والتزموا بصيام أيامه، والاحتفال به، حيث بدأت تصومه الغالبية، ويعني لديهم الزهد والتقشف، وتمثل بعض القيم الروحية؛ كالطهارة والتبتل، والفداء والتضحية.

يبدأ في السابع من آب وينتهي في الحادي والعشرين من الشهر ذاته
ثانياً: يحتل صيام العذراء مكانة شديدة الأهمية والقداسة، بالرغم من أنه يعتبر صياماً من الدرجة الثانية، في العقيدة المسيحية؛ إذ يسمح خلاله بتناول لحوم السمك، لكنّ المسيحيين يلتزمون بأقصى درجات الانضباط، ويمتنعون عن أكل السمك، بينما يعتمدون على الخبز الناشف والملح،  بالرغم من التصريح الكنسي بأكله، كما يمتنعون عن الأكل حتى الغروب، وينذر غالبيتهم أسبوعاً للصيام، مقدماً، قبل الصيام الأساسي، فيصومون 21 يوماً بدلاً من 15.

في صعيد مصر تحضر وجبة "شلولو" خلال الصيام وهي عبارة عن وجبة "ملوخية"، تصنع بالماء والملح والثوم والليمون

ثالثاً: في صعيد مصر، تتميز وجبة "شلولو"، بحضورها الدائم خلال فترة الصيام، على موائد طعام المسيحيين، والتي هي عبارة عن وجبة "ملوخية"، تصنع بالماء والملح والثوم والليمون؛ وهذه الوجبة مرتبطة في ذاكرتهم، بالمعاناة والشقاء اللتين تعرضت لهما السيدة مريم، في رحلتها المقدسة إلى مصر، حيث يعتقدون أنها لم تعثر في رحلتها على ما تأكله، سوى هذه الأوراق الخضراء "الملوخية"، التي وجدتها مع أحد الأشخاص، فوضعت عليها ماء، وأكلتها.
رابعاً: تتعدد الآراء حول صوم العذراء، وثمة رأيان حول هذا الأمر؛ الأول، يرى أن السيدة مريم العذراء، تعد أول من دشنت هذا الصيام، على إثر صعود السيد المسيح إلى السماء، والثاني، يرى أنّ الكنيسة فرضته كنوع من الوفاء، وتجديد المحبة الروحية، في ذكرى صعودها، وتخليداً لها في قلوب المؤمنين. 

اقرأ أيضاً: المصرية مريم زاهر تصوم مع القديسة العذراء: بشرى لكل البشر
خامساً:
في كتاب: "المجمع الصفوي"، لابن العسال، أحد أشهر المؤرخين والكتاب الأقباط، يشير إلى أنّ صوم العذراء قديم، وقد اهتمت بالالتزام به العذارى والمتنسكات في الكنائس والأديرة، ثم أصبح صوماً عاماً اعتمدته الكنيسة، بعد أن وجدت استجابة هائلة من المؤمنين، والشعب القبطي له. وعليه، بدأ يأخذ الاحتفال طابعاً جماهيرياً وشعبياً، وتقام النهضات الروحية في الكنائس، خاصة، التي تحمل اسم العذراء، بالإضافة إلى تدشين برنامج روحي لعظات، وقداسات، ومسابقات دينية، خلال الـ15 يوماً، تنتهي باحتفال ضخم في الليلة الأخيرة.

 يمتنعون عن الأكل حتى الغروب

سادساً: تتفاوت مسألة الصيام بين طوائف المسيحين، خاصة في ما يتصل بتحديد تاريخ بداية ونهاية موعد الصوم، والمرتبطين بصعود جسد العذراء إلى السماء، حيث تبدأ الكنيسة الكاثوليكية في بداية آب (أغسطس) بالصيام، وحتى يوم 15 من نفس الشهر كل عام. بينما تشرع كنيسة الروم الأرثوذكس بالصيام، في يوم 14 آب (أغسطس) وحتى 27 من نفس الشهر. وفي اليوم الأخير تشترك كل الطوائف في الاحتفال بما يعرف بـ"عيد رقاد السيدة العذراء مريم".

المسيحيون يلتزمون أقصى درجات الانضباط ويمتنعون عن أكل السمك ويعتمدون على الخبز الناشف والملح بالرغم من التصريح الكنسي بأكله

سابعاً: تتنوع الاحتفالات الكنسية الأرثوذكسية، بصوم العذراء، خاصة، في الكنائس والأديرة التي تحمل اسم العذراء، ومن أشهرها: دير السيدة العذراء، بجبل درنكة، في أسيوط، صعيد مصر، والذي يستقبل سنوياً نحو مليوني زائر، بالإضافة إلى كنيسة السيدة العذراء مريم، في منطقة مسطرد، شمال القاهرة، والتي يتوافد عليها زوار بالملايين؛ إذ تعد كنيسة العذراء في مسطرد، من المحطات المهمة، التي عبرت إليها العائلة المقدسة، عند دخولهم مصر، بعد هروبهم من بيت لحم، في أعقاب قرار الملك هيرودس بقتل جميع الأطفال، حيث قضت عامين، طافت فيهما مناطق عديدة؛ من بينها: تل بسطة، ودير المحرق، وجبل النطرون، والمطرية، ومسطرد.
ثامناً: تعود قصة صيام العذراء، إلى أنّ رسل السيد المسيح أنفسهم، عندما رجع منهم توما الرسول من التبشير، في الهند، فقد سألهم عن السيدة العذراء، قالوا له إنها قد ماتت. فسألهم: "أين دفنتموها؟" وعندما ذهبوا إلى القبر لم يجدوا الجسد المبارك. فروى لهم أنه رأى الجسد صاعداً، وعليه، صاموا 15 يوماً، من أول مسرى، وهو أحد الشهور القبطية، حتى 15 من الشهر نفسه، بعدما اشتهوا أن يروا ما رآه، فأظهر الله لهم في نهايته جسدها، وتجلت لهم، فأصبح عيدً للعذراء، في يوم 16 مسرى، بحسب التقويم القبطي.

اقرأ أيضاً: عيد الأضحى.. زمن التسامح الإبراهيمي
تاسعاً:
  بالرغم من أنّ صيام العذراء موجود في كل الكنائس، والطوائف المسيحية، لكنه يختلف بعض الشيء عند كل من السريان الأرثوذكس، والأرمن الأرثوذكس، حيث يكون خمسة أيام، فقط، بينما يكون عند الروم الكاثوليك، في يومي الجمعة اللذين يقعان بين يوم 1 و14 آب (أغسطس) من كل عام، كما يصومه الكلدان الكاثوليك يوماً واحداً. بيد أنّ الفئات الشعبية تتفاوت اختلافاتها، لاعتبارات ذاتية، ونفسية، وروحية، تخصهم، حيث ينذر كل منهم فترة من أسبوع إلى اثنين أو ثلاثة، لا يتناولون خلالها إلا الخبز الجاف والملح، طوال فترة الصوم، مع تناول الماء فقط، بهدف الزهد.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية