عُنف كورونا... موجة جديدة تضرب الهند وتربك العراق وتهدد مصر

عُنف كورونا... موجة جديدة تضرب الهند وتربك العراق وتهدد مصر


27/04/2021

على عكس التوقعات بأنّ الموجة الثالثة من فيروس كورونا خلال ربيع 2021 سوف تمرّ بهدوء، لتصبح اختباراً لجدوى اللقاحات التي ترقب العالم إنتاجها على مدار عام لتكون سبيلاً للخلاص من الفيروس وإجراءاته الوقائية والتباعد الاجتماعي، إلا أنّ طبيعة الموجة الحالية لكورونا بددت تلك الآمال، فقد صُنفت الأعنف والأكثر انتشاراً، وها هي ذي تضرب الهند، وتربك العراق، وتهدد مصر التي تشهد انتشاراً سريعاً وسط سيرورة طبيعية للحياة. 

 

الحكومة الهندية نشرت طائرات عسكرية وقطارات لتوصيل الأوكسجين الذي تشتد الحاجة إليه إلى دلهي من مناطق أخرى من البلاد ودول أجنبية

 

ويُرجع المراقبون عنف هذه الموجة، التي تتخطى بحسب التقديرات القوة الأصلية لانتشار الفيروس مرّتين ونصف المرة، إلى التمحور الدائم للفيروس وظهور سلالات جديدة أكثر قدرة على الانتشار من جهة، وتهاون المواطنين في اتباع إجراءات الوقاية من جهة ثانية، بالإضافة إلى استمرار حالة القلق الجماهيري من تلقي اللقاحات خوفاً من آثارها الجانبية، أو عدم توفير الكم الكافي من اللقاحات.

الهند 

يتجاوز عدد الإصابات المسجلة رسمياً بفيروس كورونا في الهند الـ17 مليون إصابة، وقد تجاوزت أعداد الإصابات في اليوم الواحد على مدار عدة أيام ربع مليون حالة، وآلاف الوفيات.

وأدى الانفجار الكبير في أعداد الإصابات في الهند إلى العجز عن استيعاب المرضى، أو حتى تأدية مراسم الوفاة للحالات التي ظهر تكدسها في المحارق الخاصة بالطائفة الهندوسية، أو في المقابر الخاصة بالمسلمين.

وأظهرت تقارير مصورة ومقاطع عبر مواقع التواصل الاجتماعي تكدّس المرضى أمام المستشفيات وفي الطرقات.

وبحسب ما أوردته وكالة أنباء "رويترز"، فإنّ الهند سجلت أمس أعلى حصيلة على مستوى العالم لعدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا، وسط سعي حكومي لسد النقص الحاد في الأوكسجين من دول أجنبية.

وقالت وزارة الصحة أمس: إنّ عدد الحالات في جميع أنحاء الهند ارتفع بزيادة قياسية يومية بلغت 349.691 يوم الأحد، ليصبح المجموع 16.96 مليون حالة، بما في ذلك 192.311 حالة وفاة.

اقرأ أيضاً: انفجار أعداد الإصابات بفيروس كورونا في الهند... تفاصيل

وكانت الحكومة الهندية قد نشرت طائرات عسكرية وقطارات لتوصيل الأوكسجين الذي تشتد الحاجة إليه إلى دلهي من أجزاء أخرى من البلاد، ومن دول أجنبية بما في ذلك سنغافورة.

من جانبها، أعلنت متحدثة باسم البيت الأبيض أنّ واشنطن تشعر بقلق إزاء الزيادة الهائلة في إصابات كورونا في الهند، وتخطط لنشر دعم إضافي بسرعة للحكومة الهندية والعاملين بمجال الرعاية الصحية.

 

أشعل الحادث الأخير الغضب الشعبي نحو الحكومة العراقية، وسط أزمات اقتصادية وسياسية وتفشي الفيروس، وعجز عن حماية المرضى في المستشفيات

 

وقالت المتحدثة لـ"رويترز": "إننا نجري محادثات نشطة على مستويات عالية، ونخطط لنشر دعم إضافي سريع لحكومة الهند والعاملين في مجال الرعاية الصحية الهنود وهم يكافحون هذا المرض"، سيكون لدينا المزيد للمشاركة قريباً جداً". 

وحذّر آشيش جها، عميد كلية الصحة العامة بجامعة براون، في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" يوم السبت، من أنّ الدولة التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة على شفا كارثة إنسانية.

وقال: إنّ حوالي 2000 شخص يموتون يومياً، لكنّ معظم الخبراء قدّروا أنّ العدد الحقيقي يتراوح بين 5 إلى 10 أضعاف هذا العدد.

وفي تصوير لحجم الكارثة، وصف مسؤول في إحدى المحارق في الهند، ويدعى مامتيش شارما، الوضع قائلاً: "الفيروس يبتلع سكان مدينتنا مثل الوحش"، وأضاف في تصريح لـ"سكاي نيوز": "نحن نحرق الجثث فور وصولها"، "كأننا في وسط حرب".

اقرأ أيضاً: هذا البلد الأول عربياً في عدد إصابات فيروس كورونا... تفاصيل

وقال حفار القبور في أكبر مقبرة إسلامية في نيودلهي، حيث دفن 1000 شخص خلال الوباء: إنّ المزيد من الجثث تصل الآن مقارنة بالعام الماضي، وقال محمد شميم: "أخشى أن تنفد المساحة في القريب العاجل"، بحسب المصدر ذاته. 

وفي غضون ذلك، أغلقت بنغلاديش حدودها البرية مع الهند، في وقت علقت فيه كل من الإمارات والكويت الطيران مع الهند إلى أجل غير مسمّى. 

 العراق 

يحتل العراق حالياً صدارة الدول العربية بعدد الإصابات، فقد تجاوز عدد الإصابات فيه المليون إصابة، وزاد من الارتباك في المشهد الحريق الذي شبّ في مستشفى لمعالجة مصابي فيروس كورونا، مخلفاً أكثر من 80 قتيلاً. 

وذكرت تقارير أنّ انفجار أسطوانة أوكسجين في قسم العناية الفائقة، الذي يرقد فيه المرضى الموصولون بأجهزة التنفس وغير القادرين على الحركة، هو ما أدّى إلى اندلاع الحريق، وأفاد مسؤولون في خدمة الطوارئ بأنّ كثيرين ماتوا في مستشفى ابن الخطيب بسبب فصلهم عن مصدر الأوكسجين، واختنق آخرون بسبب الدخان، بحسب ما أورده موقع "بي بي سي". 

لا يُعدّ الحادث الذي وقع في العراق الأوّل من نوعه، فقد سبق أن وقعت حوداث مشابهة في مصر والأردن

ولا يُعدّ الحادث الذي وقع في العراق الأوّل من نوعه، فقد سبق أن وقعت حوداث مشابهة في مصر والأردن.

وأشعل الحادث الأخير الغضب الشعبي نحو الحكومة العراقية، وسط أزمات اقتصادية وسياسية وتفشي الفيروس، وعجز عن حماية المرضى في المستشفيات.

وقالت مفوضية حقوق الإنسان الحكومية في بيان: إنّ الحادث "جريمة بحقّ المرضى الذين أنهكهم فيروس كوفيد -19 والذين وضعوا حياتهم في أيدي وزارة الصحة ومؤسساتها، وبدلاً من تلقي العلاج، ماتوا جرّاء ألسنة النيران".

ودعت المفوضية رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى إقالة وزير الصحة حسن التميمي و"تقديمه إلى العدالة".

 

نقابة الأطباء المصرية: ارتفاع ملحوظ في أعداد الوفيات بسبب الفيروس بين الأطباء مقارنة بالشهور الماضية، 61 طبيباً توفوا منذ بداية نيسان الجاري

 

وردّ الكاظمي بالدعوة إلى "تحقيق فوري مع المسؤولين في الوزارة"، وطالب بإرسال "مدير المستشفى ورئيس الأمن وفريق الصيانة الفنية إلى المحققين، وعدم الإفراج عنهم إلا بعد إحضار المذنبين إلى المحاكمة"، بحسب "بي بي سي".

 مصر 

على الرغم من أنّ أعداد الإصابات الرسمية للفيروس في مصر لم تصل إلى الـ1000 حالة يومياً، إلا أنّ تلك الأرقام تظل بعيدة كل البعد عن حقيقة الأوضاع، حيث تشهد البلاد تفشي الوباء مع استمرار مظاهر الحياة على نحو طبيعي. 

من جانبها، لفتت نقابة الأطباء المصرية إلى الارتفاع الملحوظ في أعداد الوفيات بسبب الفيروس بين الأطباء مقارنة بالشهور الماضية، لافتة إلى أنّ 61 طبيباً توفوا منذ نيسان (إبريل) الجاري.

اقرأ أيضاً: إحصائيات جديدة... الدول العربية على قائمة كورونا

وقالت النقابة في بيان عبر صفحتها على فيسبوك: إنّ النقابة لا تعتمد فى نهجها على التهويل أو الإثارة، وإنما على توضيح الأزمة، وهي توالي سقوط شهدائنا من الأطباء منذ بداية الجائحة، والذي اقترب من (500) شهيد، وليس (115) كما أعلنت الوزارة على خلفية احتسابها الشهداء العاملين في مستشفيات العزل فقط.

وتساءلت: فماذا عن بقية الأطباء في باقي المستشفيات الجامعية والخاصة والطوارئ الذين يستقبلون آلاف المرضي ممّن يحتمل إصابتهم بفيروس كورونا؟ وماذا عن أطباء النساء والتوليد الذين يباشرون توليد سيدات لديهن كورونا؟  فأطباء هذا التخصص يحصدون أعلى نسبة وفيات فى قائمة الشهداء.

 

بيان النقابة العامة للأطباء تؤكد النقابة العامة لأطباء مصر أنها جزء أصيل من الدولة المصرية وحريصة كل الحرص على استقرار...

Posted by ‎نقابة أطباء مصر - الصفحة الرسمية‎ on Monday, April 26, 2021

وقال عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة مجدي بدران: "إنّ الموجة الـ3 لفيروس كورونا تشهد بعض الأعراض التي لم تظهر من قبل، مثل احمرار العينين وفقدان السمع المفاجئ والصداع الشديد".

وأوضح عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة أنّ السلالات الجديدة من فيروس كورونا لديها قدرة كبيرة على الانتشار والعدوى في التجمعات، وأنّ الفيروس أصبح أكثر ذكاء ويستهدف فئات جديدة، فبعد ما كان يصيب المسنّين وذوي الأمراض المزمنة، أصبح يستهدف أيضاً ذوي الخمول البدني.

وأضاف بدران، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "النيل الإخبارية"، بحسب ما أورده موقع الوطن: يجب ممارسة النشاط البدني والرياضة بشكل يومي، وتجنّب الزيادة في الوزن.

واعتبر أنّ العالم فشل حتى الآن في مواجهة انتشار الفيروس، وأكد على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية، وعلى ضرورة التزام أصحاب الأمراض المزمنة بالتدابير الوقائية، في ظل غياب حل سريع حالياً لهذه الأزمة.

وتابع: إنّ الفترة القادمة هي فترة صعبة وحاسمة، ولا بدّ من الرجوع إلى تطبيق الإجراءات الاحترازية، قائلاً: "السنة هذه أسوأ كثيراً من حيث تطبيق الإجراءات الاحترازية والتجمعات في رمضان 2021، أكثر بكثير مقارنة برمضان الماضي".

وفي السياق ذاته، بدأ المسؤولون المصريون في تلقي لقاحات فيروس كورونا، ويبدو أنها استراتيجية لتشجيع المواطنين على الحصول عليه، خصوصاً في ظل ضعف نسب الإقبال على التطعيم به حتى الآن، بحسب تقديرات وزارة الصحة المصرية.

وقد حصلت مصر مؤخراً على تصريح إنتاج وتعبئة لقاح سينوفارم الصيني محلياً، ما سيمكّنها من إنتاج ملايين الجرعات.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية