فحوصات جماعية ونتائج خلال ثوان.. ابتكار إماراتي جديد للكشف عن مصابي كورونا

فحوصات جماعية ونتائج خلال ثوان.. ابتكار إماراتي جديد للكشف عن مصابي كورونا


20/05/2020

منذ اكتشاف فيروس كورونا المستجد في مدينة ووهان الصينية وتفشّيه في مختلف دول العالم، سخّرت دولة الإمارات العربية المتحدة جلّ إمكانياتها في مواجهة هذه الأزمة وآثارها على المستوى المحلي والعالمي، لتسطّر بذلك نموذجاً فريداً فيما يتعلق بتحقيق الأمن الصحي خلال الجائحة، التي أودت بحياة ما يزيد عن 325 ألف شخص في مختلف دول العالم حتى الآن، واحتلت الإمارات مراتب متقدمة في التصنيفات العالمية للدول الأكثر كفاءة في مواجهة "كوفيد- 19".

أعلن مختبر (كوانت ليز) في دولة الإمارات عن تطوير أداة جديدة تتيح إجراء فحوص جماعية فائقة السرعة لفيروس كورونا

وحرصت القيادة الإماراتية، مستغلة تفوق بلادها في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، على دعم الأبحاث العلمية والمخبرية الرامية إلى تطوير تقنيات للفحص المبكر عن المصابين بفيروس كورونا، وعلى دعم الأبحاث الرامية إلى التوصل لعلاج لمرض "كوفيد - 19" الذي يسببه فيروس كورونا، فضلاً عن حرصها على استمرار دورها الإنساني منقطع النظير في تقديم الدعم والمساعدة لمختلف الدول المتضررة من الجائحة.
رصد فيروس كورونا باستخدام الليزر
في إطار الجهود المبذولة لاحتواء الجائحة والسيطرة عليها، أعلن مختبر "كوانت ليز"، ذراع البحث الطبي في الشركة العالمية القابضة "IHC" المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية، يوم أمس الثلاثاء، أعلن عن تطوير أداة جديدة تتيح إجراء فحوص جماعية فائقة السرعة خلال ثوان، وهو ما يسمح بتوسيع دائرة الاختبارات على نحو غير مسبوق، ويعزز مكانة الإمارات باعتبارها مركزاً دولياً للأبحاث والابتكار والتكنولوجيا، في وقت يتسابق فيه علماء العالم للوصول إلى أسرع التقنيات وأدقها لفحص الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا.

 طرح التقنية الجديدة يعزز موقع دولة الإمارات مركزاً للأبحاث والابتكار والتكنولوجيا
وأعرب وزير الصحة ووقاية المجتمع في دولة الإمارات، عبد الرحمن بن محمد العويس، عن تفاؤله بهذا الاكتشاف قائلاً؛ "نتابع باهتمام كافة الابتكارات والتطورات المتعلقة بالتصدي والاكتشاف المبكر والسريع لفيروس كورونا، نحن منفتحون على جميع الجهود التي من الممكن الاستفادة منها لمنع انتشار الفيروس".

اقرأ أيضاً: منذ بداية جائحة كورونا.. الإمارات تقدم مساعدات لـ 50 دولة
وأضاف العويس أنّ مسؤولي الصحة يتابعون بشكل متواصل تقدّم تجارب كوانت ليز لاختبار هذه المعدات؛ "نحن متفائلون بعد اختبار فعالية الجهاز الجديد؛ فهذا ابتكار تكنولوجي فعال يمكنه توفير حماية أفضل لمجتمعنا، ونأمل بأن يساهم هذا التطور في تعزيز الجهود الوطنية المبذولة في هذا الإطار، خصوصاً، أنّ قيادتنا الرشيدة تولي التطور التكنولوجي والمعرفي أهمية كبرى، وتحديداً في مجال البحث العلمي المتعلق بالقطاعات الصحية"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الإماراتية "وام".

فحوصات جماعية ونتائج خلال ثوان
من جانبه، قال الدكتور بروماد كومار، قائد فريق الباحثين في المختبر الذي درس وحلل خلال الأشهر القليلة الماضية التغيرات في بنية خلايا دم المصابين بالفيروس؛ "الأداة، التي تستخدم المجهر الإلكتروني، ستسمح بإجراء الفحوصات على نطاق جماعي وتتيح صدور النتائج خلال ثوان".

تُعزّز التقنية المكتشفة مكانة دولة الإمارات باعتبارها مركزاً دولياً للأبحاث والابتكار والتكنولوجيا

وأضاف كومار؛ "في الواقع، تستطيع تقنية DPI، المبنية على الليزر والمعتمدة على تضمين الطور البصري، التعرف على الفيروس خلال ثوان، إلى جانب كونها سهلة الاستخدام وغير جراحية ومنخفضة الكلفة"، مشيراً إلى أن الجهاز مناسب للاستخدام في المستشفيات والأماكن العامة، مثل؛ دور السينما ومراكز التسوق، مع القليل من التدريب العملي "الأمر الذي سيشكل نقلة نوعية كبيرة في معالجة انتشار فيروس كورونا".
وفيما يتعلق بنظام التشخيص، قال الدكتور كومار؛ "إنّ نموذج الذكاء الاصطناعي (AI) المتقدم في تحليل الصور يتوقع نتائج كل صورة بسرعة ووفقاً لمقياس دقيق جداً. هذا أمر بالغ الأهمية بشكل خاص في برامج الاختبار واسعة النطاق".

 

 

واستعانت كوانت ليز بالمعرفة الفنية لـ "G42"، وهي شركة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، لزيادة تعزيز برنامج الليزر بطريقة تفوق القدرة البشرية.

اقرأ أيضاً: الإمارات الأولى عربياً في هذا المجال

الابتكار.. سلاح الإمارات في مواجهة الجائحة
في سياق متصل، منحت وزارة الاقتصاد الإماراتية بداية شهر أيار (مايو) الحالي، مركز أبوظبي للخلايا الجذعية، براءة اختراع لعلاج مبتكر وواعد يعمل على محاربة الالتهابات التي يتسبب بها فيروس كورونا المستجد، ويتضمن هذا العلاج، الذي قام بتطويره فريق من الأطباء والباحثين في المركز، استخراج الخلايا الجذعية من دم المريض وإعادة إدخالها بعد تنشيطها.مركز أبوظبي للخلايا الجذعية

ولم تترك دولة الإمارات إنجازها الطبي هذا رهين الملفات أو حبيس الأدراج، بل قامت بتجربة العلاج على 73 حالة، وقد شفيت وظهرت نتيجة الفحص سلبية، بعد إدخال العلاج إلى الرئتين من خلال استنشاقه بواسطة رذاذ ناعم يعمل على تجديد خلايا الرئة وتعديل استجابتها المناعية، لمنعها من المبالغة في رد الفعل على عدوى "كوفيد-19" والتسبب في إلحاق الضرر بالمزيد من الخلايا السليمة.

أعلنت الإمارات في وقت سابق عن التوصل لعلاج مبتكر وواعد لالتهابات فيروس كورونا المستجد بالخلايا الجذعية

وقد خضع العلاج للمرحلة الأولى من التجارب السريرية واجتازها بنجاح، فلم يُبلّغ المرضى الذين تلقوا العلاج، عن أي آثار جانبية فورية، ولم يتم العثور على أية تفاعلات مع بروتوكولات العلاج التقليدية لمرضى "كوفيد-19"، ما يدل على سلامة العلاج ونجاعته في مواجهة الجائحة العالمية.
يشار إلى أنّ مركز أبوظبي للخلايا الجذعية "ADSCC"، هو مركز متخصص في الرعاية الصحية ويركز على العلاج بالخلايا والأدوية الابتكارية والبحوث المتطورة على الخلايا الجذعية.
الإمارات من أفضل الدول في مواجهة الجائحة
احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة مراتب متقدمة بين دول المنطقة والعالم في مواجهة جائحة كورونا، وفق تصنيف مركز الأبحاث البريطاني "Deep Knowledge Group"، لكفاءة الدولة في تحقيق الأمن الصحي لشعبها والمقيمين في بلادها خلال أزمة كورونا.

 


ورتب تصنيف مركز الأبحاث البريطاني أكثر من 100 دولة في العالم من حيث فعاليتها في التعامل مع الفيروس المستجد، حيث حصدت الإمارات المرتبة الأولى على مستوى المنطقة والمرتبة الـ 18 على مستوى العالم من حيث الكفاءة والفعالية في مواجهة الجائحة، فيما حلت دولة الكويت في المرتبة الثانية على مستوى المنطقة والمرتبة الـ 25 على مستوى العالم.

اقرأ أيضاً: الإمارات.. استجابات إنسانية جديدة
ومن الجدير بالذكر أنّ دولة الإمارات قامت بإدارة عمليات منظمة الصحة العالمية بما يتعلق بإرسال المساعدات للدول المتضررة من كورونا عبر المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، فضلاً عن "مدينة الإنسانية" التي شيدت خلال 48 ساعة لاستضافة الكثير من العرب بعد إجلائهم من "ووهان" الصينية، قبل نقلهم إلى أوطانهم، هذا إلى جانب إرسالها مئات الأطنان من المساعدات الطبية، التي استفاد منها ما يزيد عن 334 ألف من الكوادر الطبية في أكثر من 32 دولة حول العالم.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية