في ظلّ العقوبات الأمريكية.. هل يخرج اجتماع فيينا إيران من مأزقها؟

في ظلّ العقوبات الأمريكية.. هل يخرج اجتماع فيينا إيران من مأزقها؟


08/07/2018

أعلنت شركة "سي إم إيه - سي جي إم" الفرنسية للشحن البحري، أمس، انسحابها من إيران، في أعقاب العقوبات التي قررتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على طهران والشركات التي تتعامل معها.

ثالث أكبر ناقل بحري في العالم ينسحب من إيران بسبب العقوبات الأمريكية

ويأتي انسحاب الشركة الفرنسية، وهي ثالث أكبر ناقل بحري في العالم، بعد أن قررت شركات شحن كبرى أخرى، من بينها "إيه بي مولر – ميرسك"، وقف أنشطتها في إيران، مع إعادة فرض العقوبات على طهران، بعد قرار واشنطن الانسحاب من الاتفاق النووي، الموقَّع العام 2015.

ونقلت "رويترز"، عن الرئيس التنفيذي للشركة الفرنسية، رودولوف سعادة، قوله خلال مؤتمر اقتصادي في جنوب فرنسا: "قررنا إنهاء خدماتنا لإيران".

وتعمل "سي إم إيه - سي جي إم"، في 200 طريق شحن بين 420 ميناء في 150 دولة بالعام، محققة إيرادات سنوية تصل إلى 16 مليار دولار من أسطولها البالغ 494 سفينة.

من جهة أخرى، وبعد أن أعلن رئيس مجلس إدارة مجموعة "توتال" النفطية، باتريك بويانيه، في السابق، انسحابه من مشروع ضخم لتطوير المرحلة 11 من حقل فارس الجنوبي للغاز في إيران، لعدم حصول الشركة على إعفاء من العقوبات الأمريكية، أكد رداً على أسئلة "إر تي إل" على هامش الملتقى الاقتصادي؛ أنه "ليس لديه أيّ خيار آخر"، وأوضح "لا يمكن إدارة مجموعة دولية في 130 بلداً، دون الوصول إلى الأوساط المالية الأمريكية، وبالتالي، فإن القانون الأمريكي يطبق فعلياً وعلينا أن نغادر إيران"، لكنّه أضاف: "آمل أن نتمكن من العودة يوماً إلى إيران".

وزير الخارجية الأمريكي يكشف الأنشطة الإرهابية التي ارتكبتها إيران في أوروبا لإحباط أيّة مكاسب حصلت عليها في اجتماع فيينا

وكشف أنّ "توتال" خسرت "40 مليون دولار"، بسبب تخليها عن المشروع في إيران، لافتاً إلى أن "هذا ليس بالكثير، بحسب معيار "توتال"، التي تستثمر سنوياً 15 مليار دولار".

وكشف وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، بتغريدة نارية عن الأنشطة الإرهابية، التي ارتكبتها إيران في أوروبا، في محاولة، فيما يبدو، لإحباط أيّة مكاسب حصلت عليها هذه الدولة في اجتماع فيينا، متهماً النظام الإيراني بجلب المعاناة والموت إلى العالم وشعبه.

وجاء في التغريدة: "فقط في أوروبا، أسفرت اغتيالات وتفجيرات وهجمات أخرى إرهابية رعتها إيران، عن وفيات لا تحصى، نأمل أن يثير الأوروبيون ذلك مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال جولته الأوروبية، حان وقت مواجهة الحقائق حول النظام الإيراني الخبيث".

وألحق بومبيو بالتغريدة، رابطاً لتقرير نشره الموقع الإلكتروني للخارجية الأمريكية، عن نشاط إرهابي رعته طهران في أوروبا، بين عامي 1979 و2018، ونشاط مشابه رعاه حزب الله اللبناني بين عامي 1983 و2017.

وتضمن تقرير الخارجية الأمريكية اتهامات لإيران باغتيال 4 ناشطين أكراد في برلين، العام 1992، واغتيال رئيس الوزراء الإيراني السابق شاهبور بختيار في فرنسا العام 1991

بومبيو ينشر رابط تقرير للخارجية الأمريكية عن نشاط إرهابي رعته طهران وحزب الله اللبناني في أوروبا خلال الأعوام الماضية

وبعد ساعات من تغريدة بومبيو، بثّ التليفزيون الرسمي الهولندي، أمس، أنّ أمستردام أبعدت دبلوماسيَّين إيرانيَّين من أراضيها، دون إبداء أسباب.

وفي غضون ذلك، طالب الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الدول الأوروبية بإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة منه.

ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء (إرنا)، أمس، عن روحاني قوله: إن "الدول الأوروبية تحتاج، كي تحقق إرادة إنقاذ الاتفاق النووي، إلى اتخاذ إجراءات عملية وقرارات معينة خلال الإطار الزمني".

وجاء كلام روحاني بعد يوم من اجتماع فيينا، الذي جمع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف بوزراء خارجية القوى الخمس الكبرى الموقعة على الاتفاق النووي (روسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا)، وأكدت هذه القوى في الاجتماع حقّ طهران في تصدير نفطها، رغم تهديدات أمريكا التي انسحبت من الاتفاق النووي، في أيار (مايو) الماضي، بإعادة فرض عقوبات، بحسب ما أشارت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير من فيينا.

التلفزيون الرسمي الهولندي أعلن أمس أنّ أمستردام أبعدت دبلوماسيَّين إيرانيَّين من أراضيها دون إبداء أسباب

وأضافت الوكالة "وزراء خارجية الدول الكبرى الخمس، ونظيرهم الإيراني، حددوا "خريطة طريق" لإنقاذ الاتفاق الذي وقع في تموز (يوليو) 2015، ولمحاولة إبقاء طهران فاعلة في النظام التجاري والمالي الدولي"، وذكرت الوكالة؛ أنّه من بين 11 هدفاً أعلن الوزراء، أمس الأول، عزمهم على تحقيقها، يؤكد الهدف الأول "استمرار صادرات الغاز والنفط الإيرانيين"، في وقت طلبت فيه واشنطن من كافة الدول الوقف التام لوارداتها من النفط الإيراني، بحلول 4 تشرين الثاني (نوفمبر) 2018، وسيكون رافضو القرار الأمريكي عرضة للعقوبات التي ستعيد فرضها واشنطن على كافة الشركات التي تتعامل مع إيران.

وكانت الشركة الفرنسية قد وقعت، العام 2016، بروتوكول اتفاق مع شركة "خطوط الشحن البحري" الإيرانية، لتبادل أو استئجار مساحات على السفن، واستخدام الخطوط البحرية المشتركة، والتعاون في استخدام المرافئ.

وقد أعلن ترامب، مطلع أيار (مايو) الماضي، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، وإعادة فرض العقوبات على إيران، وكلّ الشركات المتعاملة معها.

 

 

الصفحة الرئيسية