في يوم الأسير الفلسطيني.. هذه أبرز انتهاكات سلطات الاحتلال بحق المعتقلين وعائلاتهم

في يوم الأسير الفلسطيني.. هذه أبرز انتهاكات سلطات الاحتلال بحق المعتقلين وعائلاتهم


17/04/2022

يُحيي الفلسطينيون يوم 17 نيسان (أبريل) من كل عام، "يوم الأسير الفلسطيني"، والذي أقره المجلس الوطني الفلسطيني، عام 1974، واعتبره يوماً لتوحيد الجهود والفعاليات لإسناد الأسرى في سجون الاحتلال ومعتقلاته.

وتم اختيار هذا التاريخ للاحتفال بالأسرى الفلسطينيين، كونه شهد إطلاق سراح أول أسير فلسطيني وهو "محمود بكر حجازي" في أول عملية لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين والاحتلال الصهيوني.

وأقرت القمة العربية العشرين أواخر آذار (مارس) من العام 2008، في العاصمة السورية دمشق، اعتماد هذا اليوم من كل عام للاحتفاء به في الدول العربية كافة، نصرة وإسناداً للأسرى الفلسطينيين والعرب في المعتقلات الصهيونية.

شعلة الحرية في جنين

وإيذاناً ببدء فعاليات يوم الأسير الفلسطيني، أوقدت في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، مساء السبت، "شعلة الحرية"، بحضور مئات الفلسطينيين وشخصيات رسمية وشعبية وممثلي منظمات تعنى بشؤون الأسرى، وذوي معتقلين وشهداء.

 أول أسير فلسطيني (محمود بكر حجازي)

وتنظم في هذه المناسبة، سلسلة من الفعاليات، كالمهرجانات والندوات والمسيرات والوقفات التضامنية مع الأسرى.

وفي بيان لها مساء السبت، قالت حركة "فتح" إنّ الأسرى "هم شعلة الحرية" للشعب الفلسطيني وأنهم على رأس أولوياتها.

واقع يزداد سوءاً

وتحل ذكرى يوم الأسير الفلسطيني هذا العام، في ظل واقع يزداد سوءاً، جراء سياسات الاحتلال داخل السجون، والانتهاكات الطبية المتعمدة، إضافة إلى اعتقال المئات من الشباب الفلسطيني خصوصاً من أهل القدس، الذين هبوا خلال الأسبوع المنصرم للدفاع عن مقدساتهم الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، قبل أن تفرج سلطات الاحتلال عن بعضهم بشروط قاسية وصلت إلى حد إبعادهم عن القدس الشريف.

 تنظم في هذه المناسبة، سلسلة من الفعاليات، كالمهرجانات والندوات والمسيرات والوقفات التضامنية مع الأسرى

وتشهد ساحات المسجد الأقصى منذ بداية شهر رمضان الفضيل، اشتباكات عنيفة بين جنود جيش الاحتلال ومستوطنيه الذين اقتحموا باحات المسجد الأقصى واعتدوا على المصلين، الذين هبوا بدورهم للدفاع عن أنفسهم وعن مقدساتهم وحرمتها في هذا الشهر المبارك.

وفي هذه المناسبة صدرت ورقة بحثية عن مؤسسات الأسرى: هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، ومركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات"، ومركز وادي حلوة – القدس، تتضمن معطيات عن الأسرى في سجون الاحتلال وما يواجهونه من سياسات ممنهجة تنفذها إدارة سجون الاحتلال، وأبرز محطات التحوّل التي شهدوها منذ أواخر العام الماضيّ.

ووفق مؤسسة "الضمير" لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، اعتقلت قوات الإحتلال الإسرائيلي منذ مطلع العام الجاريّ نحو (2140) فلسطينياً وفلسطينية، تركزت عمليات الاعتقال في القدس، وجنين، ورافقها انتهاكات جسيمة بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، حيث سُجلت العديد من الشهادات التي عكست جملة من الجرائم والسياسات التّنكيلية الثابتة التي تنفذها سلطات الاحتلال.

تحل ذكرى يوم الأسير الفلسطيني هذا العام، في ظل واقع يزداد سوءاً

وتؤكد المؤسسات المختصة أنّ المتغير الوحيد القائم هو أنّ سلطات الاحتلال وبأجهزتها المختلفة، عملت على تطوير  المزيد من أدوات التّنكيل، وتعمق انتهاكاتها عبر بنية العنف الهادفة إلى سلب الأسير الفلسطيني فاعليته وحقوقه الإنسانية، وفرض مزيد من السيطرة والرقابة.

أرقام وحقائق

وبلغ إجمالي عدد الأسرى في سجون الاحتلال نحو (4450) أسيراً، منهم (32) أسيرة بينهم فتاة قاصر، فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال والقاصرين نحو (160) طفلاً، وعدد المعتقلين الإداريين نحو (530) معتقلاً. 

ومنذ مطلع العام الجاريّ تصاعدت عمليات الاعتقال، سيما خلال شهر آذار (مارس)، وبلغت ذروتها في الـ 15 عشر من نيسان (أبريل) حيث نفّذت قوات الاحتلال عمليات اعتقال واسعة خلال اقتحام المسجد الأقصى.

ووصل عدد الأسرى المرضى إلى أكثر من (600) أسير ممن تم تشخيصهم من بينهم (200) حالة مرضية مزمنة بينهم (22) أسيراً مصابون بالسّرطان وأورام بدرجات متفاوتة، أخطر هذه الحالات الأسير ناصر أبو حميد الذي يواجه وضعاً صحياً خطيراً، جراء إصابته بسرطان في الرئة.

اعتقلت قوات الإحتلال الإسرائيلي منذ مطلع العام الجاري نحو (2140) فلسطينياً وفلسطينية، تركزت عمليات الاعتقال في القدس وجنين، ورافقها انتهاكات جسيمة بحقّ المعتقلين وعائلاتهم

ومن أبرز أسماء الأسرى المرضى القابعين في سجن "عيادة الرملة": (خالد الشاويش، منصور موقدة، معتصم ردّاد، ناهض الأقرع، وناصر ابو حميد، وإياد حريبات)، علماً أنّ غالبيتهم يقبعون منذ تاريخ اعتقالهم في سجن "عيادة الرملة" وشهدوا على استشهاد عدد من رفاقهم على مدار سنوات، وفق مؤسسة "الضمير". 

ووصل عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى (227) شهيداً، بارتقاء الشهيد سامي العمور نتيجة لجريمة الإهمال الطبّي المتعمّد أواخر العام الماضي، إضافة إلى المئات من الأسرى المحرّرين الذين استشهدوا نتيجة أمراض ورثوها من السّجن ومنهم الشّهيد حسين مسالمة الذي ارتقى العام الماضي بعد أن واجه جريمة الإهمال الطبيّ قبل قرار الاحتلال بالإفراج عنه، حيث بلغ عدد الشهداء الذين ارتقوا نتيجة لسياسة الإهمال الطبي (72) شهيداً.

منذ مطلع العام الجاريّ تصاعدت عمليات الاعتقال

ووصل عدد الأسرى الذين يقضون أحكاماً بالسّجن المؤبد إلى (549) أسيراً، وأعلاهم حكماً الأسير عبد الله البرغوثي، المحكوم بــ(67) مؤبداً. وخلال العام الجاري أصدر الاحتلال حكماً بالسجن المؤبد بحق الأسير منتصر شلبي من رام الله، والأسير محمد كبها من جنين. 

ويواصل الاحتلال كجزء من سياساته الممنهجة، احتجاز جثامين (8) أسرى استشهدوا داخل السّجون، وهم: أنيس دولة الذي اُستشهد في سجن عسقلان عام 1980، وعزيز عويسات في العام 2018، وفارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السّايح، وأربعتهم استشهدوا خلال العام 2019، وسعدي الغرابلي، وكمال أبو وعر اللّذان اُستشهدا عام 2020، وآخرهم سامي العمور خلال 2021.

بلغ إجمالي عدد الأسرى في سجون الاحتلال نحو (4450) أسيراً، منهم (32) أسيرة بينهم فتاة قاصر، فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال والقاصرين نحو (160) طفلاً، وعدد المعتقلين الإداريين نحو (530) معتقلاً

وبلغ عدد الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاقية أوسلو (25) أسيراً، أقدمهم الأسيران كريم يونس وماهر يونس المعتقلان منذ العام 1983 بشكل متواصل، والأسير نائل البرغوثي الذي يقضي أطول فترة اعتقال في تاريخ الحركة الأسيرة،  ودخل عامه الـ(42) في سجون الاحتلال، حيث قضى منها (34) عاماً بشكل متواصل، قبل تحرره عام 2011 في صفقة (وفاء الأحرار)، إلى أن أُعيد اعتقاله عام 2014 إلى جانب العشرات من المحررين، منهم علاء البازين، ونضال زلوم، وسامر المحروم وغيرهم.

ويضاف إلى الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاقية أوسلو العشرات من الأسرى الذين جرى اعتقالهم إبان انتفاضة الأقصى، حيث وصل عدد من تجاوزت سنوات اعتقالهم الـ 20 عاماً حتّى نهاية آذار (مارس)، (152) أسيراً. 

وبلغ عدد النواب المعتقلين في سجون الاحتلال (8)، من بينهم الأسيران مروان البرغوثي، وأحمد سعدات. 

وعدد الصحفيين المعتقلين في سجون الاحتلال (11) صحفياً.

معاناة وإهمال طبي

ويعاني الأسرى في سجون الاحتلال من أوضاع معيشية صعبة، وحملة استهداف متواصلة من قبل إدارة مصلحة سجون الاحتلال ومخابراته، اشتملت حرمانهم من أبسط شروط الحياة.

ويواجه الأسرى، سياسة الإهمال الطبي، التي تعتبر واحدة ضمن العديد من الجرائم والانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الأسيرات والأسرى الفلسطينيين، إذ تمعن بانتهاك حقوق الأسرى المكفولة بموجب الاتفاقيات والمواثيق الدولية فيما يتعلق بحق المعتقلين بتلقي العلاج اللازم والرعاية الطبية.

بلغ عدد النواب المعتقلين في سجون الاحتلال (8)، من بينهم الأسيران مروان البرغوثي، وأحمد سعدات

ويعاني الأسرى، جراء ممارسة سلطات الاحتلال التعذيب بحقهم منذ احتلالها لفلسطين، فقد استخدمت أساليب عدة في تعذيب المعتقلين نفسياً وجسدياً، غالبيتها أساليب فظيعة مارسها محققي الاحتلال لانتزاع الاعترافات من المعتقلين الفلسطينيين.

ويدخل الأسرى بأجساد متعافية، وتتم ممارسة حالة من الإضعاف الجسدي لهم عن طريق التعذيب في غرف التحقيق والضرب الذي يسبب لهم ضرراً وأعطاباً صحية في أجسادهم، بعدها تبدأ سياسة الإهمال المتعمد حتى تصل بالأسير للمعاناة الصحية، مثل الأسير منصور شحاتيت الذي خرج هذا العام بجسد هزيل وذاكرة مفقودة.

يعاني الأسرى في سجون الاحتلال من أوضاع معيشية صعبة

كما ويواجه الأسرى أزمة عزلهم عن محيطهم الاجتماعي الخارجي؛ إذ تعمد السلطات الاحتلال إلى تشديد وتعقيد الإجراءات المتعلقة بزيارات ذوي الأسرى لهم، وتصل تلك التعقيدات حد منع الزيارات كوسيلة عقابية لهم ولعائلاتهم.

ويلجأ مئات من الأسرى اضطراراً للإضراب عن الطعام، في محاولة منهم للضغط على إدارة السجون، كي تستجيب لمطالبهم، ما يضعف أجسادهم ويعرضهم للمرض نتيجة تهالك أعضائهم بفعل الإضرابات المتكررة.

يواجه الاسرى، سياسة الإهمال الطبي، التي تعتبر واحدة ضمن العديد من الجرائم والانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الأسيرات والأسرى الفلسطينيين

كذلك يتعرض الأسرى إلى سياسة هدم منازلهم، حيث شرع الاحتلال الصهيوني بتنفيذ جريمة هدم البيوت كسياسة عقاب جماعي بحق أبناء شعبنا منذ احتلاله لفلسطين وتوسعت في بداية الاحتلال العسكري عام 1967، تزامناً مع أساليبه الإجرامية المتنوعة من قتل واعتقال وتهجير، وما يزال يمارس هذه السياسة من أجل الضغط على أبناء شعبنا وفي محاولة منه لمنع تصاعد عمليات المقاومة.

كذلك، تستمر معاناة الأسرى الفلسطينيين المقطوعة رواتبهم، نتيجة تجاوب السلطة الفلسطينية للضغط الإسرائيلي والأمريكي لعدم دفع مستحقات ورواتب الأسرى وعائلاتهم.

مواضيع ذات صلة:

الأسير الفلسطيني مازن القاضي يكابد ويلات السجن وإهمال الاحتلال

الأسير مروان البرغوثي: أبو عمار جديد

والدة الأسير مقداد القواسمي لـ "حفريات": ابني يواجه الموت

الصفحة الرئيسية