قتلت بن لادن وفتكت بالبغدادي.. ماذا تعرف عن فرقة Navy Seal الأمريكية؟

أمريكا

قتلت بن لادن وفتكت بالبغدادي.. ماذا تعرف عن فرقة Navy Seal الأمريكية؟


27/10/2019

حين أعلن مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، فجر اليوم الأحد، وفق ما أورد موقع "الحرة"،  أنّ وحدة عسكرية خاصة تابعة لفرقة "Navy Seal"  أو "فقمة البحر" نفّذت عملية إنزال ضد تجمع لتنظيم داعش شمال غرب سوريا في محافظة إدلب السورية وجرت تصفية عدد من قادة التنظيم من بينهم زعيمه أبو بكر البغدادي، بدا الأمر مشابهاً لما شهده مكانٌ قصيٌّ في باكستان العام 2011 حين قتلت قوةٌ من الوحدة الأمريكية ذاتها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

اقرأ أيضاً: من بلّغ عن مكان البغدادي؟ وكيف جرت العملية العسكرية؟
وتتكتم "البنتاغون" على مصير جثة البغدادي، إلا أنّها تؤكد أنّ العملية تمت داخل محافظة إدلب السورية، وأنّ وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي آيه" تعاونت مع جهاز أمني إقليمي في تحديد مكان البغدادي ورصد تحركاته.
وفي هذا السياق، أعلن مصدر عراقي موثوق به لـ "حفريات" أنّ الاستخبارات الوطنية العراقية ساهمت بقوة في عملية مقتل الإرهابي أبو بكر البغدادي.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أنّ "الاستخبارات العراقية تتبعت البغدادي خطوة خطوة منذ أشهر وقدمت معلومات دقيقة ومهمة الى قوات التحالف، أسهمت بشكل كبير في الوصول إلى زعيم تنظيم داعش الإرهابي وقتله".
جرت تصفية عدد من قادة التنظيم من بينهم زعيمه أبو بكر البغدادي

القوة العسكرية الأولى
تم إنشاء "فقمة البحر" رسمياً بأمر من الرئيس جون ف. كينيدي في العام 1962، على أنّ تاريخاً من العمليات قامت به تلك القوات يعود إلى الحرب العالمية الثانية. ومن بين المهام الرئيسية لها، عمليات خاصة صغيرة غير تقليدية في البيئات البحرية والغابات والمناطق الحضرية والقطبية والجبلية والصحراوية.

اقرأ أيضاً: مقتل البغدادي في إدلب يعيد كشف علاقات داعش وتركيا
تتمثل مهمات "فقمة البحر"، في المقام الأول، في الوصول إلى أهداف منتخبة بعناية عبر الإمساك بها والسيطرة عليها أو الفتك بها، فضلاً عن جمع المعلومات الاستخباراتية خلف خطوط العدو للقيام بأعمال عسكرية في المستقبل.
وتمتلك مجموعة تطوير الحرب الخاصة بالبحرية الأمريكية عدداً سرياً من الفرق المنتشرة في جميع أنحاء العالم. وتم حل الفرقة الأصلية في العام 1987، ولكن أعيد تأسيسها من قبل البحرية الأمريكية باسم "مجموعة تطوير الحرب الخاصة" التي تكون معظم المعلومات حول تفاصيل أنشطتها، سرية.

تم إنشاء "فقمة البحر" رسمياً بأمر من الرئيس جون ف. كينيدي في العام 1962
ويصف "متحف القوات الأمريكية" عناصر تلك القوات على "أنّهم من بين الأفضل، مدربون على التأقلم مع أي طقس أو بيئة أو أي وضع تقريباً، مما يجعلهم يحتلون المركز الأول بين أفضل قوات أمريكية تنفذ العمليات الخاصة".
وتخصصت تلك القوات لاحقاً بـ "التصدي لقضايا الإرهاب" أو ما يعرف بـ "الدفاع الداخلي.. خارجياً"، وهو مفهوم عسكري تستخدمه بعض الدول منها الولايات المتحدة، عبر التصدي للخطر وهو ما يزال خارج البلاد، وهو ما تأكد في عمليات نفذتها ضد مواقع تابعة لتنظيم القاعدة وحركة طالبان في أفغانستان، وباكستان والعراق.
حين قتلت بن لادن
في فجر الثاني من أيار (مايو) 2011 بالتوقيت المحلي في منطقة أبوت آباد (على بعد حوالي 35 ميلاً (56 كم) من إسلام آباد العاصمة الباكستانية)، قام فريق من "فقمة البحر" وبدعم من ضباط شعبة الأنشطة الخاصة على الأرض التابعين لوكالة الاستخبارات المركزية، بقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن.

البنتاغون: وحدة عسكرية خاصة تابعة لفرقة " Navy Seal"  نفّذت عملية إنزال ضد تجمع لداعش بإدلب وقتلت البغدادي

أكد الرئيس حينها، باراك أوباما، في وقت لاحق وفاة بن لادن، لكنه لم يذكر مباشرة عن تنفيذ العملية من قبل "سيلز" قائلاً إنّ "فريقاً صغيراً" من الأمريكيين قام بعملية قتل بن لادن. غير أنّ التغطية الإعلامية غير المسبوقة أماطت اللثام عن أسرار الفرقة المتخصصة بمكافحة الإرهاب المعروفة باسم SEAL Team 6.
لاحقاً أعلن جندي أمريكي سابق من قوات النخبة في البحرية الأمريكية Navy Seals أنّه هو من قتل زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن برصاصة في الرأس.
وقال روبرت أونيل لصحيفة "واشنطن بوست" إنّه تمكن من تحديد هوية بن لادن في مخبئه رغم الظلام بفضل المنظار الليلي، مشيراً إلى أنّه متأكد من مقتل بن لادن؛ لأنّ "الرصاصة التي أطلقها عليه أدت إلى انفلاق جمجمته".
وقد أكد جنديان في الوحدة ذاتها التي هاجمت منزل بن لادن أنّ أونيل هو من قتله في حين سارع متطرفون إلى توجيه تهديدات بالقتل ضد أونيل ونشروا صورته وحرضوا على قتله، بحسب موقع "سايت" الأمريكي لمراقبة المواقع ووسائل الإعلام التي تستخدمها تنظيمات إسلامية متطرفة.

التغطية الإعلامية غير المسبوقة أماطت اللثام عن أسرار الفرقة
وقال أونيل للصحيفة إنّه قرر الكشف عن اسمه بعد تسريب ذلك إلى موقع لقدامى مقاتلي وحدات النخبة في البحرية الأمريكية رغم ضرورة احتفاظه بسرية مهمته.
وأدى ذلك إلى قيام وزارة الدفاع الأمريكية بفتح تحقيقٍ مع الجندي السابق في قوات النخبة في البحرية الأمريكية Navy Seals الذي قال علناً للمرة الأولى إنّه قتل أسامة بن لادن عام 2011.
وقال المتحدث باسم البحرية الأمريكية، الكابتن ريان بيري، إنّ "جهاز التحقيق الجنائي في البحرية توصل بالاتهامات التي طالت روبرت أونيل، الذي قد يكون كشف معلومات سرية إلى أشخاص ليسوا مؤهلين للحصول على مثل هذه المعلومات".

مصدر عراقي: إنّ الاستخبارات الوطنية العراقية ساهمت بقوة في عملية مقتل الإرهابي أبو بكر البغدادي

وأضاف: "نتيجة لذلك، فتح الجهاز تحقيقاً لتحديد حقيقة هذه الاتهامات".
وكان جندي آخر في قوات النخبة هذه، ويدعى مات بيسونيت واجه متاعب أيضاً بعد نشره في أيار (مايو) العام 2012 باسم مستعار مذكرات لم يعرضها مسبقاً على وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)؛ حيث يكون عناصر قوات النخبة ملزمين بالمحافظة على سرية مهامهم.
القصة لم تنته، فتوعدت وزارة الدفاع الأمريكية لاحقاً  بملاحقات قضائية بحق عسكري وضع كتاباً يتناول عملية قتل زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن.
واتهم رئيس قانونيي وزارة الدفاع الأمريكية، جيف جونسون، مؤلف الكتاب، بانتهاك التعهد بالسرية من خلال نشره لتفاصيل العملية التي شارك فيها، معلناً أنّ الوزارة "تدرس استخدام كل الوسائل القانونية المتوافرة بحقه وبحق جميع الذين يعملون معه".
الكتاب المعنون "لا يوم هيّناً" NO EASY DAY  في أيلول (سبتمبر) العام 2012 نشر تحت اسم مارك أوين، وهو عضو في مجموعة "تيم 6" للقوات الخاصة في البحرية الأمريكية التي قامت بقتل زعيم القاعدة.
وزارة الدفاع الأمريكية لم تراجع الكتاب ولم تجزه، وهو ما قد يفتح الباب أمام إمكانية إحالة مؤلفه لمحاكمة جنائية.

غلاف كتاب "لا يوم هيّنا"
ويقول مؤلف الكتاب، في أول تقييم شخصي له عن الغارة، إنّه "تم إطلاق النار على زعيم القاعدة" وهي رواية مختلفة عن الرواية الرسمية، حين ذكرت إدارة أوباما أنّ "أعضاء فرقة النخبة " Navy Seals" واجهوا بن لادن في غرفة نومه وقتلوه برصاصة في الصدر وأخرى فوق العين اليسرى، بعد أن حاول الوصول إلى سلاح".

اقرأ أيضاً: هل كان رأس البغدادي الثمن الذي قبضه ترامب من عملية "نبع السلام"؟
لكن المؤلف يقول إنّ الفريق أطلق النار في البداية على بن لادن قبل أن يتبين ما إذا كان مسلحاً أم لا بعد رؤيته يحاول الخروج وهم يتقدمون نحوغرفته.
وقال إنّهم دخلوا الغرفة بعد إطلاق النار على زعيم القاعدة وعثروا عليه ينتفض على الأرض غارقاً في بركة من الدماء مع اثنتين من النساء اللتين كانتا في حال عويل وهما مستلقيتان على جسده.
وأضاف إنّهم أخرجوا النساء وأطلقوا النار على بن لادن عدة مرات في صدره إلى أن "أصبح جثة بلا حراك"، مشيراً إلى أنّ "الفريق وجد بعد ذلك قطعتي سلاح فارغتين من الطلقات في غرفة نوم بن لادن، وهما بندقية طراز كلاشنكوف إية كيه-47 ومسدس ماكاروف".
وقد رفض البيت الأبيض والمتحدث باسم مجلس الأمن القومي التعليق على الاختلافات بين ما ورد في الكتاب وبين أحداث الرواية الرسمية.
وعلى ضوء الجدل الدائر بشأن ما إذا كان أوين قد عرّض الأمن القومي للخطر، فقد كشفت بعض وسائل الإعلام الأمريكية عن هويته الحقيقية وقالت إنّه "مات بيسونيت"، ومنذ ذلك الحين وهو يواجه تهديدات بالقتل تم نشرها على الإنترنت.

البقع السود العراقية في سيرة "الأبطال"
تلك السيرة من "البطولة" التي بدأت فعلياً في الحرب العالمية الثانية مروراً بالحرب الكورية ثم الفيتنامية فأفغانسان والعراق، شهدت الكثير من الانتكاسات والحوادث السود، ففي الأشهر القليلة الماضية، تم سحب فريق " Navy Seals " من العراق بسبب الإدمان على الكحول.

متحف القوات الأمريكية: عناصر "سيلز" يحتلون المركز الأول بين أفضل قوات أمريكية تنفذ العمليات الخاصة

وفي بيان رسمي، اتخذت الولايات المتحدة قراراً بإعادة فريق " Navy Seals " من العراق، بسبب "التدهور الملحوظ في اتباع النظام والانضباط".
وقال البيان الصادر عن قوة المهام المشتركة في العراق، بحسب موقع الحرة، إنّ سلوك الفريق جعل "القائد يفقد الثقة في فدرة الفريق على إنجاز المهام".
وعلى الرغم من أنّ " Navy Seals"، تعد أحد أهم وأقوى وحدات القوات الخاصة في العسكرية الأمريكية، وهي قوة العمليات الخاصة الأساسية الخاصة بسلاح البحرية الأمريكية، إلا أنّ قائد قوة المهام المشتركة العاملة في العراق أمر بإعادة فريق "السيلز" إلى مدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا، بسبب السلوك غير الانضباطي.
في المدينة ذاتها، سان دييغو، برأت محكمة عسكرية في ختام محاكمة استمرت أسبوعين ضابطاً في وحدة " Navy Seals" من تهمة ارتكاب جرائم حرب في العراق في 2017.
وقضت المحكمة بتبرئة ضابط الصف في وحدة القوات الخاصة بالبحرية الأمريكية إدوارد غالاغر (40 عاماً) من عدة اتهامات من بينها تهمة الإجهاز بسكين على فتى سجين كان مصاباً في ساقه.
وبرأت المحكمة غالاغر من تهمة محاولتي قتل مدنيين عراقيين، فيما أدين بالوقوف مع جنود آخرين قرب جثة شاب عراقي بقصد التقاط صورة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية