قرقاش: الالتزام وإعادة الثقة ركيزتان لوحدة الصف الخليجي

قرقاش: الالتزام وإعادة الثقة ركيزتان لوحدة الصف الخليجي


06/01/2021

بوساطة كويتية، وبتنسيق قوي مع إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب ومستشاره وصهره جاريد كوشنر، تم التقدم في قمة العُلا بالسعودية نحو طي صفحة الخلاف الخليجي منذ 2017، وعودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة، وقطر من جهة أخرى.

ومن شأن ديمومة نجاح هذه المصالحة، التي تمخضت عن القمة الخليجية، أنْ يقوّي الموقف الخليجي في مواجهة التهديدات الإيرانية، وفي امتلاك مزيد من أوراق القوة ووحدة الصف الخليجي؛ في ظل رغبة إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، في إعادة التفاوض مع إيران حول برنامجها النووي.

اقرأ أيضاً: "البيت الخليجي" .. من فكر زايد إلى "العلا"

 وفيما أكدت دولة الإمارات أنّ على الجميع الالتزام  بمخرجات قمة العُلا و"أننا أمام فرصة حقيقية ينبغي البناء عليها"، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس الثلاثاء، إنّ القمة رقم 41 لمجلس التعاون طوت صفحة الماضي، وأكدت توطيد العلاقات واحترام مبادئ الجوار.

 امتلاك مزيد من أوراق القوة ووحدة الصف الخليجي

وحضر أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني القمة للمرة الأولى منذ عام 2017، عندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين إلى جانب مصر العلاقات؛ بسبب دعم الدوحة للجماعات المتطرفة.

اقرأ أيضاً: هذه أهم بنود بيان "قمة العلا"... ما أبرز ردود الفعل الدولية؟

وقد حضر القمة وزير الخارجية المصري سامح شكري. وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية أن "مصر تقدر وتثمن كل جهد مخلص بُذل لتحقيق المصالحة بين الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) وقطر، وخاصة جهود دولة الكويت الشقيقة خلال السنوات الماضية".

 

أكدت دولة الإمارات أنّ على الجميع الالتزام  بمخرجات قمة العُلا وأننا أمام فرصة حقيقية ينبغي البناء عليها

 

وكان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، ألقى كلمة افتتاحية للقمة قال فيها: "نحن اليوم أحوج ما نكون لتوحيد جهودنا للنهوض بمنطقتنا ومواجهة التحديات التي تحيط بنا، خصوصاً التهديدات التي يمثلها البرنامج النووي للنظام الإيراني وبرنامجه للصواريخ الباليستية، ومشاريعه التخريبية الهدامة التي يتبناها ووكلاؤه، من أنشطة إرهابية وطائفية هدفها زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة".

قرقاش: إعادة بناء الثقة ضرورية لإنهاء الأزمة

ووصف نائب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، القمة الخليجية الـ41 بـ"الإيجابية والناجحة"، مؤكداً أنها "موحدة للصف ومرسخة للأخوّة".

جانب من قمة العلا

من جانبه قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، إنّ أمن واستقرار دول وشعوب مجلس التعاون "أولوية أولى". ولفت قرقاش في تصريحات لقناة "العربية" أمس إلى أنّ "الإمارات متفائلة بما جاء في بيان العُلا، وتراه بداية لإرساء قواعد شفافة ومتجددة لمسيرة العمل الخليجي"، وأردف الوزير: "يجب أن نكون واقعيين من حيث أن هناك حاجة لإعادة (بناء) الثقة وإعادة اللُحمة".

وأضاف قرقاش أنّ ما تحقق في قمة العلا "جاء بفضل بجهود مخلصة من السعودية ووساطة ملتزمة من الكويت والولايات المتحدة". وتابع أنّ ما حدث في العلا "يمنحنا فرصة تعزيز أمن المنطقة واستقرارها".

اقرأ أيضاً: قادة دول التعاون الخليجي يوقّعون البيان الختامي لقمة العلا.. تفاصيل

وأشار قرقاش إلى أنّ اتفاق العلا للمصالحة الخليجية يُعيد اللُحمة للبيت الخليجي، والعلاقة مع مصر، ويعيد العلاقات الطبيعية لما قبل الأزمة مع قطر.

وكان الأمير فيصل بن فرحان، قال في مؤتمر صحفي مشترك مع أمين عام مجلس التعاون الخليجي: "ترسل هذه القمة رسالة للعالم أجمع أنه مهما بلغت الخلافات في البيت الواحد إلا أنّ الحكمة قادرة على تجاوز كل ذلك والعبور بالمنطقة إلى بر الأمان".

وصف نائب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، القمة الخليجية الـ41 بـ"الإيجابية والناجحة"

وأضاف أنّ البيان الختامي دعا إلى تعزيز التعاون في مكافحة الكيانات الإرهابية والتأكيد على وقوف دول مجلس التعاون صفاً واحداً.

وتابع: "البيان يؤكد تكاتف دول الخليج في وجه أي تدخلات مباشرة أو غير مباشرة في شؤون أي منها".

ولدى سؤاله عن الضمانات، قال الأمير: "أعتقد (أن) أهم شيء هو الإرادة السياسية، ما وصلنا لهذا الاتفاق إلا بوجود إرادة حقيقية لدى القيادات لحل هذا الإشكال، وضمان الوصول إلى لحمة حقيقية تدعم استقرار المنطقة وتدعم قدرتنا على مواجهة التحديات التي تواجهنا".

 

وصل مسؤول قطري إلى القاهرة، في أول زيارة من نوعها منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ أكثر من ثلاث سنوات

 

وأضاف: "نحن متفائلون جداً أنّ هذا الاتفاق هو خطوة مهمة جداً إلى الاستقرار، وإلى نجاح دول الخليج ومعهم مصر والمنطقة بشكل عام".

واستطرد: "ما شهدناه خلال الاجتماع وأيضاً في الأيام السابقة من حسن نوايا ومن تعاون وتوافق وتواصل إيجابي بين القيادات، يجعلنا واثقين أنّ هذا الاتفاق سوف يكون له ديمومة كاملة، وسوف يكون لبنة أخرى في تقوية البناء العربي إن شاء الله"، على حدّ قوله.

إلى ذلك، قال الأكاديمي الإماراتي، عبد الخالق عبد الله، في تغريدة على حسابه على "تويتر" إنّ "المصالحة مكسب كبير للجميع، وإنّ سنة 2021 ستدخل التاريخ كسنةً ما بعد الخلاف الخليجي، وسنة ولادة جديدة للمشروع التعاوني الخليجي من رحم أسوأ أزمة عصفت بالبيت الخليجي".

وفد قطري إلى مصر

وبعد قطيعة لسنوات، وصل مسؤول قطري إلى العاصمة المصرية، القاهرة، في أول زيارة من نوعها منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ أكثر من ثلاث سنوات، بحسب قناة "الحرة". وأفادت صحف محلية مصرية، بوصول وزير المالية القطري، علي بن أسد العمادي، على رأس وفد من الدوحة، إلى مطار القاهرة الدولي، بعد ساعات قليلة من توقيع "بيان العلا" أثناء القمة الخليجية الـ41 في السعودية

بعد قطيعة لسنوات، وصل مسؤول قطري إلى العاصمة المصرية، القاهرة

ونقلت صحيفة "فيتو" المصرية عن مصادر مطلعة بالمطار، أنّ الوفد القطري جاء على متن طائرة خاصة. وأشارت الصحيفة إلى أنه من المقرر أن يفتتح وزير المالية القطري، خلال الزيارة، فندق "سانت ريجيس" على كورنيش نيل القاهرة والمملوك لشركة الديار القطرية.

وتبلغ استثمارات المشروع أكثر من 1.3 مليار دولار، ويضم المشروع برجين بإجمالي 515 وحدة بإجمالي مساحة 9360 متراً مربعاً.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية