قطر تناور لاسترضاء السعودية بالكلام بدل الأفعال

قطر تناور لاسترضاء السعودية بالكلام بدل الأفعال


18/12/2019

عمد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى الإيحاء بأن تقدما حدث في العلاقات مع السعودية منذ القمة الخليجية، وأشار إلى أن الدوحة تدرس الملفات المتسببة في القطيعة وأن العلاقة “خرجت من الجمود”.

يأتي هذا فيما تؤكد أوساط خليجية مطلعة أن الرياض لم تفعل، كونها الأخت الكبرى في الخليج، سوى أنها فتحت أمام الدوحة بابا لاختبار رغبتها في الخروج من الأزمة، وأن الأمر متروك الآن للقطريين لتقديم إشارات جدية بشأن تنفيذ الشروط المطلوبة منذ يونيو 2017.

وقال وزير الخارجية القطري في مقابلة تلفزيونية مع شبكة “سي.أن.أن” الأميركية “إن محادثات جرت في الآونة الأخيرة كسرت جمودا استمر لفترة طويلة مع السعودية وإن الدوحة مستعدة لدراسة مطالب خصومها في الخلاف الخليجي لكنها لن تدير ظهرها لحليفتها تركيا”.

وتحاول قطر الإيحاء بأنها فتحت الباب مع السعودية وتريد الاستماع إلى المطالب وكأنها لا تعرف تلك المطالب والطريق إليها من خلال البحث عن الحل في الرياض.

ووصفت الأوساط الخليجية تصريحات وزير الخارجية القطري بالتمنيات، لافتة إلى أن قطر تناور لاسترضاء السعودية بالكلام بدل الأفعال أي تطبيق الالتزامات التي وضعتها دول المقاطعة، وهو ما أكده رفض الشيخ محمد بن عبدالرحمن لقطع العلاقات مع تركيا.

وتقول هذه الأوساط إن قطر لديها الانطباع بأنه بإمكانها إيجاد مناطق مشتركة مع السعودية على حساب علاقات الرياض مع حلفائها في دول المقاطعة، مشيرة إلى أن الدوحة تخطط منذ بداية أزمتها لإظهار أن السعودية، كدولة مركزية في الخليج، لا تعارض إذابة الجليد مع الدوحة، وأن دولا أخرى مثل مصر والإمارات هي التي ترفع  سقف الاشتراطات وتعيق “الانفتاح” عليها.

واعتبر مصدر دبلوماسي خليجي أن أسلوب شق الصفوف الذي تعتمده الدوحة لن يفضي إلى نتائج لكونه يقدم السعودية في صورة الدولة التي لا تأخذ قرارها بيدها وأن هناك من يقودها إلى التصعيد، وهذا خطاب مستفز قد يدفع الرياض إلى ردة فعل قوية بإغلاق قناة التواصل الحالية وإدارة الظهر لأي وساطة مستقبلية.

واعتبر المصدر في تصريح لـ”العرب” أن قطر لا تريد أن تستوعب أن السعودية هي التي تقود خيار المقاطعة، وأنها أكدت للوسطاء منذ يونيو 2017 أن لا حوار ولا وساطات مع قطر ما لم تنفذ ما يطلب منها كاملا.

وفهمت قطر الاستقبال السعودي لموفدها إلى قمة الرياض رئيس الوزراء الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني كباقي ضيوف القمة، على أنه تغير في المواقف وليس بروتوكولا تعتمده الرياض مع خصومها كما حلفائها.

ورغم مرور أسبوع على القمة، ورغم غياب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرسالة السلبية التي حملها ومفادها أن الدوحة تتعامل مع المصالحة كلعبة إعلامية ليس أكثر، وأنها غير راغبة فيها، لا تزال قطر تردد نفس الكلام عن “المصالحة” و”إذابة الجليد” دون أن تمر إلى خطوات عملية تقابل بها سعة الصدر السعودية تجاهها. وعلى العكس، تستمر في خيار استفزاز المملكة بتقوية العلاقات مع إيران وتركيا بما يهدد الأمن القومي للجارة الكبرى.

ويعد تقليص علاقات الدوحة بأنقرة وإغلاق قاعدة عسكرية تركية في قطر من أبرز شروط دول المقاطعة لاستئناف العلاقات مع قطر.

لكن وزير الخارجية القطري قال إن بلاده لن تغير من علاقتها مع أنقرة لحل الخلاف. وأضاف “أي دولة فتحت الباب لنا وساعدتنا خلال أزمتنا، سنظل ممتنين لها… ولن ندير لها ظهرنا أبدا”.

عن "العرب" اللندنية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية