قطر وتركيا في شمال شرق أفريقيا

قطر وتركيا في شمال شرق أفريقيا


19/03/2020

خوسيه لويس مانسيا

في مقال الأسبوع الماضي تحدّثنا عن أنشطة الإخوان المسلمين من خلال تركيا وقطر في أوروبا، وفي هذا الأسبوع سنتطرق للموضوع ذاته لكن في النصف الشمالي من أفريقيا وسوريا. وفي أعقاب التحذيرات القادمة منذ عام 2017 من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر بخصوص النشاط الزائف لمؤسسة قطر الخيرية في أوروبا، اضطرت هذه المنظمة للحد من أنشطتها هناك، لكنها في المقابل ضاعفتها في أفريقيا؛ حيث تضعف المراقبة، خاصة في غرب ووسط القارة السمراء.

إن نفوذ قطر وتركيا في أفريقيا يعتمد على تقديم الدعم المادي والأيديولوجي للإسلاميين المتطرفين والجماعات المتمردة في بعض البلدان، من أجل الحصول على موارد تلك البلدان أو التموضع الاقتصادي أو العسكري.

وفي ذات السياق، أعلنت مؤسسة "راف" الخيرية عن تسمية عبد الرحمن بن عمير آل نعيم كعضو مؤسس ومستشار للحكومة القطرية، رغم كونه خاضعا لعقوبات من قبل الأمم المتحدة بسبب صلته بالقاعدة. إنه خطأ أظهر أنهم وضعوا منظمة "راف" تحت قيادة الذئب الذي يرعى الأغنام.

أخطأت مؤسسة "راف" الخيرية مرة أخرى وسمّت محمد جاسم السليطي، الذي سبق له أن عمل مع محمد تركي السبيعي، ويوجد اسمه على قائمة الخزانة الأمريكية السوداء لسنة 2008 لتمويله تنظيم القاعدة. ويُفهم من ذلك أنه لم يكن هناك شخص أفضل لهذا المنصب، أو أنهم اعتقدوا أن أحداً لن يلاحظ ذلك لأن الأمر يتعلق بمنظمة إنسانية.

هناك مناسبات أو اتفاقيات يتم بموجبها تقاسم الأدوار بين قطر وتركيا، بأن تتم إدارة منطقة ما من طرف هذه المنظمة أو تلك من بين الجمعيات التابعة لهما. في نهاية المطاف يجب أن يظل خطاب جماعة الإخوان المسلمين هو السائد.

تم ربط مؤسسة الهلال الأحمر التركي بمنظمة "راف" في سوريا لمساعدة الجماعات المتطرفة كالنصرة (هيئة تحرير الشام) تحت غطاء المساعدات الإنسانية. سيكون من الضروري أن نسأل أردوغان هل يمكن اعتبار الأسلحة التي سُلّمت لهذه المجموعات مساعدات إنسانية؟

استمراراً مع أنشطة مؤسسة "راف" في سوريا فقد دفعت هذه المنظمة غير الحكومية (أو قطر) العديد من الفديات لإنقاذ الرهائن الغربيين المختطفين من طرف جبهة النصرة وأحرار الشام. ومع مرور الوقت اتّضح أنها مجرد وسيلة لإيصال التمويل لهذه المجموعات.

في السودان، قامت مؤسسة "راف" القطرية بعملها في دعم الإخوان المسلمين. فطيلة سنوات عديدة تعاونت قطر مع الرئيس السابق عمر البشير، لتثبيت مخالب الإخوان المسلمين. الآن وبعد الإطاحة به تواصل استخدام أذرعها من منظماته غير حكومية على غرار "راف" للاستمرار في فرض نفوذها حتى عن طريق تسليح معارضة الحكومة الجديدة، إن ما يهم قطر (وتركيا) حقاً هو موارد السودان، ومن ناحية أخرى إيجاد مكان آمن لحماية الإخوان النشطين في مصر وليبيا.

تعمل تركيا بالتوازي مع قطر في السودان. وقد تم الكشف في منتصف فبراير المنصرم عن خلية سرّية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين المصرية في السودان. وكانت هذه الخلية قد خططت لتنفيذ عمليات في الخرطوم والقاهرة. وأفادت الاستخبارات السودانية بأن المتطرفين دخلوا البلاد بجوازات سفر سورية مزورة قدمتها لهم الحكومة التركية، وأنهم وصلوا إلى السودان قادمين من تركيا. وكان أردوغان ينوي، باستخدام نفوذه في الحكومة من خلال جماعة الإخوان المسلمين والمنظمات غير الحكومية، إنشاء قاعدة عسكرية ضخمة مع ميناء كي ترسوا سفنه. لكن بعدما تعطّلت خططه التوسعية في شمال شرق أفريقيا كان عليه أن يتحرك إلى الجنوب قليلاً، وهو بالضبط ما يفعله الآن في الصومال.

عن "العين" الإخبارية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية