قمة تونس والملف الإيراني

قمة تونس والملف الإيراني


31/03/2019

منى سالم الجبوري

منذ أن قامت طهران بترسيخ نفوذها في 4 بلدان عربية وتعمل جاهدة من أجل بسط نفوذها على بلدان أخرى وإن ما جرى ويجري في اليمن بشكل خاص، يٶكد على ذلك ويوضح حقيقة النوايا الايرانية المشبوهة تجاه البلدان العربية، فإن مٶتمرات القمة العربية قد وضعت مسألة النفوذ والدور الايراني في حساباتها وإن لم تتصدَ لها بالشكل والصورة المطلوبة خصوصا بعد أن نجحت طهران في شق وحدة الصف العربي كما تمكنت قبل ذلك من شق وحدة الصف الفلسطيني وأحدثت فيه خلافا كبيرا هو أفضل خدمة يمكن أن يتم تقديمها لأعداء القضية الفلسطينية.

مٶتمر القمة العربي في تونس، في ضوء الاحداث والتطورات الجارية ومن خلال طبيعة الامور الجارية على أرض الواقع من حيث علاقتها بالدور والنشاط الايراني المعادي للمنطقة والذي تجاوز حدود الشبهات والظنون وصار حقيقة ملموسة ليس بالامكان نفيه، فإنه مطالب بأن يولي للملف الايراني أهمية خاصة تختلف عن غيرها من الملفات، ذلك إن الدور الايراني يستهدف الامن القومي العربي عموما والامن الاجتماعي العربي خصوصا ولاسيما من حيث سعيه المحموم من أجل تغيير ديموغرافية بلدان في المنطقة وجعلها بالصورة التي تتلائم وتتناسب مع مخططاتها في بلدان المنطقة.

القادة العرب يدركون جيدا مدى التأثير بالغ السلبية للدور الايراني في المنطقة وسعي النظام المحموم من أجل تنفيذ مشروع الخميني فيها والذي يستهدف في نهاية المتاف لإخضاع بلدان وشعوب المنطقة لهذا المشروع الذي يٶسس لبناء إمبراطورية دينية تفرض إملاءاتها على بلدان المنطقة وتجعل من نفسها أمرا واقعا أمام المجتمع الدولي، ومن دون شك فإن هذا المشروع قد قطع شوطا كبيرا لا يمكن الاستهانة بها، وحتى إن وجوها سياسية من قادة أحزاب وميليشيات تابعة لطهران في بلدان المنطقة تتحدث علنا عن نواياها بهذا الاتجاه. ولم يعد بوسع القادة العرب أن يستمروا بنفس صيغة واسلوب القمم السابقة من حيث التعامل مع الملف الايراني. إذ لا بد من تغيير ذلك بصورة واضحة جدا وعدم إبقاء الامور تسير وفق مايخدم النهج والسياسات الإيرانية في المنطقة.

إذا ما كان قادة العرب في الفترات والمراحل السابقة قد يتذرعون بأن النظام الايراني مدعوم دوليا وإن هناك دولا تسانده في السر والعلن وإن له أجندة ومصالح مشتركة مع جهات وأطراف دولية أخرى، فإنه وخلال الفترة والمرحلة الحالية لا يمكن أن يكون كذلك خصوصا وإن المعطيات كلها تدل على إن طهران تمر بمرحلة ضعف وتراجع غير مسبوقة، وإن أوضاعها داخليا وخارجيا تشهد تدهورا مريعا ليس في وسع أحد إنكاره، وإن الواجب يتحتم على قمة تونس أن تعمل عمليا ضد المخططات الايرانية وتعمل كل ما بوسعها من أجل تقويضها والحد منها بل وحتى رد الكيد الى نحره ولاسيما من حيث دعم نضال الشعب الايراني من أجل الحرية والتغيير والاعتراف بالمعارضة النشيطة المتواجدة في الساحة والمتمثلة في المقاومة الايرانية ولاسيما وإن مخاض التغيير بات ينتاب إيران بصورة غير عادية.

عن "ميدل إيست أونلاين"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية