قناة الجزيرة تبث بروباغندا تركية عن تراقيا الغربية

قناة الجزيرة تبث بروباغندا تركية عن تراقيا الغربية


28/04/2020

بُراق تويغان

في وقت سابق من هذا الشهر، وصلت شبكة الجزيرة الإعلامية القطرية إلى منطقة تراقيا اليونانية لتصوير تقرير عن الأقلية المسلمة التركية.

لطالما كانت الأقلية التي يبلغ تعدادها حوالي 150 ألف شخص قضية خلاف بين أنقرة وأثينا، حيث تصف تركيا اليونان بالفشل في منح الحقوق الكاملة للأقلية، بما في ذلك إنكار الدولة للهوية العرقية والقيود المفروضة على حرية الدين.

تم تشويه الحقائق في التقرير الذي أخرجه المخرج السينمائي، غلين إليس، بعنوان "تراقيا الغربية، المنطقة المتنازع عليها: الأتراك في شمال شرق اليونان"، في ما كان بروباغندا سرية لحكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

عندما تم بث التقرير على شاشة التلفزيون، أصبح من الواضح أنه لم تكن هناك مشاركة من أي ممثل للأقلية التركية المسلمة التي لم تكن مرتبطة بالحكومة التركية. علاوة على ذلك فشل التقرير في إبراز آراء المشرعين المسلمين الثلاثة الذين يمثلون مقاطعتين في تراقيا الغربية أو رؤساء بلديات مسلمين أتراك منتخبين. كما أثار التقرير دهشة بشأن فشله في التحدث إلى أي مشرع يوناني أو مسؤول محلي بعينه.

علاوة على ذلك، كان المنتج النهائي في الأساس عبارة عن بث دعائي صوّر المنطقة من خلال عدسة الأتراك.

تغيبت مجموعتان مسلمتان أخرتان في المنطقة، وهما جماعات بوماك والروما العرقية، عن التقرير. ولكن إذا زار فريق العمل فقط حي "دروسيرو" في مدينة "شانثي"، لكانوا قد رأوا متطوعين يساعدون في تعليم أطفال الغجر ولرأوا كيف يمارس الدعاة الأتراك في المنطقة ضغطًا على السكان الغجر.

تمسك كل من ظهر في التقرير بالروايات التركية. على سبيل المثال، تحدث جنكيز عمر، وهو صاحب صحيفة ومحطة إذاعية إقليمية، عن الطريقة التي تلقت بها منافذه عقوبة قدرها مليون يورو، لكن التقرير فشل في ذكر أن أيا من أنشطة عمر في البلاد لم تمنعه الحكومة وهو لم يدفع الغرامة بعد.

وظهر شخص آخر في التقرير وهو أوزان أحمد أوغلو، رئيس الاتحاد التركي "شانثي"، والذي تصادف أيضًا أنه نائب رئيس حزب الصداقة والمساواة والسلام، وهو حزب سياسي تركي يحافظ على سياسات تتماشى مع سياسات أنقرة. يجتمع أحمد أوغلو بانتظام مع الدبلوماسيين الأتراك ويعرب دائماً عن موقفه المؤيد لتركيا بشكل علني.

كما ظهر إبراهيم شريف، وهو ممثل آخر للبروباغندا التركية الرسمية، الذي كان وضعه كمفتي كوموتيني موضوعًا للنقاش لمدة سنوات. لا تعترف الدولة اليونانية بشريف كمفتي، وهناك مفتي آخر تعينه الدولة في المنطقة. تركيا فقط هي التي تعترف بشريف. وفي كل يوم جمعة، يزور شريف المساجد في منطقة تراقيا الغربية، التي يحيط بها مسؤولو الدولة التركية، لعرض دعم تركيا له. ثم تتم مشاركة صور الزيارات الجماعية على وسائل التواصل الاجتماعي.

وهناك جيش ضخم من الأئمة يتألف من رجال ونساء مدعومين مالياً من تركيا، ويفرض النموذج التركي للإسلام على الأطفال في المنطقة. كما كانت هناك جهود مكثفة استمرت عقدين في المنطقة لزرع الإسلاموية والقومية التركية في المنطقة، والتي غطتها مؤسسات الفكر والرأي. وبالطبع، لم يغط تقرير الجزيرة أيًا من هذا.

لم تركز قناة الجزيرة حصريًا على المسؤولين الموالين لتركيا فقط وتغاضّت عن الاستقطاب العلماني الإسلامي المتزايد في تراقيا الغربية، ولكنها فشلت أيضًا في إبراز أي وجهة نظر معارضة، وبالتالي تجاهل مبادئ الصحافة.

إن جوهر القلق وانتقادات الحكومة اليونانية لهذا التقرير يكمن في التهديد الذي تشكله الأسلمة وسياسة "فرق تسد" التي تتبعها تركيا.

عن "أحوال" التركية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية