كفاءة الإمارات في مواجهة كورونا تثير اهتمام القوى العالمية الكبرى

كفاءة الإمارات في مواجهة كورونا تثير اهتمام القوى العالمية الكبرى


07/05/2020

بدأت الكفاءة الاستثنائية التي أظهرتها دولة الإمارات العربية المتّحدة في مواجهة جائحة كورونا تلفت نظر دول العالم وتُغري قوى كبرى بالاستفادة منها في مواجهة هذا الخطر غير التقليدي، حتّى أنّ ولاية نيفادا الأميركية آثرت عقد شراكة مع مجموعة إماراتية عاملة في مجال الذكاء الاصطناعي لإطلاق برنامج لاختبار الفايروس، مثلما يشير إلى ذلك مقال لأفشين مولافي الزميل في معهد السياسة الخارجية بكليّة جون هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة، رئيس تحرير ومؤسِس مؤسسة نيو سيلك رود مونيتور.

ولفت المقال المنشور في موقع سنديكيشن بيورو تحت عنوان “خلال الحرب على فايروس كورونا، هناك نماذج من الإمارات تُظهر أهمية شبكات العمل الدولية”، إلى نقطة القوّة الاستثنائية في المقاربة الإماراتية بمواجهة الجائحة، والمتمثّلة في توسيع دائرة الفحوص والاختبارات الخاصة بفايروس كورونا ما أتاح للدولة الحصول على تشخيص دقيق للحالة الوبائية ومعالجتها بما يلزم من وسائل وإمكانيات.

ووصف مولافي الإمارات في مقاله بـ”إحدى القوى الرائدة في مجال إجراء اختبارات فايروس كورونا المستجد على المستوى القومي، حيث وصل معدل إجراء اختبارات الفايروس إلى 35 ألف اختبار في اليوم الواحد”، مضيفا “تعُد الإمارات ضمن أكثر الدول التي تقوم بإجراء اختبارات الفايروس قياسا على عدد السكان، حيث تحتل أحد المراكز الثلاثة الأولى على مستوى العالم، ويعُد هذا الأمر بمثابة مفاجأة لمُعظم دول العالم، بل إنه سيكون مفاجأة لهؤلاء الذين يعرفون الإمارات العربية المتحدة باعتبارها مُنتِجا رئيسيا للنفط أو أنها دولة رائدة في التجارة والسياحة ومركز للخدمات اللوجستية، والواقع أن واحدة من الثورات التي شهدتها الإمارات العربية المتحدة على مدار السنوات العشر الماضية تتمثّل في الابتكار فيما يخص العلوم والتكنولوجيا”.

ورأى صاحب المقال في اختيار ولاية نيفادا الأميركية للشراكة مع مجموعة جي 42 الإماراتية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والتي أخذت على عاتقها تنفيذ البرنامج الضخم لإجراء اختبارات فايروس كورونا على مستوى الإمارات العربية المتحدة، خروجا عن المسار الطبيعي حيث كان المنطق يقتضي أن تتّجه الولاية الساعية لتأسيس مختبر لإنتاج كميات هائلة من أدوات اختبار فايروس كورونا، إلى دول متقدّمة مثل اليابان وكوريا الجنوبية والصين وألمانيا على سبيل المثال.

ويسارع مولافي إلى إزالة دواعي الغرابة في اختيار الولاية الأميركية، مفسّرا ذلك الخيار بأنّ الإمارات من أكثر الدول التي تملك شبكات اتصالات قوية على مستوى العالم.

وبخلاف امتلاكها لأكثر المطارات الدولية ازدحاما على مستوى العالم، وأحد أكبر موانئ الحاويات، كما أنها تعُد موطنا لأكثر الجنسيات المتنوعة على وجه الأرض، فإن الشركات الإمارتية تمتلك شبكة قوية من الاتصالات مع جميع أنحاء العالم، حيث تستفيد من مجموعة من أفضل الخبراء على وجه الأرض، وتقوم بعمل شراكات فعالة مما يساعدها على التطور بشكل هائل. كما ينبّه إلى أن شبكات الاتصالات تلك ليست معنية فقط بمسارات التجارة لكنها معنية أيضا بالمشروعات العلمية المشتركة.

ووفقا لفريق العمل بولاية نيفادا الذي أعلن عن تلك المبادرة، فإن الشراكة بين الولاية ومجموعة جي 42 الإماراتية لن تقتصر على إنشاء مختبر لإجراء فحوص فايروس كورونا، بل إنها تشمل إجراء دراسات وراثية خاصة بالفايروس.

وقال مدير فريق العمل بولاية نيفادا جيم مورين في بيان له “إن الموارد التي تملكها مجموعة جي 42 الإماراتية ستساعدنا بصورة هائلة على إجراء اختبارات فايروس كورونا والأبحاث التي تجعلنا قادرين على تخفيف آثار الفايروس التي تطال المواطنين والزائرين خلال الأزمة الحالية، وسوف تساعدنا تلك الشراكة أيضا على تدعيم قدرتنا علىتعافي اقتصاد ولاية نيفادا على المدى الطويل”.

وكانت مجموعة جي 42 الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والتي تتخذ من أبوظبي مقرا لها، قد اشتركت مع مجموعة بي.جي.آي الرائدة في مجال حلول الجينوم لإنشاء أضخم مختبر فائق التطوّر يقع خارج الصين ويتخصص في تشخيص الإصابة بفايروس كورونا.

وأتاح المختبر إمكانية القيام يوميا بإجراء عشرات الآلاف من الاختبارات بتقنية “بي سي آر، آر تي” التي تعتمد على تفاعل البوليمرز المتسلسل اللحظي، لتلبية احتياجات فحص وتشخيص الإصابة بالفايروس.

وبتجاوز المعطيات العلمية والتقنية، فإن لكفاءة الإمارات في مواجهة جائحة كورونا أسبابا تتعلّق بالحكم الرشيد المنعكس على أداء الدولة في معالجة مختلف الملفّات والقضايا.

ويقول مولافي في مقاله “هناك مسألة الحُكم، فالحكومات على مستوى العالم تواجه تحديات غير مسبوقة تتصدى لها المؤسسات والقادة في تلك الدول. وفي كوريا الجنوبية نجحت إدارة الرئيس مون جاي إن بشكل كبير في التعامل مع أزمة فايروس كورونا.. والواقع أن دولا مثل كوريا الجنوبية والإمارات العربية المتحدة قد أظهرت مستويات عالية من المهارة في التعامل مع أزمة كورونا. وحتى الثامن والعشرين من أبريل كانت الإمارات قد أعلنت تسجيل 82 حالة وفاة بسبب فايروس كورونا من أصل 11 ألف حالة إصابة مؤكدة بالفايروس. وبالنسبة إلى دولة على اتصال قوي بالعالم الخارجي مثل الإمارات العربية المتحدة فإن التعامل مع وباء عابر للحدود لم يكن بالمهمة اليسيرة، لكن الإمارات نجحت في توظيف مجموعة من أدوات الثورة الصناعية الرابعة؛ الذكاء الاصطناعي وعِلم الروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد والتكنولوجيا الذكية وعِلم الجينوم (الوراثة)،  إلى جانب تطبيق مجموعة من الإجراءات التقليدية واسعة النطاق لمواجهة الكارثة، وانتهاج أسلوب عمل يشمل التنسيق التام بين المؤسسات الحكومية من أجل احتواء الفايروس.

عن "العرب" اللندنية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية