كم عدد خبراء حزب الله اللبناني في اليمن؟ وما مهمتهم؟

كم عدد خبراء حزب الله اللبناني في اليمن؟ وما مهمتهم؟


14/12/2021

على وقع المعارك الضارية التي تشهدها جبهات محافظة مأرب اليمنية، واصل تحالف دعم الشرعية إسناد قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية بضربات جوية أدت إلى مقتل العشرات من خبراء حزب الله، ممّا يؤكد استمرار تدخل الميليشيا اللبنانية الموالية لإيران في اليمن، وتورطها في قصف المدن والقرى وقتل المدنيين، وتوظيف قدراتها ومقدرات الدولة اللبنانية لتقديم الدعم لميليشيا الحوثي الإرهابية في الجوانب السياسية والإعلامية والمالية والعسكرية.

وفي تقرير نشرته سابقاً "فورين بوليسي" الأمريكية، لفتت فيه إلى دور واسع النطاق لـ"حزب الله" في اليمن، حيث قالت: إنّ "حسن نصر الله هو العقل المدبر لمعظم ما حدث على الحدود السعودية - اليمنية"، مشيرة إلى أنّه في 5 أيار (مايو) 2015، بدأ الحوثيون وحلفاؤهم بقصف أهداف على الحدود السعودية تحت إشراف "حزب الله" اللبناني، وكانت بداية باستخدام قذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا، لكنّهم زادوا تدريجياً مستوى هجماتهم باستخدام صواريخ وقذائف ذات شحنات متفجرة أكثر وزناً وأطول مدى.

حسن نصر الله هو العقل المدبر لمعظم ما حدث على الحدود السعودية – اليمنية، والضربات التي يوجهها الحوثيون للمملكة

وكشفت عن أنّ "حزب الله" اللبناني كان يدير منصات الصواريخ، وأنّ نائب قائد قوة القدس حينها، إسماعيل قاآني، قام بنفسه بالإعلان أنّ المتمردين الحوثيين تلقوا تدريباً "تحت راية الجمهورية الإسلامية"، مضيفة أنّ "حزب الله" عمل على برنامج التدريب والتسليح هناك.

ووفق الصحيفة، فإنّ مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية أكدوا أنّ فيلق القدس و"حزب الله" ينشطان في اليمن.

وحول الموضوع، أكد عقيد ركن التوجيه المعنوي والإعلام محور صعدة، عبد الله الحميقاني، "أنّ تدخل "حزب الله" في اليمن لم يعد سراً، وبات مكشوفاً لدى الحكومة اليمنية التي أرسلت عدداً من مذكرات الاحتجاج للإخوة في الحكومة اللبنانية"، متأسفاً على عدم اتخاذ لبنان أي موقف أو إجراء لمنع تدخل الحزب المستمر في تأجيج الصراع اليمني، لافتاً إلى أنّ معظم النخب السياسية في لبنان تماشت وتماهت مع ما يرتكبه "حزب الله" من جرائم وإرهاب بحق الشعب اليمني.   

حزب الله اللبناني كان يدير منصات الصواريخ، وعمل خبراؤه على برنامج التدريب والتسليح للميليشيات الحوثية الإرهابية

وأشار إلى أنّ الحكومة اليمنية، ومعظم الدول الخليجية والعربية، باتت تعلم أنّ أحد أبرز عناصر إطالة الحرب في اليمن هو تدخل "حزب الله" السافر في الحرب اليمنية، وذلك تحت رعاية الحرس الثوري الإيراني الذي يستخدم "شمّاعة آل البيت" كعنصر للتحريض المذهبي في البلاد، محمّلاً الحكومة اللبنانية مسؤولية مشاركة "حزب الله" وانتهاك السيادة اليمنية، وفق ما نقلت صحيفة إندبندت بالعربية.

وكشف عن سقوط أعداد كبيرة من عناصر "حزب الله" في اليمن، كان آخرهم في الأيام الماضية المدعو أبو حيدر سجاد، والقيادي في الحزب أكرم سيد، الذي قُتل على جبهات مأرب بتاريخ 10 كانون الأول (ديسمبر) الحالي.

وشدد على أنّ ارتفاع أعداد القتلى دفعت نصر الله لإرسال توجيه عاجل وسرّي بدفن القتلى بمدافن تابعة للحوثيين، وضرورة اقتصار المراسم على أقلّ عدد ممكن، مؤكداً أنّ هذا الإجراء يهدف لعدم كشف الأعداد المتزايدة من القتلى، سواء كانوا التابعين لـ"حزب الله"، أو عناصر الحرس الثوري الإيراني، مضيفاً: "يجري دفن جثث العشرات من خبراء ومقاتلي إيران و"حزب الله" في سرّية تامة بعد نقلهم إلى المقابر الجماعية في صعدة".

سقوط أعداد كبيرة من عناصر "حزب الله" في اليمن، ونصر الله يوجّه بدفن القتلى بمدافن تابعة للحوثيين، وضرورة اقتصار المراسم على أقلّ عدد ممكن

بدوره، أشار الكاتب السياسي المتابع للشأن الخليجي طارق أبو زينب إلى أنّ اللبنانيين الذين قُتلوا خلال الأسابيع الماضية على جبهات مأرب هم من الرتب القيادية، وتشير المعلومات إلى أنّ القتيل أكرم السيد من أبرز الخبراء العسكريين في "حزب الله"، الذي تسلل إلى اليمن واستقرّ فيه منذ عام 2017، وكان له دور أساسي في توجيه ميليشيات الحوثي في محافظة مأرب وسط البلاد، بمواجهة القوات الحكومية الشرعية، في حين أنّ مهمة القيادي في الحزب مصطفى الغراوي، الذي قُتل أخيراً في غارات التحالف العربي، كان مكلفاً بتدريب ميليشيات الحوثي على الانتشار في الجبهات الأمامية، والتموضع في مواقع استراتيجية.

وكشف أبو زينب عن وجود آلاف المقاتلين الذين يدخلون الأراضي اليمنية بشكل غير شرعي، عبر أسماء وجوازات مزورة، أو عبر الدخول خلسةً من الحدود البحرية والبرية، وأنّ معظم هؤلاء شاركوا سابقاً في الحرب السورية، الأمر الذي يعكس حجم ومستوى انخراط "حزب الله" المدعوم من إيران في التصعيد العسكري الذي تشنه ميليشيات الحوثي في مختلف جبهات القتال اليمنية.

ولفت إلى أنّ ما يؤكد انخراط الحزب في حرب اليمن، إدراج الخزانة الأمريكية سابقاً اللبناني خليل يوسف حرب، وهو مستشار مقرّب من نصر الله، على قوائم العقوبات، وقد عرضت الولايات المتحدة الأمريكية مكافأة مالية قدرها (5) ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، كونه أسهم في تهريب مبالغ مالية ضخمة للحوثيين؛ ممّا يثبت بالأدلة الدامغة دور الحزب في إدارة المعارك وعمليات التمويل.

وكان قائد المقاومة الوطنية التابعة للجيش الوطني اليمني العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، قد أكد في تصريح صحافي سابق دخول أكثر من (300) من خبراء "حزب الله" إلى صنعاء منذ عام 2011 لتدريب ميليشيات الحوثي.    



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية