كورونا تشعل موجة احتجاجات جديدة في إيران.. وطهران تنشر ميليشيات أجنبية

كورونا تشعل موجة احتجاجات جديدة في إيران.. وطهران تنشر ميليشيات أجنبية


20/04/2020

شهدت عدد من المدن الإيرانية خلال الأيام الماضية احتجاجات عمالية مع دخول أزمة فيروس كورونا المستجد شهرها الثالث منذ الإعلان عنها رسمياً في 19 شباط (فبراير) الماضي.

واحتجت شرائح اجتماعية مختلفة بينها العمال والسائقون والمتقاعدون والتجار خلال الأيام القليلة الماضية في أنحاء متفرقة من إيران.

وأصدر المعترضون بيانات ورسائل مفتوحة طالبوا فيها حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني بمنحهم حزم دعم نقدي بسبب أزمة فيروس كورونا.

المدن الايرانية تشهد احتجاجات عمالية مع دخول أزمة فيروس كورونا المستجد شهرها الثالث

ويبدو أنّ تداعيات كورونا الاقتصادية ستكون وخيمة بالنسبة لإيران في ظل الأداء الحكومي الذي وصفه معارضون بالمتقاعس، حسبما أوردت صحيفة كيهان لندن المعارضة التي تتخذ من بريطانيا مقراً لها.

وتجمعت أعداد كبيرة من عمال البلدية أمام مقر حاكم مدينة مسجد سليمان بمحافظة خوزستان (جنوب غرب إيران)، أول من أمس، للمطالبة بالحصول على رواتبهم المتأخرة منذ 3 أشهر.

وكشف العمال المتظاهرون أنّ بلدية مدينة مسجد سليمان ليس لديها برامج حالياً لدفع رواتبهم المتأخرة ما زاد مخاوفهم بسبب الوضع الراهن.

وأدى تأخر الرواتب لنحو 5 أشهر إلى احتجاج عمال بلدية مدينة لوشان بمحافظة جيلان الواقعة في شمال إيران، معربين عن غضبهم من تجاهل المسؤولين المختصين مطالبهم.

وشهدت مقاطعة قروة بمحافظة كردستان في شمال إيران احتجاجات متكررة من قبل تجار أمام مقر البلدية ومكتب إمام الجمعة اعتراضاً على عدم الاستقرار الاقتصادي وغياب الدعم الحكومي.

وتظاهر كذلك مئات من سائقي الحافلات المتقاعدين أمام مبنى بلدية العاصمة طهران للاحتجاج على عدم تلقيهم إعانات نقدية.

ولجأ تجار وعمال إيرانيون متضررون من الظروف الراهنة للاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن مطالبهم التي أبرزها الإعفاء مؤقتاً من دفع فواتير الطاقة والديون وغيرها.

وانتقد نشطاء إيرانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً إجبار الحكومة الإيرانية العمال على الذهاب لمقار عملهم في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) داخل البلاد، وهو ما وصفوه بـ"التمييز الطبقي".

ولم تفرض السلطات الإيرانية حجراً صحياً كاملاً على الرغم من شيوع المرض بأغلب أقاليم البلاد، واكتفت ببث نصائح للسكان بالبقاء في المنازل احترازيا.

وشنت السلطات الإيرانية مؤخراً اعتقالات ضد نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد منشورات لهم انتقدت إهمال صحة العمال والموظفين وسط انتشار كورونا بسرعة محلياً.

هذا ونشرت إيران مليشيات أجنبية مسلحة في شوارعها خشية اندلاع احتجاجات إثر فشل النظام في احتواء تفشي فيروس كورونا في البلاد.

وأظهرت صور تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي استعانة النظام الإيراني بميليشيات مسلحة موالية له في ظل أزمة تفشي الفيروس المستجد.

وأعادت تلك المشاهد لأذهان الإيرانيين ظهور ميليشيات أجنبية داخل بلادهم بالتزامن مع كارثة الفيضانات التي اجتاحت 25 محافظة، العام الماضي.

وانتقد مغردون إيرانيون، بينهم صحفيون وناشطون عبر موقع "تويتر"، استعانة النظام بميليشيات إرهابية لمواجهة كورونا في الوقت الذي تم طرد فريق تابع لمنظمة "أطباء بلا حدود"، الشهر الماضي.

وأكد المغردون أنّ نظام المرشد الإيراني علي خامنئي استعان بعناصر ميليشيات "الحشد الشعبي" و"فاطميون" و"حزب الله" وغيرهم تخوفاً من اندلاع احتجاجات شعبية اعتراضا على سوء إدارة أزمة الفيروس التاجي داخلياً.

وأقرت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية المقربة من ميليشيات الحرس الثوري، أمس، بوجود ميليشيات تدعمها طهران في بعض أحياء مدينة قم بدعوى تطهير الشوارع وتعقيم السيارات المارة بالطرقات.

وأكد عباس موسوي، أمين عام ميليشيا "النجباء" العراقية، التقارير التي أفادت بوجود عناصر تابعة لها في مدينة قم في ظل تفشي كورونا.

إيران تنشر ميليشيات أجنبية مسلحة خشية اندلاع احتجاجات إثر فشل النظام في احتواء كورونا

وأشار موسوي إلى أنّ عناصر ميليشيا "النجباء" قاموا بتوزيع سلال غذائية في بعض المناطق الفقيرة داخل قم مؤخراً، حسب تسنيم.

وانتقد سابقاً نائب رئيس لجنة اميد (الأمل) البرلمانية الإصلاحية عبدالكريم حسين زادة وجود ما وصفها بقوات عسكرية أجنبية دون إذن من الحكومة والبرلمان باعتبار هذا الأمر تجاهلاً للدستور المعمول به داخل بلاده.
واعتبر معارضون إيرانيون عبر منصات التواصل الاجتماعي أنّ نظام خامنئي تخلى عن سيادة أراضي البلاد مقابل حماية عناصر الميليشيات الأجنبية في ظل تنامي الغضب الشعبي من الفشل إزاء كارثة الفيضانات، نيسان (أبريل) 2019.

ويواجه النظام الإيراني اتهامات من المعارضين بإخفاء أعداد ضحايا كورونا، وسوء الإدارة، وعدم الامتثال للمعايير والنماذج المختبرة في العالم لمواجهة جائحة الفيروس التاجي.

وذكرت وزارة الصحة الإيرانية في آخر إحصائية صادرة عنها أنّ أكثر من 5 آلاف شخص توفوا وأصيب أكثر من 80 ألفاً بفيروس كورونا المستجد في البلاد.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية