كيف أفشلت الحركة الإسلامية المشروع التنموي في السودان؟

كيف أفشلت الحركة الإسلامية المشروع التنموي في السودان؟


27/09/2020

قال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك: إنّ انقلاب الـ30 من يونيو الذي قامت به الحركة الإسلامية في السودان، في العام 1989، كان سبباً رئيسياً في عرقلة المشروع التنموي السوداني عقب الاستقلال.

وأوضح حمدوك، خلال مؤتمر صحافي، أنّ ذلك الانقلاب الذي فرض نظام التمكين والتضييقات المؤسسية، عمل على حبس الطاقات الإنتاجية وغياب الرؤى، بالإضافة إلى ضعف الإرادة والقدرة على التخطيط وبناء نظام اقتصادي حديث يقوم على أسس واضحة.

وقد عانت السودان من ظروف اقتصادية صعبة وفقر وصراعات داخلية وتنامٍ لنفوذ المسلحين، وباتت أحد المعاقل الرئيسية للإسلاميين خلال حكم الرئيس السابق عمر البشير، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين.

ويعاني السودان من خلل هيكلي في معظم القطاعات الاقتصادية بسبب فساد عناصر النظام السابق، والتداعيات السلبية للحصار والتي قدرت خسائره التراكمية بمئات المليارات من الدولارات، ويبرز الخلل بشكل واضح في عجز ميزان المدفوعات وعجز الميزان التجاري الذي بلغ حوالي 5 مليارات دولار في 2019، كما أثر التمويل بالعجز عبر طباعة النقود سلباً على الأداء المالي.

عانت السودان من ظروف اقتصادية صعبة وفقر وصراعات داخلية وتنامٍ لنفوذ المسلحين، وباتت أحد المعاقل الرئيسية للإسلاميين خلال حكم الرئيس السابق عمر البشير

من جانبه، أضاف رئيس الوزراء السوداني أنّ من ضمن أسباب فشل المشروع الوطني التنموي منذ الاستقلال، العجز عن إدارة تحديات ما بعد الاستقلال وعلى رأسها إدارة التنوع الثقافي والعرقي والجغرافي، وبناء مؤسسات حديثة للحكم والإدارة.

وأشار رئيس الوزراء، بحسب ما أورده موقع "ميديا مونيتور"، إلى أنّ المشروع التنموي المتكامل يحتاج الي تعبئة الموارد المتمثلة في الضرائب، والجمارك، والزكاة، والرسوم وعائدات الموارد الطبيعية.

وأوضح حمدوك أنّ السودان واجه تحديات كثيرة وكبيرة منذ الاستقلال، أهمها التطلعات العالية للمساواة والعدالة والنهضة واللحاق بالأمم المتقدمة، إضافة إلى تحدي التفاوت الجهوي في مستويات التنمية وقوة الولاءات الاثنية والجهوية وغياب المشروع النهضوي التنموي القومي.

ورأى حمدوك، في ختام كلمته، أنّ تحدي التدخلات الأجنبية في الشأن الداخلي من الأصدقاء والأعداء يتطلب التصدي لها بوجود قيادات وطنية فكرية وسياسة ذات قدرات عالية راغبة في النهوض بالسودان، مشيراً إلى أنّ غياب المشروع الوطني أدّى إلى توسيع دائرة الخلافات والصراعات والحروب، وإهدار الوقت والموارد البشرية والمالية، وانحسار الرؤى القومية والتخطيط التنموي.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية