كيف تسعى حركة النهضة لنشر الفوضى في تونس؟.. ما علاقة ليبيا؟

كيف تسعى حركة النهضة لنشر الفوضى في تونس؟.. ما علاقة ليبيا؟


08/08/2021

 تنبأت تونس مبكراً بالخطر القادم من الحدود الشرقية، بعد تحرك إخواني على الحدود الليبية، والحشد من قبل قادة التنظيم في طرابلس دعماً لحركة النهضة التي يتزعمها راشد الغنوشي، ممّا دفعها إلى تكثيف تواجدها العسكري والأمني على حدودها مع ليبيا.

تحركات الجيش التونسي على الحدود الشرقية لم تتعلق بتهديدات ميليشيات الإخوان الليبية فقط، بل ارتبطت أيضاً بمنع الفاسدين من الفرار، بعد الإجراءات التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد بحق كل من نهب أموال التونسيين.

 وبحسب مصادر نقلت عنها شبكة "سكاي نيوز"، فقد فرض الجيش حالة من الاستنفار الأمني المكثف على الحدود الشرقية، بغرض إفساد مخططات جماعة الإخوان بتهريب عناصر من المرتزقة والميليشيات التابعة له إلى الداخل لتنفيذ عمليات مسلحة وإحداث حالة من الفوضى.

 وشهدت الأيام القليلة الماضية عدة محاولات لهروب عناصر إخوانية متورطة في قضايا فساد مع عائلتهم إلى خارج البلاد، وكذلك تسلل بعض العناصر المنتمية لتنظيم داعش والميليشيات الإخوانية إلى داخل تونس عبر البوابة الشرقية، ما دفع الجيش لتعزيز تواجده في هذه المناطق لإحباط تلك العمليات وتأمين الحدود.

 وكانت ميليشيات تابعة لتنظيم الإخوان غربي ليبيا قد أعلنت حالة الطوارئ داخل معسكراتها، واستدعت كافة عناصرها بأوامر عليا من قادة التنظيم، تزامناً مع قرارات الرئيس التونسي قيس سعيّد بإقالة الحكومة وتجميد عمل مجلس النواب ذي الأغلبية الإخوانية.

 وكان رئيس ما يُسمى المجلس الأعلى للدولة التابع لتنظيم الإخوان في ليبيا وصاحب النفوذ في مؤسسات الدولة غربي البلاد خالد المشري، قد أعلن رفضه لقرارات الرئيس التونسي، واصفاً إياها بـ"الانقلاب".

 

تونس تكثف تواجدها العسكري والأمني على حدودها مع ليبيا، بغرض إفساد مخططات الإخوان بتهريب عناصر من المرتزقة والميليشيات التابعة لها إلى الداخل

 

 وقد عقد قادة تنظيم الإخوان في ليبيا اجتماعات بعد قرارات الرئيس التونسي، وحدث تواصل مع قيادات الإخوان في تونس، وبعدها أعلنت ميليشيات الإخوان حالة الاستنفار داخل معسكراتها".

 وتبعد 3 معسكرات عن الحدود التونسية 218 كيلومتراً، وكانت من بين المعسكرات التي استنفرت عناصرها، وتحركت تجاه الحدود التونسية.

 وفي السياق، كشفت مصادر برلمانية وأمنية أنّ ميليشيات تابعة لتنظيم الإخوان في ليبيا مكَّنت تنظيم داعش من السيطرة على مدينتي صبراتة والزاوية غرب البلاد، فقد رصدت عربات تنظيم داعش بأعلامها السوداء تتجول نهاراً وليلاً داخلهما، مع معلومات عن تدريب عناصره على اقتحام حدود تونس، ممّا يؤكد أنّ الخطر لا يتوقف على ميليشيات الإخوان، بل هناك جماعات وتنظيمات إرهابية ستكون عوناً لحركة النهضة ضد الرئيس قيس سعيد، ممّا سيفاقم خطورة الوضع في تونس.

 وقال عضو مجلس النواب الليبي وعضو لجنة الأمن القومي علي التكبالي: إنّ الدواعش يتواجدون في منطقة الخطاطبة بصبراتة وفي الزاوية، ويتجولون ليلاً بسياراتهم، ويرفعون عليها أعلاماً سوداء.

 

تحركات الجيش التونسي على الحدود الشرقية لم تتعلق بتهديدات ميليشيات الإخوان الليبية فقط، بل ارتبطت أيضاً بمنع الفاسدين من الفرار

 

 وعن اطمئنان التنظيم لعدم اعتراض ميليشيات الإخوان له، قال التكبالي في منشور له على "فيسبوك": إنّ هؤلاء يستخدمون سيارات مصفحة في النهار، وهم يحملون بنادق الكلاشينكوف والمسدسات، وحتى رشاشات بعيدة المدى، مؤكداً أنّ هناك عملاء يحمونهم ويزودونهم باحتياجاتهم وبالمعلومات في كل المدن الغربية الساحلية، ويمتهنون الخطف والسطو والتهريب.

 هذا، وذكر تقرير لمؤسسة "ماعت" أنّ حركة النهضة ستلجأ إلى العنف، على غرار ما فعلته جماعة الإخوان في مصر، وذلك لاستمرار مسيرة الخراب والدمار في تونس، ففي تاريخ الإخوان لم يخرجوا من أي دولة دون المرور بمربع العنف، وهو ما ظهر في التصريحات التي خرج بها العديد من قيادات النهضة التونسية التي يتزعمها راشد الغنوشي، مؤكداً أنّ النهضة ستوظف في هذا ميليشيات الإخوان الليبية لعدة عوامل، أهمها الجغرافيا، بالإضافة إلى المصير الواحد الذي يجمعهما، حيث إنّ نهاية حركة النهضة تعني وقف الإمدادات التي كانت تصل إلى ميليشيات الإخوان عن طريق تونس وتركيا، وفق ما أوردت صحيفة اليوم السابع.

 ولفت التقرير إلى أنّ ما حدث في تونس يمثل نهاية تسلسل صعود الإخوان إلى السلطة في البلدان العربية، بعد أن رفضهم الشارع العربي بسبب ما يفعلونه من عنف وخراب في المنطقة.

 وتابعت الدراسة أنّ دعوة الغنوشي بالنزول إلى الشارع والتهديد باستخدام العنف، مثلت تورط عدد من قيادات الحركة في التحريض على العنف، وهي دعوة صريحة لإعادة الإرهاب بشكل أصبح يهدد الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد، وترافق حديث النهضة عن العنف مع تداول أخبار عن وجود تنسيق بين تنظيم الإخوان المسلمين في ليبيا وتنظيم داعش الإرهابي لمساعدة 90 عنصراً من داعش على التسلل عبر الحدود الليبية إلى الداخل التونسي لدعم الإخوان في تونس ضد قرارات رئيس الدولة الاستثنائية.

 

التكبالي: ميليشيات تابعة للإخوان في ليبيا مكّنت تنظيم داعش من السيطرة على مدينتي صبراتة والزاوية ودربت عناصره على اقتحام حدود تونس

 

 وفي السياق ذاته، كشف المحلل السياسي التونسي نزار جليدي، في تصريحات لـ"سكاي نيوز"، عن إحباط محاولة لتسلل القيادي الداعشي أبو زيد التونسي من ليبيا إلى تونس بمساعدة عناصر إخوانية في الداخل، مشيراً إلى أنه تم القبض عليه الخميس الماضي، مؤكداً أنّ الحدود الشرقية تشهد حالة من الاستنفار القصوى على مدار الأيام الماضية لإحباط عملية التنسيق بين إخوان النهضة والعناصر الإرهابية القادمة من الخارج.

 وأوضح جليدي أنّ القوات التونسية تنتشر بشكل كبير في منطقة رأس جدير في بن قردان  القريبة من الحدود الليبية، مشيراً إلى التحركات التي تشهدها مدينة جنزور الليبية من جانب كتائب خالد بن الوليد الداعشية.

 

النهضة ستوظف ميليشيات الإخوان الليبية لنشر الفوضى لعدة عوامل، أهمها الجغرافية، بالإضافة إلى المصير الواحد الذي يجمعهما

 

وفي تصريح صحفي، قال الصحفي المصري المتخصص في الشأن الليبي أحمد جمعة: إنّ الميليشيات المسلحة المنتمية لجماعة الإخوان تشكل خطراً كبيراً على تونس، وتحديداً التابعة لرئيس "المجلس الأعلى للدولة" الإخواني خالد المشري، وهي أبرز التشكيلات المسلحة الداعمة لحكم حركة النهضة الإخوانية والأكثر تفاعلاً وتواصلاً مع قياداتها، وهو ما يتطلب تحرك السلطة التنفيذية في ليبيا، وخاصة المجلس الرئاسي باعتباره القائد الأعلى للجيش بضبط الحدود المشتركة مع تونس، ومنع أي عمليات إسناد لعناصر الجهاز السري لحركة النهضة.

 وأكد جمعة أنّ مدن طرابلس والزاوية تشكل أبرز المدن التي تتواجد بها عناصر تابعة لجماعة الإخوان الليبية المتعاطفة والداعمة لحكم حركة النهضة في تونس، نظراً للارتباط الإيديولوجي الذي يجمعهم، وهو ما يثير تخوف المواطن الليبي الذي يرفض أن تنخرط أي عناصر ليبية في التطورات الراهنة في تونس، خاصة بعد الإجراءات التي اتخذها الرئيس قيس سعيد.

 

تزامناً مع حديث النهضة عن العنف، تداولت أخبار عن تنسيق بين الإخوان فى ليبيا وداعش لمساعدة 90 عنصراً إرهابياً على التسلل إلى الداخل التونسي

 

 وقال جمعة: "إنّ التواجد العسكري التركي في المنطقة الغربية لليبيا واحتلال بعض القواعد العسكرية وخاصة قاعدة عقبة بن نافع (الوطية)، وتواجد عناصر من المرتزقة السوريين الذين تم نقلهم لدعم حكومة الوفاق، أحد أبرز التحديات التي تواجه الرئيس التونسي الذي يدرك خطورة وجود مرتزقة في المنطقة الغربية لليبيا، وهو ما يتطلب تنسيقاً مشتركاً مع الجانب الرسمي الليبي، ويقظة عناصر الأمن والجيش في تونس لمنع عمليات تسلل أو تنقل للإرهابيين عبر الحدود البرية أو عبر المطار.

ومن جهة أخرى، يرى المحلل السياسي الليبي مختار الجدال أنّ ما حدث في تونس "زلزال ضد الإخوان، وسيكون له ارتداد قوي على إخوان ليبيا".

 وعبّر الجدال عن اعتقاده أنه "إذا ما نجح التونسيون في استكمال استئصال الإخوان وتحجيم دورهم السياسي، فإنّ ذلك سيؤدي إلى قيام الليبيين بالمهمة نفسها التي قد يراها البعض صعبة، وربما سيكون ذلك في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، من خلال صناديق الانتخابات إذا ما وصلنا إليها، التي يبدو أنها الفرصة السانحة لاستئصالهم من ليبيا".

 إنّ كسر المشروع الإخواني في تونس، بعد هزيمته في السودان ومصر، سينعكس إيجاباً على سوريا وليبيا مستقبلاً، وسيشكّل بالمقابل هزيمة للمشروع الإخواني ولمشاريع الإسلام السياسي برمتها، مهما تغيرت تسمياتها وتنوعت مظاهرها.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية